الجيش السوري يحاصر جيب المعارضة في مدينة درعا
قال مقاتلون من المعارضة السورية إن الجيش وحلفاءه فرضوا حصارا يوم الاثنين على جيب المعارضة في مدينة درعا وإنهم في طريقهم للسيطرة بالكامل على المدينة التي كانت مهد الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد.
ومع تقدم الحكومة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة درعا، يبدو أنها تكثف ضغوطها على المعارضة حتى بعد الاتفاق معها على شروط التسليم الأسبوع الماضي فيما مثل انتصارا كبيرا للأسد.
وتحكم القوات الحكومية قبضتها كذلك على المنطقة الحدودية مع الأردن إلى الشرق من مدينة درعا يوم الاثنين. وسلم الجيش السوري الحر المعارض، الذي كان يوما ما مدعوما من الغرب والأردن، معظم المنطقة مع الأسلحة الثقيلة للحكومة بعد اتفاق تسليم أبرم يوم الجمعة، وفقا لوكالة “رويترز”.
وبدعم جوي روسي، حققت القوات السورية الحكومية والقوات المتحالفة معها نصرا استراتيجيا في هجوم استمر 20 يوما بالسيطرة على معبر نصيب-جابر وهو معبر تجاري حيوي سيطر عليه المعارضون لمدة ثلاث سنوات.
وقال أبو شيماء المتحدث باسم مقاتلي المعارضة في درعا إن عدة آلاف محاصرون الآن بعد أن دخل الجيش قاعدة رئيسية غربي المدينة دون قتال.
وقال المتحدث لرويترز إن الجيش والمقاتلين المتحالفين معه طوقوا درعا بالكامل.
وقالت وسائل إعلام حكومية إن الجيش ينتشر في منطقة الحدود مع الأردن ويشدد قبضته على من يطلق عليهم ”الإرهابيين“ لكنها لم تذكر حصار درعا.
وتوجه استعادة الأسد لدرعا بالكامل صفعة معنوية كبيرة للمعارضة إذ أن المدينة كانت رمزا للاحتجاجات السلمية ضد حكمه والتي امتدت إلى مختلف أرجاء سوريا. وسحقت السلطات الاحتجاجات مما مهد الطريق للحرب الأهلية.
* اتفاق التسليم
كان ممثلو المعارضة وضباط روس قد توصلوا إلى اتفاق يوم الجمعة يقضي بتسليم درعا وبلدات أخرى في محافظة درعا الجنوبية على الحدود مع الأردن.
محتوى دعائي
وقبل الاتفاق، أجبرت العديد من القرى والبلدات في محافظة درعا على العودة لسيادة الدولة بعد حملة قصف جوي روسي عنيف على مراكز حضرية مما أدى إلى أكبر موجة نزوح للمدنيين منذ بدء الصراع قبل أكثر من سبع سنوات.
وقالت مصادر من المعارضة إن التقدم في درعا سيسمح للقوات الحكومية، وللمرة الأولى، بالسيطرة على الخطوط الأمامية للجيش السوري الحر فيما يسيطر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية على جيب وادي اليرموك جنوب غربي درعا على امتداد الحدود مع الأردن وإسرائيل.
وقال ضابط مخابرات من المنطقة إن الشرطة العسكرية الروسية والقوات السورية دخلت بلدة طفس وأمنت ممرا عبر أراض تسيطر عليها المعارضة إلى خط أمامي للقتال مع تنظيم الدولة الإسلامية.
ومن المفترض أن يسمح الاتفاق للمقاتلين الذين يرفضون السلام بالمغادرة أولا لمناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال البلاد قبل تسليم الأسلحة وعودة سيادة الدولة.
وقال أبو شيماء إن هناك مقاتلين كانوا يرغبون في الذهاب إلى إدلب التي تسيطر عليها المعارضة لكن هذا الطلب قوبل بالرفض بعد الحصار مشيرا إلى اجتماع عقد يوم الأحد. وقال إن وسيطا مع الجيش رفض فيه بوضوح طلبهم المغادرة.
ويقول المقاتلون إن الاتفاق لا يسمح للجيش بدخول معاقلهم ويسمح بتشكيل قوات محلية من المقاتلين السابقين تحت إشراف الشرطة العسكرية الروسية.
وقال أبو شيماء إن هناك الكثير من المخاوف وإنهم لا يثقون في الروس ولا في ”النظام“ وتابع أن المعارضين الباقين في مدينة درعا ما زالوا متحصنين في مواقعهم على الخطوط الأمامية للقتال.
وذكر مفاوض آخر للمعارضة أن جولة جديدة من المحادثات مع ضباط روس مقررة يوم الاثنين وستتناول مصير المدينة والترتيبات الأمنية بعد عودتها لسيادة الدولة.
وقال المفاوض، ويدعى أبو جهاد، إنهم سيعملون مع الروس على تشكيل قوة محلية من السكان لمنع دخول الجيش إلى درعا بضمانات روسية.
وقالت الأمم المتحدة يوم الاثنين إنها ستبدأ على الفور في توفير المساعدات الإنسانية للآلاف من عائلات المدنيين المتضررين من القتال في محافظات درعا والسويداء والقنيطرة في جنوب سوريا بعد تلقيها طلبا من الحكومة السورية.
وقال علي الزعتري الممثل المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سوريا ومنسق الشؤون الإنسانية إن المدنيين المتضررين من الصراع في جنوب سوريا يعيشون في ظروف صعبة، مرحبا بطلب الحكومة بتوصيل المساعدات.
وقبل أيام قالت الأمم المتحدة إن الهجوم في جنوب سوريا أسفر عن تشريد ما يربو على 320 ألفا.