التوتر يتصاعد في غزة.. إسرائيل تقصف بالطيران ومصر تستضيف وفدين من حماس والجهاد للتهدئة
في تطور لحالة التوتر الميداني القائمة منذ أيام في قطاع غزة منذ عدة أيام، شنت طائرات حربية إسرائيلية سلسلة غارات جوية على مواقع تتبع الجناح العسكري لحركة حماس، فيما أعلنت إسرائيل عن سقوط صاروخين في أحد المناطق المفتوحة في منطقة “غلاف غزة”، وهو ما دفع الوسطاء المصريين لاستدعاء وفدين قياديين من حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى القاهرة، للبحث في عملية السير باتفاق التهدئة، خشية من تصاعد العمليات وفعاليات مسيرات العودة “الخشنة”.
وبعد أيام من بداية التوتر الميداني، والذي بدأ بإعلان إسرائيل سقوط صاروخ تجريبي الاثنين الماضي في منطقة بحرية قبالة سواحل أسدود، أطلق من قطاع غزة، وما تلاه من عودة استخدام “الوسائل الخشنة”، في فعاليات “مسيرات العودة” بشكل مقنن، كرسالة رفض لتأخير إسرائيل تطبيق باقي تفاهمات التهدئة، وشهدت الساعات الـ 48 الماضية، تصعيدا عسكريا تمثل في قيام الطيران الحربي الإسرائيلي بقصف مواقع عسكرية تتبع نشطاء حركة حماس.
وشنت طائرات حربية إسرائيلية فجر اليوم، غارات على أهداف تابعة لحركة حماس شمال قطاع غزة، ردًا على إطلاق “بالونات متفجرة وحارقة”، على بلدات إسرائيلية تقع في “غلاف غزة”، حسب ما أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال.
وقال المتحدث العسكري أن الجيش ينظر بخطورة الى كل محاولة للمساس بـ “مواطني إسرائيل”، مؤكدا انه “سيواصل العمل ضد هذه النشاطات”، محملا حركة حماس كامل المسئولية عما يجري في غزة أن ينطلق منه.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن وقوع أضرار مادية في المكان، وأحدثت دمارا في المكان، دون أن تتسبب في أي إصابات.
وأعلنت إسرائيل في وقت سابق أن تلك البالونات أحدثت حريقا كبيرا في منطقة “أشكول” القريبة من الحدود الشرقية لجنوب قطاع غزة، وأن فرق عدة من الإطفاء تدخلت لإخماد الحريق الذي نشب في أحد الأحراش.
وكانت هذه الوسائل الخشنة التي تشمل “البالونات الحارقة” و”الإرباك الليلي”، توقف العمل بها مطلع الشهر الماضي، بناء على وساطة من عدة جهات أبرزها مصر، تدخلت من أجل إعادة العمل بتطبيق بنود تفاهمات التهدئة التي جرى التوصل إليها في وقت سابق.
هذا وقد تلا قيام جيش الاحتلال بشن الغارات الجوية على مواقع لحركة حماس شمال قطاع غزة، إعلانه بأن صاروخين أطلقا من القطاع، سقطا في منطقتي المجلس الإقليمي سدوت نيغف وشاعر هانيغيف المتاخمتين لقطاع غزة، وأن صافرات الإنذار دوت في تلك الأماكن.
وحسب المتحدث باسم جيش الاحتلال فإن الصواريخ سقطت في منطقة مفتوحة، ولم تسفر عن قوع إصابات أو أضرار في المكان.
وفي قطاع غزة لم يعلن ان تنظيم مسلح مسئوليته عن إطلاق هذين الصاروخين تجاه المناطق الإسرائيلية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها حدوث عمليات تصعيد عسكري، بسبب عدم التزام إسرائيل ببنود اتفاق التهدئة، الذي يشمل تقديم تسهيلات لسكان غزة الذين يعانون من الفقر والبطالة، ونقص الخدمات الأساسية.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، تراجع الثلاثاء الماضي عن تفاهمات التهدئة الخاصة بتحسين أوضاع الغزيين المعيشية، وقرر تقليص مساحة الصيد لستة أميال بحرية، بدلا من 15 ميلا.
وأتبع ذلك بشن سلسلة هجمات ضد مراكب صيد فلسطينية خلال رحلة عملها قبالة سواحل غزة، وفي منطقة الصيد الجديدة التي قام بتقليصها، مما تسبب في إصابة عدد من الصيادين واعتقال آخرين ومصادرة مركب وتخريب أدوات صيد في عدة مناطق بالقطاع، وفقاً لموقع “القدس العربي”.
وجاء ذلك في وقت أنذر فيه مسئولون فلسطينيون من مغبة استمرار إسرائيل في عدم الالتزام ببنود تفاهمات التهدئة، مؤكدين أن ذلك سيدفع باتجاه التصعيد من جديد.
وفي مسعى لاحتواء التوتر، ومتع تصاعد الأمور الميدانية، غادر قاع غزة اليوم وفدان قياديان من حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى العاصمة المصرية القاهرة، لعقد لقاءات مع مسؤولين مصريين، لبحث ملفات التهدئة والمصالحة، حيث سيتم التركيز على الملف الأول بشكل كبير.
وحسب المعلومات المتوفرة حول الزيارة المفاجئة، فإنه سيتم البحث في كيفية تطبيق البنود الخاصة بتحسين أوضاع سكان غزة بشكل عاجل، من خلال إيصال أموال المساعدات التي تأخرت، في مسعى لعدم الوصول إلى انجراف الأمور صوب التصعيد العسكرية، في ظل رسائل التحذير التي تبادلها الطرفان مؤخرا عبر الوسطاء، بسبب التوتر على الحدود.
يشار إلى ان الوسطاء المصريين اعتادوا على القدوم إلى قطاع غزة خلال الفترة الماضية وكذلك زيارة إسرائيل، من أجل تثبيت تفاهمات التهدئة.
وكان طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، والمسئول في الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، حذر من إمكانية التصعيد، مشيرا إلى ان الأيام القادمة ستكون حاسمة.
وأكد أن إسرائيل لم تنفذ الوعود التي قدمتها وتشمل تقديم التسهيلات ورفع الحصار عن قطاع غزة، ووقف استهداف المتظاهرين المشاركين في “مسيرات العودة”.
وقد أكد مسئولون في الهيئة الوطنية أنه طلب من الوسطاء التدخل لإلزام إسرائيل بتنفيذ التفاهمات الموقعة، خاصة عملية إدخال الأموال اللازمة، وتشغيل البطالة، وتوزيع المساعدات على الأسر الفقيرة.
يشار إلى أن الوساطة التي قامت بها كل من مصر وقطر والأمم المتحدة، أفضت لتفاهمات تشمل إنهاء حصار غزة على مراحل، تبدأ أول تلك المراحل من خلال تنفيذ مشاريع إغاثة عاجلة، وتوسيع رقعة الصيد أمام سواحل غزة، وإعطاء تسهيلات على عمل المعابر خاصة التجاري، في مقابل أن تشمل المرحلة الثانية تنفيذ مشاريع إعمار كبيرة.
يذكر أنه بسبب حالة التصعيد الأخيرة، قام جيش الاحتلال الثلاثاء الماضي، بنشر بطاريات لمنظومة “القبة الحديدية” في مناطق مختلفة من إسرائيل، تحسبا لتدهور الاوضاع في قطاع غزة ولحصول تصعيد خلال الايام القادمة.