الجيش السوري يشن هجوما على آخر جيب لمسلحي المعارضة في الغوطة
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الحكومة السورية شنت هجمات جوية وبرية عنيفة على آخر مدينة خاضعة لسيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية يوم الجمعة مما أسفر عن مقتل 32 شخصا في محاولة لإكمال أكبر نصر عسكري للرئيس بشار الأسد منذ عام 2016.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي سحب الدخان الداكن تتصاعد من مدينة دوما حيث تتحصن جماعة جيش الإسلام بينما قبل مقاتلون آخرون من المعارضة في أجزاء أخرى من الغوطة الشرقية الخروج الآمن إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة.
وقال التلفزيون الرسمي إن قوات الحرس الجمهوري تتوغل.
وقالت جماعة جيش الإسلام إن لواء الصواريخ والمدفعية التابع لها يرد على ما وصفتها بمذبحة تقوم بها الفصائل الموالية للأسد والطائرات الحربية الروسية. ودعا المسؤول السياسي في جيش الإسلام إلى إجراء محادثات تفاديا لإراقة دماء المدنيين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القتلى الذين سقطوا في دوما يوم الجمعة بينهم خمسة أطفال وإن الضربات الجوية نفذتها طائرات حربية روسية على الأرجح. وقالت وسائل إعلام رسمية إن قصف المعارضة لدمشق أودى بحياة أربعة أشخاص.
ونفى جيش الإسلام استهداف مناطق سكنية.
وقال قائد في التحالف العسكري الإقليمي الداعم للأسد إن الخيار الوحيد أمام جيش الإسلام هو القبول بالمرور الآمن إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة إلى الشمال الشرقي من حلب بعد انهيار المحادثات.
وأضاف لرويترز ”انتهت المفاوضات على فشل بالنسبة لدوما والحسم العسكري هو الحل“.
واتهم التلفزيون الرسمي جيش الإسلام بقصف معبر إلى خارج الغوطة الشرقية ومنطقة سكنية قائلا إن هذا هو ما أدى إلى الضربات الجوية.
وأشار مراسلو محطات تلفزيونية رسمية إلى أنه يجب أن يفرج مسلحو المعارضة عن جنود ومدنيين مخطوفين قالوا إن الجماعة تحتجزهم كشرط لوقف الهجوم.
وقبلت جماعات معارضة مهزومة في أجزاء أخرى من الغوطة الشرقية المرور الآمن إلى مناطق قرب الحدود التركية.
وفي حين أن آلاف المقاتلين والمدنيين المصابين ممن فضلوا هذا الخيار غادروا في الأيام القليلة الماضية فإن المسؤول بجيش الإسلام نفى مغادرة أي من مقاتليه.
وقال المسؤول السياسي بجيش الإسلام محمد علوش إن الجماعة تريد مواصلة المفاوضات. وأضاف في مقابلة مع قناة العربية الحدث التلفزيونية ”نحن ندافع عن أنفسنا وهذا حق مشروع لنا بكل الشرائع والقوانين الدولية“.
وأضاف ”نحن ندافع عن أنفسنا وما زلنا ندعو للجلوس على طاولة المفاوضات حتى نصل إلى حل. حل منطقي عادل يؤدي إلى حقن دماء المدنيين“.
وأشار علوش المقيم خارج سوريا إلى أن جماعة جيش الإسلام متمسكة بمطلب البقاء في دوما وهو أمر ترفضه الحكومة السورية.
وقال ”نحن نفاوض على البقاء… على بقاء أهلنا في المدينة وبقاء ما يحميهم. لا نضمن أن نترك المدنيين وأن يخرج المقاتلون بسلاحهم ويبقوا عرضة للميليشات الطائفية“ في إشارة إلى الفصائل الشيعية المدعومة من إيران مثل حزب الله.