التحالف بقيادة السعودية يواصل قصف الحديدة قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي
واصلت طائرات وسفن التحالف الذي تقوده السعودية يوم الخميس قصف مواقع للحوثيين في الحديدة باليمن لليوم الثاني على التوالي، سعيا للسيطرة على الميناء الرئيسي في اليمن في أكبر معركة في الحرب التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وقال سكان ومسؤولون في الجيش اليمني الذي يحارب الحوثيين إن التحالف ضرب أيضا الطريق الرئيسي الذي يربط الحديدة بالعاصمة صنعاء في الشمال لمنع وصول أي تعزيزات للحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على المدينتين.
وقالت أمينة (22 عاما)، وهي طالبة جامعية تعيش قرب الميناء، لرويترز بالهاتف ”الناس قلقين وخائفين من الحرب، أصوات البوارج مرعبة وتحليق الطيران طول الوقت“.
وأضافت ”الناس تهرب من المدينة إلى الأرياف لكن الذين ليس لهم أقارب وليس لديهم مال لا يستطيعون الهروب“.
وبحسب وكالة “رويترز”، إذا سيطر التحالف على الحديدة، الميناء الوحيد في يد الحوثيين، فسيمنحه ذلك اليد العليا في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات. لكن ذلك يهدد أيضا بقطع شريان حياة لليمنيين الذين يعيش معظمهم في مناطق خاضعة للحوثيين.
فالميناء المطل على البحر الأحمر هو المدخل الرئيسي لبضائع وسلع أساسية لليمن حيث يحتاج 22 مليون شخص مساعدات إنسانية وتهدد المجاعة 8.4 مليون شخص بحسب تقديرات الأمم المتحدة التي تقول إن العدد قد يبلغ عشرة ملايين بحلول نهاية العام.
وقالت ليز جراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن إن بالرغم من القتال ”نحن هناك ونسلم مساعدات. لن نغادر الحديدة“.
وقالت الدول العربية المشاركة في التحالف إنها ستحاول إبقاء العمل في الميناء مستمرا.
وتدخل التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات في الحرب اليمنية عام 2015 لإعادة الحكومة المعترف بها دوليا إلى السلطة والتصدي لما يرى أنه محاولة إيرانية لبسط النفوذ.
وتخوض السعودية وإيران حروبا بالوكالة في عدة دول من بينها سوريا والعراق. وينفي الحوثيون أن طهران تحركهم، ويقولون إنهم استولوا على السلطة في ثورة شعبية وإنهم يدافعون عن اليمن من الغزو.
* اجتماع للأمم المتحدة
من المقرر أن يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا مغلقا يوم الخميس، بناء على طلب من بريطانيا، لبحث الهجوم. وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث إن المنظمة الدولية تتحدث مع الجانبين لتخفيف حدة التوتر.
وتدعم الدول الغربية الدول العربية دبلوماسيا، لكنها تتجنب المشاركة العلنية المباشرة في الصراع. وتبيع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أسلحة بمليارات الدولارات سنويا للدول العربية.
وحمل الزعيم الحوثي محمد علي الحوثي الغرب مسؤولية الهجوم.
وقال إن البريطانيين أبلغوهم قبل أسبوع بأن الإماراتيين والسعوديين أكدوا لهم أنهم لن يشنوا هجوما على الحديدة بدون موافقتهم ومساعدتهم.
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون يوم الأربعاء إن الحكومة البريطانية تجري اتصالات منتظمة مع التحالف لضمان التزام عملياته بالقانون الدولي فيما يتعلق بحماية المدنيين.
وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي إن عملية ”النصر الذهبي“ التي يشنها التحالف تهدف إلى السيطرة على المطار والميناء لكن قوات التحالف ستتجنب دخول المدينة حيث ينشر الحوثيون مركبات عسكرية وقوات.
وقال مسؤول عسكري إن التحالف، المؤلف من قوة قوامها 21 ألف جندي تشمل قوات إمارتية وسودانية بالإضافة إلى يمنيين ينتمون لفصائل مختلفة، يعمل على إزالة الألغام من الشريط الساحلي جنوبي الحديدة وتمشيط المنطقة الريفية بحثا عن مقاتلي الحوثيين.
ويقول التحالف إنه سيسهل تدفق السلع إلى داخل اليمن بمجرد سيطرته على الميناء من خلال تخفيف بعض القيود المفروضة على الاستيراد. لكنه حذر من أن الحوثيين زرعوا ألغاما مما قد يؤثر على تلك الجهود.
وأعلن التحالف يوم الأربعاء عن خطة مساعدات من خمس نقاط لمدينة الحديدة اليمنية والمناطق المحيطة. وتشمل الخطة إنشاء جسر بحري إلى الحديدة من أبوظبي عاصمة الإمارات ومدينة جازان بجنوب السعودية.