التغريدة التي فضحت جرائم تركيا بحق المسلمين في السعودية..أشعلت غضب إردوغان من عبدالله بن زايد والإمارات
لقنت الإمارات درسا قاسيا بعد أن فضحت تاريخها الاستعماري الدموي في الشرق الأوسط، والجرائم التي ارتكبها الأتراك بحق المسلمين وسرقة ونهب أثار الدول وقتل وتشريد السكان، حتى المدينة المنورة لم تسلم من جرائمهم التي فضحها التاريخ مثلما فعل مع جرائمهم بحق الأرمن.
وبدأ التوتر يتصاعد بعد أن أعاد وزير خارجية الإمارات “عبدالله بن زايد”، تغريدة بصورة تفضح جرائم الأتراك المستعمرين في المدينة المنورة وسرقة آثارها وتهجير سكانها والتنكيل بهم.
التغريدة تتحدث عن تاريخ ” فخر الدين باشا” أحد الطغاة العثمانين أسلاف تركيا اليوم، وربطت التغريدة بينه وبين إردوغان.
نص التغريدة
وجاء في التغريدة التي نشرها عراقي مقيم في ألمانيا، وأعاد عبد الله بن زايد نشرها، سرد لبعض ما قام به القائد العثماني فخر الدين باشا من أعمال قتل وخطف ونهب في المدينة المنورة عام 1916، ليختم كاتبها بالقول: «هؤلاء هم أجداد إردوغان وتاريخهم مع المسلمين العرب».
وقال “فخري باشا ارتكب عام 1916 جريمة بحق أهل المدينة المنورة من خلال اختطافهم وسرقة أموالهم، وسوقهم عبر قطارات إلى الشام وإسطنبول، وأن الأتراك سرقوا أغلب مخطوطات المكتبة المحمودية بالمدينة وأرسلوها إلى تركيا”، مضيفاً أن “هؤلاء أجداد أردوغان وتاريخهم مع المسلمين العرب.”
وحققت التغريدة انتشارا هائلا على مواقع التواصل الاجتماعي وتم إعادة تغريدها ونشرها عشرات آلاف المرات، وكان من بين ما أعاد تغريدها وزير خارجية الإمارات، وهو ما اشعل الغضب التركي بعض فضحهم.
الرد التركي جاء على لسان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن الذي انتقد قيام بن زايد بمثل هذا التصرف، ووصفه بأنه «يفتقر إلى الدبلوماسية ويروج لأكاذيب تاريخية ليس لها أي علاقة بالحقيقة».
تهديد إردوغان
ولم يكتف الأتراك برد المتحدث باسم الرئاسة التركية بل قرر الرئيس رجب طيب إردوغان نفسه التدخل في الموضوع، وقال موجها حديثه لبن زايد مهددا «عليك أن تعرف حدودك، فأنت لم تعرف بعد هذا الشعب التركي، ولم تعرف إردوغان أيضاً، أما أجداد إردوغان فلم تعرفهم أبداً».
وأضاف إردوغان أضاف خلال كلمة له في اجتماع مع المخاتير، يوم الخميس في أنقرة: «نقول لمن يتهموننا ويتهمون أجدادنا «الزموا حدودكم فنحن نعلم جيداً كل ما تخططون له» وتابع: «حين كان جدنا فخر الدين باشا يدافع عن المدينة المنورة أين كان جدك أنت أيها البائس الذي يقذفنا بالبهتان؟»، مضيفاً: «الدولة العثمانية وخلفاؤها أوقفوا حياتهم من أجل الدفاع عن المدينة المنورة وحمايتها».
وحول اتهامات التغريدة بسرقة معالم أثرية من المدينة المنورة علق إردوغان: «هناك من يتهم الدولة العثمانية بأنها سرقت بعض الآثار ونقلتها إلى مدينة إسطنبول وهذه اتهامات غير صحيحة، لأن الدولة العثمانية حمت الآثار وحكمت البلدان بعدل وإنصاف وحافظت على الأمانات».
مبرراً ما حدث بأن: «الدولة العثمانية أرسلت أمانات الرسول صلى الله عليه وسلم إلى إسطنبول لتحميها وتمنع انتقالها إلى المتاحف الأوروبية ولو لم ترسلها لانتقلت إلى الدول الغربية».
النشطاء يفضحون جرائم تركيا
وتلقف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ما حدث واستغلوه لفضح المزيد من جرائم تركيا، وأعادوا اكتشاف جوانب مظلمة من التاريخ العثماني، وتحديدًا ”مذابح” شهيرة ارتكبها الأتراك مطلع القرن العشرين، وكانت المدينة المنورة مسرحًا لها، وهي شواهد حية على “أفعال” آخر حكام الدولة العثمانية.
وفتح هذه التوتر أعين العرب على جزئية من تاريخهم حاول الإخوان طمسها وتزوير التاريخ لصالح تركيا والديكتاتور الجددي هناك رجب طيب إردوغان.
لذلك حظيت هذه التغريدة بانتشار كبير ساهم فيه حصولها على أكثر من 20 ألف إعادة تغريد، وهو ما عكس تأييدًا للشيخ عبد الله بن زايد من قبل المغردين الذين انبروا للرد على أردوغان، وذكروه بمجرزة “سفر برلك” في المدينة المنورة بمثابة “شهادة ميت” على حقيقة لم تطمسها السنوات الخاليات.
مجزرة سفر برلك
“الترحيل الجماعي” بالتركية، وهي الترجمة الحرفية لـ”سفر برلك” سيئة الصيت، تلك المأساة التي حلت بساكنة مدينة الرسول، المأساة التي أخرجتها تغريدة وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد من مرقدها، لتقول لأردوغان وأجداده إن بالعرب “جراحًا” تركية لما تندمل بعد.
وهي تحمل دلالات سياسية تتعدى التذكير بماضي الأتراك في علاقاتهم مع العرب من خلال مجزرة “سفر برلك” نموذجًا، إلى واقع تركي، يبيع “الكلام المعسول”، ويحاول عبثًا الظهور وكأنه المدافع الأول عن قضايا العرب المصيرية، والضجيج الذي أصدره أردوغان بشأن قضية القدس الأخيرة مثال حي.
ويذكر سابروا أغوار التاريخ العربي والإسلامي، قصصًا وروايات محزنة عمّا حاق بسكان المدينة المنورة، إبان ماعرف بـ”سفر برلك”، لكن الذاكرة الجمعية لأحفاد من عايشوا تلك الفترة لا يرون في “سفر برلك” أكثر من كلمتين نزلتا على أسماع أهل المدينة كالصاعقة، وخبأتا بين حروفهما “الرعب المزلزل” لأسر داخل بيوتهم المتحصنين بها خوفًا من الخطف المباغت، ولم ينج من حمم “سفر برلك” إلا القليل.
كتُب التاريخ، التي يتوقع أن يعود إليها الكثيرون هذه الأيام لاستكشاف حقيقة المذبحة، تروي تفاصيل حزينة عن أكثر الجراح إيغالًا في ضمير مجتمع المدينة النبوية، وتعج شهادات المؤرخين وكتبهم بسيناريوهات عن “كارثة التهجير الجماعي التي طبقتها الدولة العثمانية على رجال ونساء وأطفال المدينة، التي تركت مدينة يسكنها العسكر ونحو 140 رجلًا فقط، وعدة نساء”.