التايمز: بوريس جونسون زرع السكين في ظهر نصف وزراء حكومة تيريزا ماي للأنتصار للبريكست
في تعليق صحيفة “التايمز” على “مذبحة” الأربعاء التي كانت أول عمل لرئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون، الذي تخلص من معظم فريق سابقته تيريزا ماي، وعيّن فريقا من المتحمسين الأشداء للبريكسيت، قالت إن “السكاكين أشهرت”، مشيرة إلى أن جونسون اختار الرهان على أن هذا الفريق قادر على إنهاء المهمة والخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقالت إن هناك نهجان لتشكيل الحكومة، الأول، يلجأ فيه رئيس الوزراء كما فعل وينستون تشرتشل لضم وزراء عماليين إلى حكومة الحرب، أو كما فعل توني بلير عندما كافأ أنصار غوردون براون لخلق توازن في داخل فصائل الحزب.
أما النهج الثاني، فهو مثلما فعل هارولد ماكميلان عام 1962، الذي هزم جناحا في الحزب وملأ الحكومة بالأتباع، كإشارة على انتصاره في الحرب الأهلية داخله.
واختار وبقوة جونسون يوم الأربعاء الخيار الثاني. وبطريقة أو بأخرى زرع جونسون السكين في ظهر نصف وزراء الحكومة التي ورثها عن ماي. ولم يحاول الموازنة في حكومته بين اليمين واليسار ولا وضع منافسيه في المناصب المهمة كإشارة على التصالح. بل على العكس طرد أنصار منافسه في السباق على زعامة الحزب، جيرمي هانت، الذي كان نفسه الخاسر الواضح، خاصة أنه رغب بالبقاء في وزارة الخارجية، وعندما بدا واضحا له أن هذا ليس متاحا قرر ترك الحكومة بدلا من تنزيل رتبته.
وتقول الصحيفة إن عمليات العزل ليست صحيحة في مجملها، فحكومة جونسون لا يوجد فيها الكثير من المواهب لكي تتخلى عن هانت، كما أن معظم التعيينات الجديدة ليست مجربة أو لديها سجل في المناصب العالية ولكن الخروج من الاتحاد الأوروبي راوغ رئيسة الوزراء، وجونسون محق في مقامرته.
وترى الصحيفة أن الحكومة هي من أجل أن يكون كل فرد فيها يخدم هدف البريكسيت، فالموضوع ملّح ولا يمكن الهروب منه والبحث عن أعذار. فقد تخلص جونسون من كل المشككين بالخروج وأصبحت حكومته الآن من “البريكستيين”. فدومنيك راب في الخارجية وبريتي باتيل في وزارة الداخلية، ومايل غوف في مكتب الحكومة، فالفريق الرئيسي لن يشعر بالخوف من منظور خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ولو بدون اتفاق، وهي حكومة لن تتسامح مع أي نقاش، وجونسون مصمم على الخروج بنهاية تشرين الأول/ أكتوبر.
ونفس الهدف واضح من تعيين المستشارين ومن اهمهم دومينك كامينغز، مهندس حملة التصويت على الخروج عام 2016. وسيقوم جونسون بخلق نفس الخلية في مقر الحكومة لكي ينهيا المهمة التي بدأها معا قبل ثلاثة أعوام. وتعلق الصحيفة على خطاب جونسون أمام مقر الحكومة والذي تحدث فيه عن بعض ملامح السياسة.
وتقول إن لم يكن خطابا فصيحا، فحكومته هي تعبير عن اعتقاد رجل يرى أن فصيلا في الحزب وهم البريكسيتيون يجب أن يكون في قيادة الحزب. وترى أن المخاطر واضحة، خاصة أن جونسون ورث غالبية في البرلمان بصوتين، وليس من الحكمة والحالة هذه خلق أعداء جدد. فهناك معارك قادمة في البرلمان وهو بحاجة لجيوش كي تقوم بمهام اللوبي نيابة عنه. وهو يقامر على أن من قام بعزلهم لن ينتقموا منه، وهي مخاطرة، ولكن البريكسيت يحتاج لفعل جذري على أمل تحقيق نجاح.
ولو استطاع جونسون إنهاء هذا الملف فسيحاول الدعوة لانتخابات عامة من أجل أن يحصل على تفويض. والحكومة الجديدة هي محاولة لتحقيق الهدف قبل أن يذهب ويطلب من البلد انتخابه. ومن المفهوم أنه أحاط بنفسه بأشخاص يعتقد أنه يثق بهم. وأمامه 99 يوما لإنهاء المهمة، وهي مقامرة بمخاطر ولكنه على ما يبدو يعرف ما يريد.