الجوارب تساعد على النوم المريح والطويل
إذا كنت أحد هؤلاء الذين يستغرقون في النوم بصعوبة، فبإمكانك النوم أبكر بـ15 دقيقة من الوقت الذي تستغرقه عادة لتغفو، والاستيقاظ بمعدل أقل بكثير في أثناء الليل، إذا ارتديت جوربين في أثناء النوم.
ما علاقة الجوارب بجودة النوم ووقته؟
لفهم السبب، تحتاج أولاً إلى فهم العلاقة بين درجة حرارة مركز الجسم والنوم.
خلال ساعات النهار، تصل حرارة جسم الإنسان في المتوسط إلى 37 درجة مئوية.
ولكن في الليل، تنخفض درجة حرارة مركز الجسم بمقدار 1.2 درجة مئوية على مدار 6 أو 7 ساعات من النوم، وفق ما نشره موقع HowStuffWorks.
وتبين أن هذا الانخفاض التدريجي في درجة الحرارة ثابت، وهو جزء أساسي من الحركة البيولوجية العصبية المعقدة للإغفاء والاستغراق في النوم.
وكلما زادت سرعة خفض درجة حرارة الجسم الداخلية، زادت سرعة الاستغراق في النوم.
إن إحدى الطرق التي ينظم بها الجسم درجة حرارته تكون من خلال الأوعية الدموية للبشرة.
إذا وصل إلى الدماغ أن درجة حرارة الجسم مرتفعة للغاية، فإنه سيوسع الأوعية الدموية، ويعيد توزيع الدم الأدفأ من مركز الجسم إلى بقية أجزائه لتبريده.
وإذا كان الجسم بارداً للغاية، فإن الدماغ يتخذ إجراءً مضاداً، ويحدّ من تدفق الدم إلى الخارج (تضييق الأوعية).
ارتداء الجوارب أثناء النوم يعدل حرارة الجسم
وهنا يأتي دور القدمين. إن راحة يديك وأخمص قدميك هما أكثر مُبادلات الحرارة كفاءة في الجسم، لأنها مناطق خالية من الشعر ولا يوجد ما يعزلها مثل مناطق البشرة الخارجية الأخرى.
وقد أوضح الباحثون أن تدفئة القدمين قبل النوم باستخدام حمام القدم الدافئ أو بارتداء الجوارب يعزز عملية توسيع الأوعية.
وهذا بدوره يخفض درجة حرارة مركز الجسم بشكل أسرع مما يحدث عند النوم بأقدام باردة وعارية.
وتبين أن اختلاف درجة الحرارة بين البشرة الخارجية للأطراف والبطن (أو ما يحلو للمهووسين بالنوم تسميته انخفاض درجة حرارة البشرة التدريجي من البطن للأطراف DPG) هو أقوى مؤشر على إمكانية الاستغراق في النوم بسرعة أكبر.
بل أقوى حتى من التنويم المغناطيسي أو تناول مكملات الميلاتونين قبل النوم.
كلما كانت القدمان أدفأ غلب النعاس
لكن هناك المزيد.. يفترض العلماء أن ارتداء جوارب له تأثير عصبي أيضاً.
إذ يقع «منظم الحرارة» في الدماغ بمنطقة تسمى منطقة تحت المهاد الأمامية (PO/AH).
ويوجد داخل هذه المنطقة نوع من العصبونات يسمى العصبون الحساس للحرارة (WSN)، الذي يزيد من معدل إنتاج الحرارة عند وجود اختلاف في درجة الحرارة بين مركز الجسم والأطراف مثل القدمين.
إن الأمر يشبه معضلة الدجاجة والبيضة، لكن الأبحاث أظهرت أن معدلات إطلاق هذا العصبون الحرارة ترتفع في بداية الاستغراق في النوم أو النوم «العميق»، وتنخفض تدريجياً قبل الاستيقاظ.
لذا قد تؤدي العصبونات الحساسة للحرارة دوراً في توليد الإحساس بالنعاس، الذي يساعدنا على النوم والاستمرار في النوم.
وإذا كان الأمر كذلك، فإن ارتفاع درجة حرارة القدمين قبل النوم يمنح العصبونات الحساسة للحرارة دفعة إضافية.
ولمن يشعر بالحر بسبب الجوارب يمكن استخدام هذا النوع
وقد وجد باحثون كوريون في دراسة صغيرة، أن ارتداء زوج من «جوارب النوم» الخاصة -التي يبدو أنها مألوفة في كوريا الجنوبية- لا تسرع فقط من الاستغراق في النوم، بل تزيد من وقت النوم الكلي بمعدل 30 دقيقة، وتُقلل من معدل الاستيقاظ ليلاً إلى النصف.
وإذا كنت تخشى الحرارة الزائدة من ارتداء الجوارب في أثناء النوم، فيمكنك ارتداء الجوارب المصنوعة من الألياف الطبيعية التي تعمل على تهوية القدمين.