الجيش التركي يعلن تطويق عفرين في سوريا
أعلن الجيش التركي يوم الثلاثاء إن قواته والفصائل المتحالفة معها من قوات المعارضة السورية طوقت مدينة عفرين في شمال سوريا فيما يمثل تقدما كبيرا للهجوم التركي على المقاتلين الأكراد عبر حدود تركيا الجنوبية.
وشن الجيش عمليته (غصن الزيتون) في شمال سوريا قبل شهرين تقريبا لإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية السورية عن الحدود التركية. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب جماعة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور.
وفتح الهجوم التركي جبهة جديدة في الحرب الأهلية السورية متعددة الأطراف التي تدخل هذه الأيام عامها الثامن والتي شاركت فيها دول من المنطقة وقوى عالمية سلحت المقاتلين ودعمتهم على الأرض.
وأضاف الجيش في بيان أنه طوق عفرين وسيطر أيضا على”أراض شديدة الأهمية“ في المنطقة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في بريطانيا إن القوات التركية والفصائل السورية المتحالفة معها طوقت ما يقدر بنحو 700 ألف شخص في عفرين والمناطق القريبة منها.
وكان متحدث باسم الحكومة التركية قد قال يوم الاثنين إن الجيش سيطر على أكثر من نصف المنطقة وتعهد بتطهير عفرين من المتمردين.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأسبوع الماضي إن القوات التركية حاصرت عفرين واقتربت من وسطها لكن متحدثا باسم وحدات حماية الشعب نفى ذلك لاحقا وقال إن المناطق التي تزعم تركيا السيطرة عليها ما زالت تشهد معارك.
وقال ريدور خليل مسؤول العلاقات الخارجية بقوات سوريا الديمقراطية، وهو تحالف تهيمن عليه وحدات حماية الشعب الكردية، إن تركيا تنتهج سياسة”تغيير سكاني“ في المنطقة.
وقال في رسالة لرويترز”الحكومة التركية توطن أسرا تركمانية وعربية في قرى عفرين التي احتلتها بعد أن أجبرت سكانها على النزوح منها وتوزع ممتلكات سكان عفرين على المستوطنين الجدد“.
وقال المسؤول التركي”الزعم بتوطين عرب وتركمان في عفرين لا أساس له من الصحة… نقل سكان إلى هذه المنطقة لتغيير التكوين السكاني أمر غير مطروح“.
* الزحف إلى منبج
منذ بداية الهجوم على عفرين هددت تركيا بتوسيع نطاق عملياتها لتشمل مدينة منبج التي تبعد 100 كيلومتر شرقا عن عفرين لإبعاد المقاتلين الأكراد السوريين عن حدودها.
وتسبب ذلك في تعقيدات مع الولايات المتحدة شريكة تركيا في حلف شمال الأطلسي التي لها قوات خاصة في المنطقة وتدعم وحدات حماية الشعب الكردية في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وهو الأمر الذي أغضب أنقرة.
وفي موسكو نقل تلفزيون إن.تي.في ووسائل إعلام أخرى عن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قوله إن تركيا والولايات المتحدة ستبتان في خطة لتأمين منبج خلال محادثات في 19 مارس .
ونسبت إليه قناة خبر التلفزيونية التركية قوله إن عملية عسكرية ستنفذ إذا فشلت تلك الخطة.
وقال خليل لرويترز إنه لا علم لديه بأي اتفاق بين أنقرة وواشنطن لسحب وحدات حماية الشعب من منبج.
وأضاف”ليس لدينا أي علم عن أي اتفاق تركي أمريكي بهذا الخصوص… لكن ما نعلمه جيدا أن وحدات حماية الشعب والمرأة انسحبت من منبج بشكل رسمي بعد عملية تحريرها يوم 15 أغسطس 2016 وتم تسليم أمور الدفاع والحماية والإدارة إلى مجلس منبج العسكري وقوات الأمن الداخلي ومجلس منبج المدني“.
وكانت واشنطن زودت المقاتلين الأكراد السوريين بالسلاح والتدريب والدعم الجوي في الماضي مما أغضب أنقرة ودفعها للمطالبة بوقف الدعم الأمريكي إذا كانت واشنطن تريد أن تتعاون معها في المنطقة.