التوت البري يكافح الخلايا السرطانية
تمكن باحثون من إبطاء تطور بعض أنواع الخلايا السرطانية في الفئران وتعزيز تأثير العلاجات المستخدمة للقضاء على المرض باستخدام مكمل غذائي سكري يوجد في بعض الفواكه.
وأجرى الباحثون دراسة على فئران مصابة بسرطان البنكرياس أو الرئة أو الجلد باستخدام المكمل الغذائي مانوز، وهو مركب سكر يوجد في التوت البري وفواكه أخرى.
ووجد الباحثون أن هذه المادة أبطأت نمو الأورام السرطانية بشكل ملحوظ دون وجود آثار جانبية واضحة على الفئران.
ومع ذلك، تم تحذير مرضى السرطان من استخدام مكمل مانوز بسبب مخاطر آثاره الجانبية على البشر.
ويأمل العلماء اختبار المكمل الغذائي قريبا على البشر.
ويعتقد العلماء أن مانوز يؤثر على قدرة الخلايا السرطانية على استخدام الجلوكوز في الجسم لتنمو وتنتشر، ويمكن الحصول عليه من محلات الأغذية الصحية ويستخدم أحيانا لعلاج التهابات المسالك البولية.
“توازن مثالي”
وبحث العلماء أيضا في كيفية تأثير مانوز على أدوية علاج السرطان، وأعطوه لفئران كانت تتلقى بالفعل اثنين من أكثر الأدوية المستخدمة على نطاق واسع في العلاج الكيميائي وهما سيسبلاتين ودوكسوروبيسين.
وكانت النتيجة أنه ساعد في زيادة تأثير العلاج الكيميائي، وبالتالي تباطأ نمو الأورام السرطانية وقل حجمها. كما زاد من عمر بعض الفئران المصابة بالسرطان.
كما تم تعريض خلايا سرطانية مختلفة لتأثير مانوز في المختبر، ومنها سرطانات الدم والعظام والمبيض والأمعاء.
وكان هناك استجابة لبعض الخلايا بشكل جيد، لكن البعض الآخر لم يستجب لذلك.
واعتمدت استجابة الخلايا السرطانية بصورة أساسية على وجود مستويات من إنزيم يساعد على تكسير مكمل مانوز.
وقال كاتب الدراسة البروفيسور كيفين ريان، من معهد بيتسون ريسيرش بريطانيا، إن فريقه اكتشف أن جرعة من مكمل المانوز يمكن أن “تعوق وصول كمية كافية من الجلوكوز إلى الخلايا السرطانية ومن ثم تباطأ نمو الورم في الفئران ولكنها لم تؤثر على الأنسجة الطبيعية.”
وتحتاج الأجسام إلى الجلوكوز للحصول على الطاقة، لكن الأورام السرطانية تستخدمه أيضا لتتغذى وتنمو وتنتشر.
وأضاف ريان “مازالت الأبحاث مبكرة لكن إيجاد هذا التوازن المثالي يعني أنه في المستقبل يمكن إعطاء مانوز لمرضى السرطان لتعزيز العلاج الكيميائي دون الإضرار بصحتهم بشكل عام.”
تحذير إضافي
من أبرز مزايا المكمل الغذائي مانوز، هو رخص السعر مقارنة بالعقاقير التي تنتجها شركات الأدوية.
وقال البروفيسور ريان إنه يأمل أن تبدأ التجارب على البشر قريبا.
وقال مارتن ليدويك، رئيس التمريض في مركز أبحاث بريطانيا للسرطان: “رغم أن هذه النتائج واعدة جدا لمستقبل بعض علاجات السرطان، فإن هذه الأبحاث مبكرة للغاية ولم يتم اختبارها بعد على البشر”.
وحذر من أنه لا يجب على المرضى أن يستخدموا مانوز من تلقاء أنفسهم، حيث يوجد خطر حقيقي من الآثار الجانبية السلبية التي لم يتم اختبارها بعد.
وأضاف: “من المهم التشاور مع طبيب قبل تغيير النظام الغذائي بشكل جذري أو تناول مكملات جديدة”.
وقال البروفيسور ريان إن فريقه سيسعى بعد ذلك إلى البحث في سبب عمل مانوز مع بعض الخلايا السرطانية دون غيرها، حتى يتمكنوا من تحديد المرضى الذين سيحصلون على أكبر استفادة.