الجيش السوري: قد نتوحد مع قوات المعارضة في إدلب إذا اقتضت الضرورة
أعلن تنظيم “الجيش الوطني السوري”، المدعوم من تركيا والذي يعتبر عقبة محتملة أساسية أمام سيطرة القوات الحكومية على شمال غرب سوريا، أنه قد يتوحد مع قوات المعارضة في محافظة إدلب.
وقال قائد “الجيش الوطني”، العقيد هيثم العفيسي، في حديث لوكالة “رويترز” ببلدة إعزاز شمال محافظة حلب قرب الحدود التركية، إنه من الممكن دمج قواته بسرعة مع فصائل المعارضة المدعومة من تركيا في محافظة إدلب إذا اقتضت الضرورة، لا سيما في ظل إعلان الرئيس السوري، بشار الأسد، عن استعداد الجيش الحكومي لشن هجوم عليها.
وأوضح العفيسي، تعليقا على وجود مجموعات مسلحة متشددة ، على رأسها “جبهة النصرة”، تقاتل الفصائل الأخرى في المنطقة، “يمكن أن يكون الدمج قريبا في حال كانت الرؤية واحدة تماما ونحن جاهزون ونمد يدنا إلى كل تشكيل يمثل أهداف الثورة”.
وشدد قائد “الجيش الوطني” على أن ثمة 3 أعداء له يتمثلون بالحكومة السورية و”حزب العمال الكردستاني”، الذي تعتبره تركيا تنظيما إرهابيا وتقول إنه ينشط في سوريا باسم “وحدات حماية الشعب”، وتنظيم “داعش” المصنف إرهابيا على المستوى الدولي.
وأسس “الجيش الوطني السوري” بإعلان مما يسمى بـالحكومة السورية المؤقتة التي تتخذ مقرا لها في تركيا يوم 30 ديسمبر 2017 من فصائل “الجيش السوري الحر” جنوب غرب سوريا.
ويتألف “الجيش الوطني” من حوالي 35 ألف مقاتل من بعض من أكبر الفصائل في الحرب الأهلية التي سقط فيها مئات الآلاف من القتلى وأرغمت حوالي 11 مليونا على النزوح من بيوتهم خلال السنوات الـ7 الأخيرة.
وسابقا فشلت مساع عديدة لتوحيد مسلحي المعارضة إذ عرقلتها منافسات محلية وفي بعض الأحيان تعارض أهداف الدول الأجنبية، لكن من المحتمل، حسب تقرير نشرته وكالة “رويترز”، أن يختلف الوضع بالنسبة “للجيش الوطني” نظرا للوجود التركي على الأرض.
واعتبرت “رويترز” أنه من المحتمل أن يصبح “الجيش الوطني السوري” “عقبة في الأمد البعيد أمام استعادة الرئيس بشار الأسد السيطرة على شمال غرب البلاد وذلك إذا ما تمكنت المعارضة من إنهاء الخصومات الفئوية التي نكبت بها منذ فترة طويلة”.
وفي هذا السياق، شدد قائد “الجيش الوطني” على أن إنشاء هذه القوة لم يكن بالمهمة السهلة خلال السنة الأخيرة، وقال العفيسي: “ننتقل في تطوير الجيش من مرحلة إلى مرحلة. ونحن اليوم في بداية التنظيم، أمامنا صعوبات كثيرة ولكن نعمل على تجاوزها”.
وأكد العفيسي أن “كل ما يتم تقديمه حتى الآن من دعم للجيش الوطني هو دعم تركي. ولا توجد أي دولة أخرى شريك في هذا الأمر.
وأوضح العفيسي أن الدعم التركي “يتمثل في تقديم رواتب للمقاتلين وفي نفس الوقت إصلاحات وتقديم المساعدة والخبرات في كافة المجالات: مادي ولوجيستي وآليات وسلاح إذا اضطر الأمر”.
وسبق أن أقامت تركيا أيضا 12 نقطة مراقبة في محافظة إدلب والمناطق المجاورة لها جنوبي عفرين بموجب الاتفاق مع روسيا وإيران حول إنشاء منطقة “خفض التصعيد” في المحافظة مراقبة عملها.
ويوم 26 يوليو أعلن الرئيس السوري أن تحرير محافظة إدلب سيمثل أولوية بالنسبة للجيش السوري في عملياته المقبلة، فيما جدد وعده بتحرير “كل شبر” من أرض سوريا، بينما أعربت المعارضة السورية عن أملها في أن تحول تركيا دون اندلاع معركة عسكرية في هذه المحافظة.