التقارير الطبية لكهل في الخمسين، ولكن فوجئ الأطباء بأنه طفل
سافر طبيبه من السعودية للتحدث مع معالجيه في مشفى ألماني، إجراء أول عملية لطفل يعاني من مرض
يبلغ علي من عمره 10 سنوات ، لكنه ومنذ أن كان في سن الرابعة وهو يعاني من مرض باركنسون رغم أنه لم يسبق وأن تم تشخيص هذا المرض لدى طفل في هذا العمر من قبل، إلا أنه بانتظار عملية جراحية قد تخفف عنه الألم ،عملية نادرة وهي الأولى من نوعها أجريت له في مدينة ماجدبورج الألمانية
مرض باركنسون، غالباً ما يصيب أشخاصا تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، وهو اضطراب تدريجي للنظام العصبي، يؤثر في المقام الأول على حركة المرضى، وغالباً ما يبدأ بارتجاف في اليد أو تصلب في العضلات ويزداد سوءاً مع مرور الوقت، بحسب ما نقلت شبكة “CNN” عن عيادة مايو كلينيك الأميركية الشهيرة.
وينتج الجسم مادة كيميائية تسمى “دوبامين” للسيطرة على الحركة، وفقاً لمعاهد الصحة الوطنية. وينتج الدوبامين عن طريق الخلايا العصبية في الدماغ، التي تُتلف بسبب مرض باركنسون، ما يسبب مشاكل في الحركة.
ورغم أن العلماء لا يعرفون السبب الدقيق لتدهور هذه الخلايا، إلا أنهم يعتقدون أن ذلك قد يكون مزيجاً من العوامل البيئية والجينية، وفقاً لمؤسسة مرض باركنسون.
والده هاجر للسعودية لعلاجه
ويوضح والد الطفل عبيد الله خواجة (باكستاني) أنه منذ تشخيص إصابة ابنه بالمرض في العام 2012، لا يستطيع هو أو زوجته النوم أكثر من ساعتين لأنهما يعتنيان بالطفل، وأضاف ان جدة علي ووالدتها تعانيان من المرض ذاته حسب ما صرح تلفزيون “إم دي إر” العام الذي نشر تقريراً عنهوكان الأب وهو طبيب جراحة أوعية، قد هاجر للعمل في السعودية سابقاً لتوفر الأدوية لابنه هناك.
كيف انتبه الألمان لحالته؟
كان لارس بونشن جراح الأعصاب الألماني كان في عطلة في العاصمة الباكستانية كراتشي، عندما علم بشأن حالة علي، لكنه قرر أن يبذل جهده لإجراء عملية جراحية له في مشفى ماغدبورغ الجامعي، حيث يعمل.
ويقول بونشن إن هذا التدخل الجراحي ليس روتينياً بالنسبة لهم،لإن علاج طفل بعمر علي من هذه الحالة ليس امراً سهلاً ومن الصعب التنبؤ بنجاحه لكن ليس هناك بدائل أخرى للعلاج.
وأجرى البروفسور يورغن فوغس، الذي سبق له وأن زرع المئات من المحفزات الدماغية للمرضى البالغين ومكنهم من عيش حياة طبيعية، العمل الجراحي لعلي.
إلا أنه لم تتم محاولة إجراء هذه الجراحة لطفل في مثل هذا العمر، لذلك يقول البروفسور فوغس إن عملية التحفيز العميق للدماغ التي سيجريها ستكون مختلفة بالطبع، وإنه حتى مع الخبرة التي يمتلكها، لم يسبق له وأن شاهد مثل هذه الحالة. وكان يتم إعلام والد الطفل بكل خطوة علاجية يتم القيام بها.
وكان الطفل علي يعلق آمالاً كبيرة في العمل الجراحي، الذي كان يرجو أن يخلصه من آلامه ويمكنه من عيش حياة طفل طبيعي.
وجاء الطبيب الباكستاني جواد بشوا الذي كان يعالجه مدة أكثر من 6 أعوام في السعودية بالأدوية من هناك إلى ألمانيا ليطلع على وضع الطفل.
وقال بشوا إنه يأمل أن يحيا الطفل بشكل طبيعي دون الاعتماد على الأدوية، وأن يكبر كأي طفل آخر في عمره.
العملية تمت بفضل التبرعات
لم يتمكن والدا الطفل من دفع ثمن العملية الجراحية، لذا تكفل قسم الأمراض العصبية في المشفى الجامعي بماغدبورغ بتكاليف إجرائها البالغة 20 ألف يورو.
أما ثمن المنبهين الدماغيين البالغ 25 ألف يورو، فدفعته الشركة المصنعة في الولايات المتحدة.
ووضع “فوغس” المنبهين في مكانين مختارين بدقة في دماغ علي ، ليعملا على التأثير على الناقلات العصبية (الدوبامين) في الدماغ، ما يساعد على تخلص علي من الأعراض التي يعاني منها.
العملية جرت تحت التخدير العام وبمساعدة التصوير الطبقي الثلاثي الأبعاد، نجحت وبدت أثارها واضحة على الطفل المرهق من آثارها حتى قبل تشغيل المنبهين بشكل دقيق، حيث اختفى التشنج في أطرافه.
وعبر الأب عن ارتياحه الكبير لذلك، وقال إنه لم يكن يعتقد أن ابنه سيتعافى وانه سيشهد هذه اللحظة.