التايمز: المرأة السودانية الشابة تتساءل عن مكانها في مجلس سيادي يضم عسكرا وجدّتين
نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا لمراسلتها جين فلانغان عن المشاكل التي تواجهها المرأة السودانية في مرحلة ما بعد الثورة على عمر البشير. وتحدثت في البداية عن صورة آلاء صلاح التي انتشرت في أثناء التظاهرات على نظام عمر البشير، حيث التقطت الصورة لها بالثوب الأبيض على ظهر سيارة وبشعار متحدٍ للنظام الديكتاتوري. وانتشرت على وسائل التواصل الإجتماعي كعلامة على الثورة السودانية التي تزعمتها المرأة المسلحة بالتكنولوجيا الجديدة.
إلا أن من سيحلون محل البشير اليوم هم من الرجال، ولا يمثلون جيل الشباب ولا طموحاته. فلا يضم المجلس السيادي المكون من 11 عضوا إلا امرأتين واحدة في الستينات من عمرها والثانية في السبعينات.
ونقلت الصحيفة عن المعلقة الصحافية شمائل النور (39 عاما) “الشباب والشابات الذين كانوا في مقدمة الثورة يستحقون أن يكونوا أعضاء في المجلس، فقد كانت الثورة ثورتهم”. وأضافت: “كونهم لا يملكون التجربة أو المعرفة لكي يتم ضمهم إلى المجلس ليس إلا عذرا، فالعمر عامل مهم في انتاجية الأفراد وهناك الكثير من العمل الواجب القيام به”.
وتضيف الصحيفة أن النساء عانين الأمرين من هجمات البشير على الحريات المدنية، وهناك الكثير من المكاسب التي سيحصلن عليها من خلال ما أطلق عليها قوانين الأخلاق التي كان يتم فيها جلد بل وسجن النساء اللائي لم يلتزمن بها.
وبالنسبة لوئام شوقي (28 عاما) والتي كانت واحدة من قيادات الاحتجاج الذي أطاح بنظام البشير في نيسان/إبريل، فالنصر الذي تحقق يبدو فارغا. وقالت: “كان من الخطأ” عدم الدفع باتجاه تمثيل متساو في المجلس السيادي الذي يضم مدنيين وعسكريين وسيشرف على المرحلة الانتقالية حتى عام 2022. وتأمل أن تزيد نسبة التمثيل النسائي عندما يعلن عبد الله حمدوك، المولود عام 1956 اسماء الوزراء في حكومته.
وتقول شوقي التي أغلقت المقهى الذي تديره لأسابيع كي تشارك في الإعتصام، إن المرأة قد تعيد تنظيم نفسها، لو اقتضى الأمر “والتأكد من عدم معاناة المرأة من نفس القوانين التي قيدتها وعاملتها كمواطنة من الدرجة الثانية”.
وتقول الصحيفة إن صورة الثورة الشابة تتناقض مع صورة جنرالات الجيش ورجال مدنيين مع جدتين في المجلس السيادي، لا ترتبط مع افريقيا التي لديها أعلى نسبة من الشباب في العالم ومع ذلك يحكمهم عجزة.
فنسبة الثلثين من الشعب السوداني البالغ عدده 40 مليون نسمة شباب بدرجة لا يستطيعون تخيل الحياة قبل حكم البشير (72 عاما) والذي حكم السودان لثلاثة عقود.
ويقول أحمد سليمان المتخصص بشؤون السودان في “تشاتام هاوس” بلندن أن البلد لديه أعراف ثقافية متجذرة مما يعني أن إحداث التغيير فيه يجب ألا يكون متعجلا.
وقال: “بناء على الاحترام والسلطة التي يتمتع بها الكبار في الثقافة السودانية فمن الواضح ظهور عدم توافق بين الواقع ومطالب الذين حققوا الثورة”.
وتقول الصحيفة إن عائشة موسى السعيد، التي درست في جامعات ليدز ومانشستر قبل نصف قرن واعية لمسألة العمر ولكنها لا تشعر بالحرج، فقد تزوجت من الشاعر المعروف محمد عبد الحي الذي توفي عام 1989 وقضت حياتها في مجال التعليم والدفاع عن حقوق المرأة. ونقلت عنها صحيفة “التايمز” قولها: “قد أكون في السبعينات من عمري إلا أنني أعمل من أجل البلاد كلها، وسواء أحبني الشباب أم لا فهم بحاجة لي”، و”لدينا مثل في السودان: إن لم تصحب كبيرا فستضيع”.