التايمز: تصعيد ترامب مع إيران لعبة دجاج برهانات عالية
كتب مراسل صحيفة “التايمز” لشؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر معلقا على الضغوط الأمريكية المتزايدة على إيران بأنها تشبه لعبة الدجاج ومقامرة برهانات عالية.
وقال إن خلف”رغوة” التويتر لدى إدارة ترامب مجموعة من الإستراتيجيات في عدة مجالات وإيران واحدة منها. فجون بولتون مستشار الأمن القومي ومايك بومبيو وزير خارجيته وجد الرئيس دونالد ترامب الفريق الذي يشاركه العداء لإيران بالإضافة إلى خبرتهما في السياسة الخارجية لوضعها موضع التطبيق. وتناسب هذه الإستراتيجيات جيدا حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ولكنها تمثل في الوقت نفسه الخطر الأوحد على سلام العالم في المستقبل القريب.
فقد كشفت أحداث هذا الأسبوع عن الخطورة التي تمثلها. ففي يوم السببت أعلن بولتون عن إرسال حاملة طائرات إلى الشرق الأوسط واضعا إيران نصب عينيه. وفي يوم الأربعاء جاء رد حسن روحاني المتأخرعلى فرض ترامب العقوبات على بلاده منذ عام وهو التخلي جزئيا عن الإتفاقية النووية التي وقعتها إيران مع خمس دول في عام 2015. ويرى الكاتب أن هناك عنصر من لعبة الدجاج في عملية التصعيد. وقال بولتون إن إرسال حاملة الطائرات كانت ردا على تهديد وليس التسبب به. وفي الوقت نفسه احتفظ إيران روحاني بالنشاطات النووية في مستوى أقل مما كانت عليه قبل توقيع الإتفاقية النووية. ويحاول كل طرف الدفع لمعرفة استعداد كل منهما للمضي بعيدا. ويأمل بولتون، كما يتوقع البعض، من خطأ إيراني يسمح للولايات المتحدة التدخل وبشكل حاسم، أي تغيير النظام، وهي مقامرة عالية جدا. ولكنه على أكبر احتمال يريد وضع إيران في موقع يدفعها للتراجع أو إهانتها مع هجمات إسرائيلية محدودة. وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصميمه “على عدم السماح” لإيران أبدا بناء القنبلة النووية. ووجود حاملة الطائرات الأمريكية في الخليج لا يعني انها ستشارك في هجمات بل ولردع إيران عن القيام بأي رد. وحاول باراك أوباما تغيير ميزان القوة في الشرق الأوسط. وفكر أنه لو أخرجت إيران من عزلتها فستتوقف عن تهديد جيرانها. مما سيسمح للولايات المتحدة تطبيق سياستها لما بعد جيل حرب فيتنام وتفكيك علاقة الولايات المتحدة بالحروب الخارجية. ولا يؤمن بومبيو وبولتون بهذه الافكار فهما يعتقدان بإظهار القوة إن إرادت الولايات المتحدة أن تكون القوة الأولى في العالم. والإمتحان الكبير لهذا الموقف سيأتي من خارج الشرق الأوسط. وهو الإتحاد الأوروبي الذي دعم وبشكل كامل رؤية أوباما على أمل حصوله على أمل تحمل بعض الأعباء التي ستتركها وراءها أمريكا المتراجعة. وعلى الإتحاد الأوروبي القرار الآن فهل يستطيع الإنفصام عن حليفه التقليدي؟ ويقول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن قرار روحاني تفعيل أجزاء من البرنامج النووي سيؤدي إلى عقوبات. وهو يعرف على الأقل الإجابة التي يتوقعها من إيران. وبعيدا عن الموقف الإنتصاري المتشدد فيمكن أن يكون حلفاء أمريكا الغربيين اعظم إنجاز من ناحية اعتماد البيت الأبيض عليهم لدفع إيران للقبول بالهزيمة.