الجارديان: سفينة جلالة الملكة في مياه صعبة والقبطان حريص على إرضاء ترامب
حذرت صحيفة “الجارديان” من المخاطر التي تقف أمام بريطانيا بعد احتجاز إيران ناقلة النفط التي كانت ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز يوم الجمعة. وتقول إن هذا يحدث في وقت تتجه فيه سفينة جلالة الملكة البريطانية في مياه صعبة وفي ظل قبطان لا يمكن الثقة به.
فرئيس الوزراء الجديد الذي سيدخل يوم الأربعاء 10 داونينغ ستريت، كان أسوأ وزير خارجية في السنوات الأخيرة والرجل الذي عبر عن حرصه الشديد على إرضاء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتشير الصحيفة إلى الخطأ الأكبر الذي ارتكبه جونسون فيما يتعلق بإيران كان عندما زعم أن المعتقلة الإيرانية- البريطانية نازنين زغاري- رادكليف كانت تقوم بتدريب الصحافيين وليس كما قالت عائلتها دائما أنها كانن تقوم بزيارة لها. ولا تزال في السجن. ولم يتعلم جونسون من دروسه، إلا في حالة تم التوصل إلى حل سريع للأزمة التي ستجعل من الصعوبة استبدال وزير الخارجية الحالي جيرمي هانت، منافس جونسون على رئاسة الوزراء.
وترى الصحيفة أن قصة “ستينا إمبيرو” هي بالطبع جزء من المواجهة الأمريكية – الإيرانية التي تقوم بجر الآخرين إليها. وحذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إيران من أن السيطرة على الناقلة أسهم في “دوامة التصعيد” والتي قد تقود إلى الحرب. وتشير الصحيفة إلى أن هذه الدوامة بدأتها أمريكا التي اختارت الخروج من الإتفاقية النووية والتي كانت طهران ملتزمة بها وفعلت واشنطن جهدها لتدمير اقتصاد إيران في محاولة من ترامب محو إرث أوباما.
وتتعامل إيران مع احتجاز ناقلة النفط البريطانية بأنها رد مماثل على احتجاز البحرية البريطانية لناقلتها قبل أسبوعين، وجاء التحرك الإيراني بعد قرار محكمة في جبل طارق تمديد احتجازها لمدة شهر آخر. وتقول بريطانيا إنها تحركت بناء على طلب من حكومة جبل طارق التي زعمت أن الناقلة انتهكت العقوبات التي فرضها الإتحاد الاوروبي على سوريا. إلا أن الموقف القانوني ليس واضحا والضغط الأمريكي لعب كما يبدو في التحرك البريطاني.
وعبر مستشار الأمن القومي جون بولتون الذي طالما دعا لتغيير النظام في طهران عن فرحته من التحرك البريطاني عبر تغريدة على الإنترنت. وهناك أسباب تاريخية تجعل من إيران غير واثقة من بريطانيا وتعبر عن غضبها من أوروبا التي لم تفعل شيئا لتخفيف العقوبات الأمريكية القاسية عليها. وهو ما هيأ المشهد للسيطرة على الناقلة البريطانية. وتضيف الصحيفة أن إيران قامت بتقويم تحركات ولكن هل اتخذت ما يكفي من الحذر؟ فهي واثقة وبخطر من عدم تحرك الرئيس الأمريكي نحو عملية عسكرية، مكلفة وطويلة في الشرق الأوسط يدعو إليها بولتون. إلا ان ترامب كان قريبا من شن هجوم عسكري ألغاه في اللحظة الأخيرة وزاد من الحشود العسكرية في منطقة الخليج.
وتشعر بريطانيا أنها بحاجة للوفاء بتهديداتها لإيران والعواقب الخطيرة من خلال بعض الإجراءات العقابية إلا أن النتيجة للمواجهة قد تكون عبر التفاوض الذي يؤدي إلى الإفراج عن السفينتين. وفي الوقت نفسه تفكر بريطانيا بحماية سفنها في واحدة من نقاط العبور الرئيسية في العالم التي يمر منها ثلث إمدادات الطاقة. ولكن موقف رئيس الوزراء المقبل قريب من موقف إدارة ترامب ولا يتوافق مع محاولات الإتحاد الأوروبي الذي يريد الحفاظ على الإتفاقية. وما يحدث في مضيق هرمز واحد من التحديات القادمة من بلد ضعيف يعبر المياه وحيدا ومحاصرا من إدارة متقلبة وقراره الخروج من الإتحاد الأوروبي.