الجنس والزواج في فكر الله دعوة إلى حياة العِفَّة والنقاوة
يتعمق كتاب «الجنس والزواج في فكر الله» إلى جذور معضلات الزواج تعمقا غير مألوف ويختلف عن الغالبية العظمى من الكتب الزواج، فيضع أصبعه على الجرح الذي هو افتقارنا لعلاقة وطيدة مع الله، تلك العلاقة التي لها دورها الحاسم في التأثير في الآخرين الذين في حياتنا.
ولو قرأت هذا الكتاب لرأيت أنه على الرغم من أن سمعة الجنس قد هبطت إلى الحضيض بسبب خطايا البشر وإغواء إبليس ويجري إساءة ممارسة الجنس في كل بقاع العالم بشتى أشكال النجاسة الجنسية والزنى إلا أن الجنس بالحقيقة هو هبة مقدسة ونعمة إلهية عظيمة ورائعة إذا مارسها الإنسان ضمن نطاق الزواج الواحد وبكامل الوقار ومخافة الله. ومهما شكرنا الله سبحانه تعالى عليها فلا نوفيها حقها لما لها من أفضال كثيرة علينا، على الصعيد الاجتماعي في الأسرة ودورها في المجتمع وأيضا للحفاظ على النسل البشري. وهي نعمة من الله القدوس لا نستحقها نحن البشر الخاطئين. فلعلنا نعيش هذه النعمة وفقا للفكر الإلهي المقدس، ولنتفحص حياتنا ونظراتنا وقلوبنا قبل كل شيء ولنطهرها من كل دنس ونجاسة وشهوات باطلة أثيمة، لأنه من قلوبنا تخرج جميع الدناءة والنجاسة والفحشاء، وهناك تقبع توجهاتنا الخاطئة والأثيمة وريائنا وشخصياتنا المزدوجة.
ويتعمّق كتاب «الجنس والزواج في فكر الله» إلى جذور معضلات الزواج تعمقاً غير مألوف ويختلف عن الغالبية العظمى من كتب الزواج، فيضع أصبعه على الجرح: الذي هو افتقارنا لعلاقة وطيدة مع الله، تلك العلاقة التي لها دورها الحاسم في التأثير في الآخرين الذين في حياتنا. ويعالج الكاتب آرنولد الآلام النفسية والاجتماعية الناجمة عن العلاقات المفككة وعن الإساءة للحرمة الجنسية. وتقدم كلماته الشفاء والفرح للإقدام على بداية جديدة وشعورا بالأمل لأولئك الذين عانوا من الإحباط أو الفشل في علاقاتهم. ونرفق هنا اقتباسا من الكتاب:
إن اللذات والأحاسيس، بكونها هبة من عند الله، تظلّ سرّا غامضا؛ أما بدون الله فتفقد سرّيتها وتتنجس. وهذا ينطبق بالأخص على مجال الجنس برمته. فكل ما يتعلق بالحياة الجنسية له حرمته البالغة، والتي يخفيها كل واحد منا عن الآخرين بصورة غريزية. إن الجنس هو سر كل إنسان، وهو شيء يؤثر على الكيان الداخلي للإنسان ويعبر عنه أيضا. وإن كشف أي شيء في هذا المجال إنما يكشف النقاب عن حرمة الفرد وما هو شخصي، ويفسح الطريق أمام شخص آخر للتدخل في سر الإنسان. من هنا نرى ان موضوع الجنس – رغم أنه إحدى العطايا الإلهية العظمى – فإنه أيضا يكون موضوعا للعار والعيب. فنحن نستحي من أن نكشف سرنا للآخرين. وهناك سبب لهذا: فمثلما استحى آدم وحواء من عريهما أمام الله تعالى لأنهما علما أنهما قد سقطا في الخطيئة، فنحن كذلك، كل واحد فينا يعلم بطبيعته الخاطئة. إن الاعتراف بهذا لا يعبر عن خلل اضطراب عقلي غير سليم كما يزعم كثيرين من علماء النفس. بل هو الردّ الغريزي لكي نستر ما هو مقدس وموهوب من قبل الله، وهو اعتراف يجب أن يقود كل شخص الى التوبة.
إن المقصد من الاتحاد الجنسي هو أن يكون تعبيرا وتجسيدا لرباط الحب الدائم الذي لا ينفصم. إنه يمثل أسمى تسليم كامل من شخص الى شخص آخر، لأنه يشتمل على الكشف المتبادل لأكثر الأسرار عزة وحرمة من جانب كل شريك. أما الانخراط بأي نشاط جنسي مهما كان نوعه بدون الاتحاد برباط الزواج فيعتبر تدنيسا ونجاسة وانتهاكا. والممارسة الشائعة الخاصة “بالتجربة الجنسية” قبل الزواج، حتى مع شريك قد عزم الشخص الزواج منه، ليست أقل هولا وفظاعة، وبإمكانها تدمير الزواج المستقبلي بشدة. فلا يحقّ إزالة برقع الحرمة بين أي رجل وامرأة بدون بركة الله والكنيسة في إطار الزواج، كما مذكور في الإنجيل:
لِيَكُنِ الزَّواجُ مُكَرَّمًا عِندَ جميعِ النّاسِ، وليَكُنْ فِراشُ الزَّوجِيَّةِ طاهِرًا، لأنَّ اللهَ سَيَدينُ الفاجِرينَ والزُّناةَ. (عبرانيين 13: 4).
وكتابه يتضمن فصولا عن مواضيع مختلفة نذكر على سبيل المثال موضوع ماهية الجنس الشريف والجنس الدنس، وعن دور الوالدين في التربية، وعن حياة العزوبة، والشذوذ الجنسي، ومنع الحمل والإجهاض، والطلاق والزواج الثاني، بالإضافة إلى نصائح عملية عن كيفية إنعاش الحياة الزوجية بالفرح والبهجة وخلق أسرة سعيدة، وعن كيفية التخلص من العادة السرية.