«الجاثوم».. ما بين العلم والخرافة
اختبر الكثيرون منا تجربة الاستيقاظ مع عدم القدرة على تحريك الجسم نهائياً لمدة أجزاء من الثانية، وبعضنا عانى أثناء الاستيقاظ كما لو أنه داخل فيلم رعب لا يستطيع الهروب منه.. هذه الحالات تعرف بشلل النوم المؤقت أو الجاثوم الذي حيكت حوله العديد من الأساطير.
بحسب النسخة الإسبانية لموقع Huff Post، يوج تفسير علمي لهذه الظاهرة التي تحدثت عنها أفلام وثائقية مثل The Nightmare أو مسلسل مثل The Curse of Hill House التي عرضت على شبكة Netflix.
ما هو شلل النوم المؤقت (الجاثوم)؟
شلل النوم المؤقت هو حالة يكون الشخص فيها واعياً أثناء النوم، لكنه غير قادر على الحركة أو الكلام.
وخلال نوبة الشلل المؤقت قد يصاب الشخص بالهلوسة (سماع أو رؤية أو الشعور بأشياء غير موجودة في الواقع).
عادةً ما تستغرق نوبة شلل النوم ما بين دقيقة وثلاث دقائق تبدو أبدية ويمكن أن تحدث على فترات متكررة تصل إلى مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع.
يعاني أكثر من نصف سكان العالم من هذه النوبات مرة واحدة على الأقل في حياتهم، وفقاً للأطباء النفسيين ياجوي ألونسو ودي غريغوريو غونزاليس.
إذاً، الاعتقاد بأنك ميت أو رؤية أشباح أثناء نومك أمر ممكن وشائع أكثر مما نعتقد، إلا أن التمييز بين الواقع والأحلام ليس أمراً سهلاً.
تسببت مسلسلات Netflix مثل The Haunting of Hill House أو The Nightmare في توجيه اهتمام الكثير من الناس نحو هذا الاضطراب غير المعروف.
وعلى الرغم من أن الفيلم الوثائقي -الذي يجمع شهادة ثمانية أشخاص حول ما يتربص بهم في الظلام- يعود إلى عام 2015، فإنه أصبح حديث الساعة بعد أن تم عرضه مرة أخرى في يناير على Netflix.
ما الأسباب التي تحفز حدوث شلل النوم؟
- أعراض النوم القهري أو توقف التنفس أثناء النوم.
- الحرمان الشديد من النوم، أي عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أو عدم النوم بشكل مناسب.
- خلل وراثي.
- في المواقف العصيبة نفسياً أو حالات القلق الشديد أو نوبات الهلع أو الخوف من الأماكن المغلقة أو الشعور بالموت الوشيك.
- تناول مضادات الاكتئاب (على الرغم من وجود أدوية أخرى من هذا النوع تستخدم لعلاج شلل النوم).
- اضطراب الرحلات الجوية الطويلة.
«رجل الظل».. بين الحقيقة والهلوسات
يعيش المصابون بهذا الاضطراب حالات من الهلوسة قد تصل إلى مستويات خطيرة لدى البعض، فيظنون أن ما يعيشونه هو حقيقة وقد يترددون بطلب المساعدة من الأطباء أو المختصين لاعتقادهم أنهم يمرون بتجارب حقيقية قد يصفها البعض على أنها جنون.
يقول أحدهم في فيلم The Nightmare: «لم أطلب المساعدة الطبية لأنني كنت أعرف أن ما كنت أعيشه حقيقي. لم أكن أريد لأحد أن يقول لي إنني مجنون»، وتابع: «لن يأخذني أحد على محمل الجد».
وأضاف: «بدا الظلام حيّاً.. رأيت أشخاصاً يدخلون (إلى غرفتي) ويمشون أمام النور».
فضّل آخرون البحث مباشرة على جوجل، والبحث عن حقيقة ما أصبحوا يطلقون عليه «رجل الظلال».
عند كتابة «رجل الظلال، الكوابيس» ظهرت روابط تحدثت عن شلل النوم.
عندما يحاول هؤلاء الاستيقاظ، يصعب عليهم استعادة الوعي بشكل مباشر، كما يصعب عليهم تحريك أجسادهم، حيث تكون جميع العضلات مشلولة، باستثناء العين والحجاب الحاجز.
لا يمكنك التنفس، وتشعر بالضغط على الصدر ويجعلك الألم تعتقد أنك على وشك الجنون.
يكون الرعب الذي تشعر به من الشدة بحيث يسبب الهلوسة البصرية والسمعية واللمسية: أنت ترى وتسمع وتشعر.
يمكنك أن تشعر بأنك تطفو، أو أن شخصاً غريباً تسلل إلى منزلك يجرجرك ليخرجك من سريرك أو أن أحدهم يتنفس في وجهك.
وكل ذلك دون أن تكون قادراً على التحدث أو لفت انتباه أي شخص لطلب المساعدة، لأنك مستيقظ ولكنك عاجز عن الحركة.
إنها أوضاع مرعبة لا يمكنك الهروب منها، لكن الخبر السار هو: كل ذلك غير حقيقي، إنها مجرد أوهام.
التفسير العلميّ لشلل النوم
في حديثه مع BBC، يقول بول بروكس، طبيب نفسي سريري: «في ليلة النوم العادية، نمر بدورات مدتها 90 دقيقة، نعبر خلالها من مرحلة نوم إلى أخرى.
ويتغير خلال ذلك معدل ضربات القلب والجهاز التنفسي والتذبذب العصبي (موجات الدماغ)».
وأضاف: «نستمر في ذلك حتى ندخل مرحلة نوم REM، هذه هي المرحلة المرتبطة بالأحلام الحية.
في تلك المرحلة، تكون عضلات الجسم مشلولة، والسبب من الناحية النظرية هو منعك من تنفيذ أحلامك بتصرفات فعلية».
وتابع: «ولكن في نوبة من شلل النوم، يحدث خطأ ما؛ يستيقظ عقلك، لكن جسدك لا يفعل».
مِن بين مَن يعانون من اضطراب النوم، يصيب شلل النوم شخصاً واحداً من بين كل 1000 شخص، وفقاً للتصنيف الدولي لاضطرابات النوم.