الجارديان: الولايات المتحدة تخاطر بدورها في الشرق الأوسط لأعوام قادمة
اهتمت صحيفة “الجارديان” البريطانية بقرار الإدارة الأمريكية بوقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ونشرت تحليلا للكاتب بيتر بومونت بعنوان “الولايات المتحدة تخاطر بدورها في الشرق الأوسط لأعوام قادمة”.
ووصف بومونت الوكالة الأممية بأنها “وليدة تزاوج الكارثة بالفشل”، وأضاف موضحا أن المقصود بالكارثة هنا هو “النكبة”، وهو الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون على تأسيس دولة إسرائيل على جزء من أراضي فلسطين التاريخية التي كانت تخضع للانتداب البريطاني، مما أسفر عن تشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين منذ عام 1948، فيما قصد بالفشل عدم قدرة المجتمع الدولي على التوصل لحل منصف للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني في ظل تمدد المستوطنات الذي يؤدي توسعها إلى تلاشي الأمل في أي أفق للتوصل لاتفاق سلام.
فالقضية، بحسب مقال بومونت، لم تعد تقتصر على اللاجئين الذين وصفهم بالأصليين أو الذين نزحوا منذ 1948 لكنها أصبحت أكثر تعقيدا فهي تشمل أبناء اللاجئين وأحفادهم، بما يشمل 5 ملايين فلسطيني وهم من تقدم لهم الأونروا خدماتها.
وأضاف أنه إذا كنا في عالم آخر أكثر مثالية، كان المفترض أن يكون دور الأونروا قد انتهى لكننا لسنا في هذا العالم بل في عالم تقوم فيه الوكالة الاممية بدور هام في تقديم خدمات حيوية للاجئين في غزة وبيت لحم والأردن ولبنان وسوريا تشمل التعليم والصحة.
ويقول بومونت إنه إذا كان الأمر شديد الوضوح فيما يتعلق بتوجه الإدارة الأمريكية في ظل وجود دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر تجاه دعم اسرائيل بشكل كامل لكن الأمر غير واضح هو ما هو الهدف الذي يسعى ترامب ومن يستشيرهم إلى تحقيقه؟.
ويضيف أن السؤال لا يحتمل سوى إجابتين أو نظريتين، على حد تعبيره، الأولى هو أن الإدارة الأمريكية تؤمن أن تلك السياسة يمكنها أن تجبر السلطة الفلسطينية على القبول بأي اتفاق، أما النظرية الثانية فهي أن جاريد كوشنر الذي يدير هذا الملف واقعي ويعلم أن ترامب لن يتمكن من تحقيق ما يعرف “بصفقة القرن”.
ويختم الكاتب مقاله بأن الدور الوحيد الذي تقوم به سياسات ترامب في التعامل مع الملف الفلسطيني هو تدمير المعالم المفهومة منذ أمد طويل للسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط.