الحريري سيصبح رئيسا للحكومة اللبنانية للمرة الثالثة
كلف الرئيس اللبناني ميشال عون السياسي السني سعد الحريري بتشكيل حكومة ائتلافية جديدة بعد مشاورات يوم الخميس مع أعضاء البرلمان الجدد.
وكان الرئيس عون قد أجرى مشاورات مع اعضاء مجلس النواب حصل فيها الحريري على 111 صوتا من اجمالي عدد الأعضاء البالغ 128.
– الحريري (48 عاما) هو الزعيم السني الرئيسي في لبنان منذ اغتيال والده رفيق في عام 2005. عرفت السنوات الأولى من حياته السياسية بتحالفه الوثيق مع المملكة العربية السعودية والمواجهة مع الحلفاء اللبنانيين لسوريا وإيران وأبرزهم جماعة حزب الله الشيعية التي تمتلك ترسانة ضخمة من الاسلحة.
– اتهمت محكمة مدعومة من الامم المتحدة خمسة اعضاء من حزب الله بقتل الحريري. ولكن الجماعة تنفي أي دور لها.
– شكّل الحريري أول حكومة ائتلافية في عام 2009 بعد أن فاز تحالف قوى ”14 اذار“ المناهض لسوريا والمعارض لحزب الله في ذلك الوقت بأغلبية برلمانية بدعم من السعودية. ومع الوقت تفككت قوى ”14 اذار“.
تمت الاطاحة بحكومته في أوائل عام 2011 عندما استقال وزراء حزب الله وحلفاؤه بسبب التوترات المرتبطة بمحكمة الحريري. في السنوات التالية بقي الحريري خارج لبنان لفترة طويلة لأسباب أمنية.
– مع تصاعد الحرب في سوريا أصيبت الحكومة اللبنانية بالشلل بسبب التوترات المرتبطة بالصراع. وصدرت تصريحات عدة للحريري ضد دور حزب الله في القتال دعما للرئيس بشار الأسد. وبسبب الجمود السياسي أصبح موقع الرئاسة شاغرا بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في عام 2014.
* في عام 2016 فاجأ الحريري اللبنانيين باقتراح من شأنه ان يعيده الى موقع رئاسة الوزراء وتسليم الرئاسة إلى السياسي الماروني سليمان فرنجية وهو حليف لحزب الله وصديق مقرب من الأسد. لكن هذه الفكرة فشلت في اكتساب الدعم لأن حزب الله تمسك بحليف مسيحي آخر له هو ميشال عون كمرشح للرئاسة.
– في وقت لاحق من عام 2016 أصبح الحريري رئيسا للوزراء للمرة الثانية بعد توقيعه صفقة مع عون قادت الأخير الى رئاسة الجمهورية .
وشكّل الحريري حكومته الائتلافية الثانية. وظل معارضا لحزب الله لكن تركيزه كان غالبا على مشاكل لبنان الاقتصادية والتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين.
– تراجعت علاقات الحريري مع السعودية في السنوات الأخيرة لتصل إلى أدنى مستوى لها في نوفمبر تشرين الثاني عندما أشيع على نطاق واسع أن المملكة العربية السعودية أجبرته على الاستقالة واحتجزته في الرياض. لكن السعودية والحريري نفيا علنا هذه الرواية.
بعد التدخل الفرنسي عاد الحريري إلى بيروت وسحب استقالته بعد أن كررت الحكومة اللبنانية التزامها بسياسة النأي بالنفس عن النزاعات الإقليمية. ويهدف هذا بشكل أساسي إلى معالجة المخاوف السعودية بشأن دعم حزب الله للحوثيين في اليمن.
ما زال الحريري نقطة محورية للدعم الغربي. ففي أبريل (نيسان) استضافت فرنسا مؤتمرا دوليا تعهدت فيه الجهات المانحة بتقديم أكثر من 11 مليار دولار من المساعدات بشرط قيام لبنان بتنفيذ إصلاحات اقتصادية طال انتظارها.
– انعكس انهيار شركة سعودي أوجيه التابعة للحريري والتي تتخذ من المملكة العربية السعودية مقرا لها على تمويل شبكته السياسية في لبنان في السنوات الأخيرة. وكانت سعودي أوجيه مصدرا للثروة الطائلة التي ساعدت في ترسيخ مكانة عائلة الحريري باعتبارها العائلة الرئيسية السنية في لبنان بعد الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و 1990.
– خسر تيار المستقبل بزعامة الحريري أكثر من ثلث مقاعده في الانتخابات البرلمانية لعام 2018 وذهب بعضها الى حلفاء حزب الله. وعزا الحريري هذا إلى قانون انتخابات جديد يوزع المقاعد على أساس نسبي. لكن كذلك ألقى باللائمة على تقصير حزب تيار المستقبل وأقال بعض كبار مسؤولي الحزب.