الجوع سلاح فتاك ضد المدنيين في جنوب السودان
يتعرض جنوب السودان لخطر المجاعة بعد وقوع البلاد في مستنقع الحرب الأهلية، منذ خمس سنوات، ما تسبب في قتل مئات الآلاف، وحصار آلاف المدنيين قوات الحكومة والمتمردين.
وادت هذه الحرب إلى تفاقم أزمة الجوع الذي أصبح سلاحا فتاكا في هذه الحرب، حين يهاجم مسلحو كل طرف منازل المدنيين لسرقة الطعام وتركهم يتضورون جوعا.
قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية ان الجوع يستخدم كسلاح في الحرب في جنوب السودان، وتركت الحرب حوالي 400 الف شخص يائسين من الحصول علي طعام بعض تدمير المنازل والمحلات التجارية جراء الحرب.
ونقلت الصحيفة عن جون سولانا البالغ من العمر 48 عاما من بلدة لينيا في جنوب السودان “أن الجوع يقتلني وأمص أصابعي من شدة الجوع”.
وأشارت الصحيفة إلي تدمير الحرب المنطقة الاستوائية التي كانت بمثابة سلة الطعام في جنوب السودان، وحوالي 1.25 مليون شخص في جنوب السودان علي حافة المجاعة، وفقا لتحديث تحليل الأمن الغذائي من قبل الأمم المتحدة والمكتب الوطني للإحصاء في جنوب السودان.
ويواجه ما يقرب من نصف سكان المنطقة الاستوائية الجوع الشديد، ويقدر عددهم بحوالي 390 الف شخص، ومن المتوقع أن يزداد العدد خلال الأشهر المقبلة، ويقول السكان في مدينتي ياي ولينيا “انهم يعيشون في سجن، ويلومون الحكومة لسرقة طعامهم ومنعهم من الوصول إلي حقولهم”.
وقال سولانا “أن الجنود الحكوميون الطعام أخذوا الطعام من منزلي في أكتوبر الماضي، وبقينا دون طعام انا وأطفالي السبعة وليس لدينا شيئاً نأكله”، وأضاف: كيف أقف أمام الجنود وهم يحملون البنادق لسرقة كعامي.
وأضافت الصحيفة إن بعد قتال عنيف لمدة خمسة سنوات في جنوب السودان وارتكاب جرائم حرب وتطهير عرقي أسفر عنه مقتل عشرات الآلاف إلا أن الحرب أدت إلي أغراق البلاد في خطر المجاعة، وتؤكد منظمات الإغاثة ان الوضع مقلق للغاية في المنطقة الاستوائية.
يقول جون أوكوبوي، أخصائي تغذية يعمل مع جمعية الصحة في جنوب السودان ، وهي واحدة من المجموعات المحلية القليلة العاملة في لينيا: “إنها أسوأ حالة إنسانية رأيتها، ولقد رأيت 3 أطفال ماتوا في الشهور الأخيرة بسبب سوء التغذية وكان أصغرهم طفلة تبلغ من العمر 4 شهور”.
وأضاف أوكوبوي أن الناس تخشي زراعة الحقول لأنهم سيزرعونها وستأتي الجنود لأخذ المحاصيل وسيطلق عليهم حينها متمردين وستحاربهم الحكومة.
ولفتت الصحيفة إلي حديثها مع اكثر من 10 اشخاص فى يى ولينيا، وقالوا “ان الجيش الحكومى يلقى القبض بشكل عشوائي على الاشخاص الذين يتواجدون على بعد ثلاثة الى اربعة اميال خارج المدينة ويدعون انهم متمردون”..
وقالت جريس كاكو تعيش في لينيا “أن شقيقتها تعرضت للضرب والاغتصاب في حقول الكسافا عندما غادرت المدينة لزراعة المحاصيل”.
وقالت ريجينا مودو التي تبلغ من العمر 65 عاما “أنها لم تذهب لزراعة المحاصيل منذ عام واعتمد علي المعونة الغذائية لأني رأيت الناس تذهب إلي مزارعهم ولا يعودون أبداً”.
وأضافت الصحيفة أن المدن تخضع للسيطرة الحكومية ولكن الغابة المحيطة يسكنها المتمردون ما يجعل السكان محاصرون في الوسط.