الجارديان: ورشة البحرين ”فانتازيا” لشراء الحقوق بالمال
خصصت صحيفة “الجارديان” افتتاحيتها لورشة البحرين التي افتتحت يوم الثلاثاء كمرحلة أولى على طريق إعلان صفقة القرن التي تعهد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي
وقالت الصحيفة إن الاستقبال الساخر للمرحلة الأولى من “خطة السلام” في الشرق الأوسط في محله. وقالت إن بعض الأداء السياسي يضيء على الموضوع وبعضها يربكه مثل التمثيلية التحذيرية هذا الأسبوع في المنامة، عاصمة البحرين التي كان يقصد منها إخفاء الموضوع الرئيسي.
وكانت تمثل الإعلان عن المرحلة الأولى لـ “صفقة القرن” والتي تركز على الملامح الاقتصادية بطريقة مثيرة للغرابة ومدعاة للغثيان. فقد رفض الفلسطينيون المشاركة في الورشة مما عنى غياب إسرائيل عنها.
و “هذه مسرحية غاب عنها نجومها ونصف الممثلين أيضا. فالدول العربية التي شاركت أرسلت ممثلين من الدرجة الثانية، بل وتحدث الشخص الذي يقف وراءها وهو صهر الرئيس ترامب، جارد كوشنر عن ورشة عمل بدلا من مؤتمر، رؤية وليس خطة”. وقالت الصحيفة إن “نهج الاقتصاد أولا” تمت تجربته من قبل وفشل بتقديم خطة طريق واقعية والحصول على جمهور يثق به. فالفجوة بين وهم كوشنر وواقع هذا النزاع الذي مضى عليه سبعة عقود واضحة. وتم تضمينه في وثيقة للسلام والازدهار وليس خطة، وهي كتيب صغير وليس خطوط عمل، وتم إلغاء معظم ما جاء فيه بعد أن أوقفت الولايات المتحدة الدعم عن الفلسطينيين تاركة أثرا قاتما.
ومن الواضح أن إدارة ترامب كانت تأمل باستبدال المحفزات الاقتصادية بالحقوق الأساسية. وحتى لو فكر الفلسطينيون بقبول هذا التبادل إلا أن وحدتهم في مقاطعة المناسبة يعني أنهم لن يقبلوا ولأن معظم المحفزات هذه قائمة على الوهم.
و “هذه فنتازيا 50 مليار دولار وبدون تمويل، ويبدو ان واشنطن أخطأت في فهم رغبة دول الخليج بتطوير علاقات مع إسرائيل واستعدادها لتبني موقفها بشكل علني وتمويل الخطة، أي دفع الفاتورة. فقد تم اقتراح الكثير من هذه المشاريع من قبل ومنذ عقد ولا يمكن تحقيقها في ظل الظروف الحالية”.
مشيرة إلى أن الخطة تتبنى هذه المشاريع رغم فشلها بالاعتراف بالمعوقين الرئيسين للتنمية في الضفة الغربية وهما الحصار والاحتلال.
ولا يعرف إن كان الجزء السياسي للخطة سيظهر للعلن، على الأقل قبل الفترة الثانية لترامب. إلا أن سجل الإدارة الحالية تجعل الواحد يتوقع ما سيحدث. فالحب الذي منح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل وإغلاق البعثة الفلسطينية في واشنطن والاعتراف بضم إسرائيل للجولان دمر إمكانية لعب الولايات المتحدة دور الشريك النزيه في العملية السلمية.
ويشك الكثيرون أن هدف كوشنر الحقيقي ليس إقناع الفلسطينيين برؤيته بل تحميلهم المسؤولية كعقبة للسلام عندما يرفضون عرضا لا يمكن قبوله، في وقت تواصل فيه حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية وبتشجيع أمريكي بإعادة تشكيل الوقائع على الأرض. وقد تتحرك نحو عملية الضم التي اقترحها مرة فريق باراك أوباما مرة. ففي هذا الشهر عبر كوشنر عن شكه بقدرة الفلسطينيين على حكم أنفسهم، فيما قال السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان إن من حق إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية. ورفضت الإدارة مرارا وتكرارا حل الدولتين وقال المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات أن لا حاجة لاستخدام هذا المصطلح “كل طرف ينظر إليه بطريقة مختلفة”. وهناك بديل واحد لكل هذا وهو حل الدولة الواحدة الذي لا تكون فيه إسرائيل يهودية ولا ديمقراطية. وعليه فالفنتازيا التي قدمت في المنامة لم تفعل الكثير لإخفاء الواقع.