الجارديان: مرض جونسون خلق فراغا في السلطة وسط وباء كورونا
اعتبرت صحيفة “الجارديان” أن حالة رئيس الوزراء بوريس جونسون الذي نقل إلى المستشفى بسبب إصابته بفيروس كورونا، تعبّر عن أزمة سلطة في بريطانيا.
وقالت الصحيفة إن جونسون يعتبر شخصية طاغية في حكومته، وهناك مخاطر من فراغ في السلطة أثناء غيابه للعلاج. وتعلّق أن وحشية فيروس كورونا تبدو من العزلة الرهيبة التي يفرضها على الإنسان في وقت يحن فيه للدفء والحب.
وكانت صديقة جونسون كاري سيموندز في حالة عزلة بعدما أظهرت علامات الإصابة بالفيروس، ولم تكن قادرة على معانقته عندما نقل إلى مستشفى سانت توماس في لندن يوم الأحد، ولا تستطيع زيارة رئيس الوزراء لأنه على سرير في العناية الفائقة، وهناك بعد آخر يضيف إلى القلق، وما قد تؤول إليه من وضع كابوسي، هو أن سيموندز حامل.
وذكّر التدهور المقلق لصحة جونسون بعد أسبوع ونصف بكوفيد- 19 العائلات البريطانية بالطريقة التي يجر فيها الفيروس حالة تمكنه بالجسم الناس الأقوياء إلى منطقة خطرة. ويجب على كل الشعب البريطاني أن يتمنى له الشفاء العاجل.
ولأن رئيس الوزراء في المنصب الذي يحتله، فيجب على الجميع التفكير بتداعيات حظه السيء على البلاد، فهي خطيرة ومثيرة للقلق. وتجد الحكومة نفسها الآن في وضع غير واضح حيث يتحرك الفيروس نحو حالة الذروة بعد أسبوع من الآن.
ولسوء الحظ لم يترك رئيس الوزراء وراءه سوى ترتيبات غامضة وغير مستقرة. وطلب جونسون من وزير الخارجية دومينك راب، أن يحل محله “حالة الضرورة”، وبجعله راب الوزير الأول، منح جونسون سلطات النائب له.
إلا أن دستور بريطانيا غير المكتوب لا يعطي إرشادا حول منظور السلطات الممنوحة لراب حالة غاب رئيس الوزراء لمدة طويلة.
وقالت الصحيفة إن راب عبّر يوم الثلاثاء في مؤتمره الصحافي عن اقتناعه بعودة جونسون لقيادة الحكومة في “فترة قصيرة” ولكنه رفض الجواب على سؤال حول السلطات الممنوحة له، وفيما إن كانت لديه السلطة لكي يغير الإستراتيجية أو نقض قرارات زملائه.
وحصل جونسون على تفويض قوي في انتخابات كانون الأول/ ديسمبر وكان انتصارا شخصيا له. واستطاع الحصول عليه بتحقيق ما فشلت به تيريزا ماي، وهو الخروج من الاتحاد الأوروبي. وأعطى النصر قصورا في اتخاذ القرارات أثناء الأزمة الحالية. وسيجد راب أو عضو في الحكومة صعوبة في الحصول على الشرعية والسلطة التي حصل عليها جونسون.
وكان هذا صحيحا بعد الأحداث الدرامية يوم الإثنين، حيث لم يقدم راب في المؤتمر الصحافي أي شيء سوى أن رئيس الوزراء في حالة صحية مستقرة، وبعد ساعة تم نقل جونسون إلى غرفة العناية الفائقة.
واعتقدت الحكومة ومستشاروها أنهم يستطيعون الحفاظ على وضع جونسون الصحي سراً في وقت جرّدوه من واجباته بعيدا عن الأضواء. وكانت استراتيجية ضيعت ثقة الرأي العام بالحكومة في زمن الأزمة.
وتعلق الصحيفة أن الأسابيع المقبلة ستكون حبلى بكل الدعوات السياسية التي على الحكومة تلبيتها ولم تواجهّا أي حكومة في زمن السلم. وبناء على الأدلة من أن التباعد الاجتماعي يعمل على إبطاء الفيروس فسيتم تمديد الإغلاق ببريطانيا حتى أيار/مايو.
وعليه يجب الحفاظ على موافقة الرأي العام والحفاظ عليه. وسيكون الوضع صعبا مع بدء الدول التي ضربها الفيروس بشدة في تخفيف حالات الإغلاق. ومثلما توقع المحللون أسوأ مرحلة انكماش في بريطانيا منذ قرن، هناك تقارير عن توتر بين وزارة الخزانة ووزارة الصحة والعناية الاجتماعية بشأن تداعيات استمرار الإغلاقات.
وسيكون اتخاذ قرار بشأن هذا الأمر صعبا جدا في غياب قيادة واضحة ومسؤولة. ورفض مايكل غوف، وزير شؤون دوق أوف لانكستر، فكرة حكومة وحدة وطنية لكي تكون مسؤولة عن إدارة البلاد في المرحلة المقبلة من أزمة فيروس كورونا. وفي حالة ظهر فيها فراغ في السلطة، فعلى الحكومة التفكير بالحصول على دعم الأحزاب لتحضير الرأي العام للقرارات الصعبة والموافقة عليها.
ففي نيوزلندا، شكلت لجنة من كل الأحزاب لمتابعة وضع فيروس كورونا، ومهمتها التدقيق في تحركات الحكومة، وهو نموذج يمكن أن يحتذى، في وقت تتمنى فيه البلاد الشفاء لجونسون.