التايمز: هل خدعت إسرائيل حزب الله لتردعه عن مواصلة الهجمات؟
يقول مراسل صحيفة “التايمز” البريطانية، ريتشارد سبنسر، إن هذا بالضبط ما فعلته إسرائيل، حين قامت بنشر فيديو يظهر جنودا إسرائيليين جرحى لتضليل حزب الله، من أجل دفعه للتفكير أن الهجمات التي شنها على عربة إسرائيلية وضربات أخرى قد نجحت.
وتقول الصحيفة إن المشاهد المزيفة كانت محاولة إسرائيلية لتخفيض عدد الضحايا الإسرائيليين وتقليل الحاجة للرد على هجمات حزب الله الذي توعد زعيمه بمواصلة الضربات.
ويبدو أن التضليل قد نجح، فقد كانت هجمات الحزب على إسرائيل يوم الأحد محدودة أكثر مما توقع. وقامت إسرائيل برد خفيف، إذ أطلقت مئة قنبلة مدفعية على السهول القريبة من الحدود في جنوب لبنان، وأكدت أنها لن تصعد العملية إلى حرب شاملة. إلا أن الكشف عن استخدام الجيش الإسرائيلي المعلومات المزيفة أثار الحديث عن إمكانية إضعاف ثقة الرأي العام بإستراتيجية العلاقات العامة التي سيقوم بها في المستقبل.
وكان هجوم حزب الله على شمال إسرائيل متوقعا؛ فقد توعد زعيم الحزب حسن نصر الله بالرد على سلسلة من الهجمات على مواقع لحزبه في بيروت ودمشق قتل فيها عنصران من عناصره.
وتقول مصادر مقربة من الجانبين إنهما لم يكونا يتطلعان للحرب. فقبل الهجمات وضعت إسرائيل دمية على شكل جندي عند الحدود كحيلة لتخفيض عدد القتلى. وزعم حزب الله أنه ضرب عربة عسكرية وقتل وجرح من فيها. وشوهدت مروحية عسكرية وهي تهبط وتنقل ضحيتين على ما يبدو. وبعد ذلك انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد لجنديين على حمالتين في مستشفى رمبام في حيفا. وبعدها توقف حزب الله عن توجيه الضربات. وأعلنت الحكومة الإسرائيلية لاحقا أنه لم تقع ضحايا جراء الضربات التي وجهها حزب الله.
وقالت إن العربة العسكرية كان فيها جنود، لكن عندما ضربت لم يكن فيها أحد، مما قاد إلى عناوين إخبارية مثل “30 دقيقة من الحرب”، حيث تم إفراغ العربة قبل نصف ساعة.
وأعلن حزب الله أن جرحى نقلوا من مشهد الحادث وأنه تجنب ضربهم. ولم يعترف الجيش الإسرائيلي بعملية الخداع صراحة؛ إذ أصدر بيانا قال فيه إن الجنديين خضعا للفحص في وحدة العناية المركزة، وتم خروجهما من المستشفى من دون مساعدة طبية. إلا أن غياب العناية الطبية كان مثيرا للشك نظرا لأن الصور أظهرتهما ميتين.
وقالت الصحف الإسرائيلية إن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي اعترفوا لاحقا بعملية الخداع. وقال معلقون إن الجيش الإسرائيلي وعد بأن لا يخدع المواطنين الإسرائيليين بالأخبار الكاذبة أو “غيوم الحرب”.
وكتب محرر صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، ديفيد هورفويتز: “عندما تم جعل غيوم الحرب أكثر ضبابية، حتى لو كانت الأسباب جيدة، فمن الصعب تصديق أي طرف”. وقال مسؤول أمني إسرائيلي سابق إن الحرب محتملة وحتمية مع أن الطرفين يحاولان تجنبها الآن.