التفاعل السياسي حول صفقة تبادل أسرى يتواصل.. وحماس: الفرص لا تأتي دوما
تواصل التفاعل خلال الساعات الـ 24 الماضية، حول صفقة تبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، ووصفت حركة حماس إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقبول البدء بحوار حول الملف عبر وسطاء، بأنه مجرد “دعاية إعلامية” فقط.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى دودين في تصريح صحافي: “إن نتنياهو يدير بروباغندا إعلامية، وآخِر ما يهمه فيها استرجاع الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، وهو لا يفعل شيئًا على أرض الواقع”.
وأكد دودين، الذي يدير ملف الأسرى في حركة حماس، أن “الفرص لا تأتي دوما”، وقال: “قد يضطر إلى التفاوض في ظروف أعقد بكثير”، وكان بذلك يوجه حديثه لنتنياهو، محملاً الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن حياة كل أسير فلسطيني.
وقال القيادي في حركة حماس إن الاحتلال يعرف ما المطلوب، ويقصد بذلك صفقة التبادل، وقال: “هذا لا يُطرح عبر الإعلام”، مؤكدًا أن المقاومة “كانت دائمًا مستعدة لصفقة تبادل، والتعطيل كان من طرف الاحتلال”.
وأشار إلى أن “المرونة الجزئية” التي تبديها حماس مرهونة بمدى تعاطي الاحتلال معها، ومدى ما يمكن أن يقدمه في هذه القضية، متسائلا إن “كان سيضيع الاحتلال الفرصة كما حدث في المرات السابقة، أم سيتعاطى بجدية”.
وكان نتنياهو، عبر بيان أصدره مكتبه، قال إنه لا يمانع عقد “حوار فوري” عبر وسطاء لاستعادة “الجنود والأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة”.
وجاء في بيان مكتب نتنياهو المقتضب: “إن منسق شؤون الأسرى والمفقودين، يارون بلوم، وطاقمه بتعاون مع هيئة الأمن القومي والمؤسسة الأمنية، مستعدون للعمل بشكل بناء من أجل استعادة القتلى والمفقودين وإغلاق هذا الملف ويدعون إلى بدء حوار فوري من خلال الوسطاء”.
جدير ذكره أن رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار قال قبل أيام: “هناك إمكانية لأن تكون مبادرة لتحريك الملف”، ويقصد التبادل.
وأكد السنوار أن الحركة مستعدة لتقديم “تنازل جزئي” في موضوع الجنود الأسرى لديها، مقابل إفراج الاحتلال عن الأسرى كبار السن والمرضى كمبادرة إنسانية في ظل أزمة “كورونا”، لكنه قال: “المقابل الكبير لصفقة تبادل الأسرى هو ثمن كبير يجب أن يدفعه الاحتلال”، ونبه بأن مشاورات صفقة الأسرى توقفت منذ بداية الأزمة السياسية داخل إسرائيل.
وكان الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم أكد على مبادرة قائد الحركة في القطاع يحيى السنوار، بخصوص الجنود الأسرى لدى كتائب القسام، والقاضية بإطلاق الاحتلال سراح عدد من الأسرى من كبار السن والنساء والمرضى والأطفال مقابل أن يقدم القسام “خطوة إيجابية” في الموضوع.
وقال قاسم إن حركة حماس “ستتعامل بشكل مسؤول مع أي استجابة فعلية وحقيقية لهذه المبادرة”.
جدير ذكره أن الجناح العسكري لحركة حماس يأسر أربعة إسرائيليين، اثنان منهم جنود وقعا بقبضة مقاتليه خلال الحرب الأخيرة على غزة صيف العام 2014. وفي الوقت الذي أعلن جيش الاحتلال مقتلهم قبل أسرهم، تخفي حركة حماس أي معلومات عن مصيرهم، كما تأسر الحركة اثنين من حاملي الجنسية الإسرائيلية، دخلا قطاع غزة بطريقة غير شرعية، من خلال التسلل عبر الحدود.
وسبق وأن قامت إسرائيل في العام 2011 بإبرام صفقة تبادل مع حماس عبر الوسيط المصري، أطلقت بموجبها إسرائيل 1027 أسيرا فلسطينيا، مقابل إطلاق حماس سراح الجندي الأسير لديها غلعاد شاليط، وذلك بعد ست سنوات من أسره في هجوم على ثكنة عسكرية على حدود القطاع الشرقية.
وكثيرا ما خرجت خلال الأيام الماضية مطالبات فلسطينية عدة، من أجل تدخل دولي عاجل، لإنقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين، خشية من إصابتهم بفيروس “كورونا” وذلك بسبب تفشي المرض بشكل كبير داخل إسرائيل، ووجود خشية من انتقاله للأسرى عبر السجانين.