التايمز: الضغوط تتزايد على عون بعد وثائق تكشف معرفته بوجود نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت
نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريرا لمراسلها في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، قال فيه إن الضغط يتزايد على الرئيس اللبناني ميشال عون بعد وثائق كشفت عن تحذيرات تلقاها هو ورئيس الوزراء قبل أسبوعين من انفجار بيروت.
ولم يستقل عون رغم استقالة حكومة حسان دياب يوم الإثنين في أعقاب الانفجار الذي خلف أكثر من 160 قتيلا. وقال عون إن الرئاسة ليست مسؤولة عن إدارة الميناء وأنه أمر السلطات الأمنية بـ”عمل ما يجب عمله” للتعامل مع الشحنة.
إلا أن المتظاهرين لم يرضوا عن استقالة دياب فقط؛ لأن الطبقة الأوليغارشية ظلت في مكانها. وكُلف دياب (61 عاما) الأستاذ الجامعي بتشكيل الحكومة في يناير الماضي.
ويعلق الكاتب أن عون ورئيس البرلمان، نبيه بري، ظلا رمزين يثيران كراهية الناس العاديين، وتذكيرا بمخلفات الحرب الأهلية ورموزها الذين ظلوا في السلطة.
وكان عون (85 عاما) رئيس هيئة أركان الجيش اللبناني أثناء الحرب الأهلية، ويمثل أكبر حزب مسيحي لبناني. أما بري (82 عاما) الذي يترأس البرلمان منذ 30 عاما، فهو زعيم حركة أمل الشيعية التي برزت أثناء الحرب الأهلية ما بين 1975- 1990 ومرتبطة بشكل كبير مع حزب الله الذي تدعمه إيران.
وقالت الصحيفة إن المتظاهرين الذين هتفوا “كلن يعني كلن” أشاروا إلى أن عون وبري هما الهدف الثاني. ونشر الانفجار موجات من الصدمة في أنحاء بيروت، حيث ظن الكثير من السكان أولا أنه نتيجة انفجار سيارة مفخخة أو غارة إسرائيلية، ليكتشفوا أن السبب هي شحنة من نترات الأمونيوم تم نقلها من سفينة تحمل العلم المولدوفي رست في مرفأ بيروت عام 2013.
وكشفت عدة وثائق عن معرفة المسؤولين في الميناء بوجود الشحنة الخطيرة، ولكنهم اختلفوا حول كيفية التخلص منها بالطرق القانونية. وفي آخر الأوراق التي سربت إلى وكالات الأنباء ومحطة تلفزة محلية، فقد حثّ تحقيق قضائي على تأمين نترات الأمونيوم خشية ألا تستخدم في الهجمات الإرهابية. وقال مكتب دياب إنه حوّل الأوراق إلى المجلس الأعلى للدفاع.
وحاول عون الزعم أولا أن الانفجار كان بسبب “قوى خارجية”، في إشارة إلى إسرائيل، وسط اتهامات بأن حزب الله خزّن الشحنة لاستخداماته الخاصة.
ولكن خبراء المتفجرات قالوا إن الدمار الذي خلفه الانفجار متناسق مع الرواية الرسمية، وهي أن نترات الأمونيوم انفجرت نتيجة اندلاع نيران قريبة من المستودع الذي وضعت فيه منذ ستة أعوام.
وقالت مصادر استخباراتية أمريكية، أن اعتقادها المبدئي هو أن الحادث لا علاقة له بالإرهاب وهذا يعتمد على نتائج أي تحقيق. واعترفوا أن من غير المحتمل احتفاظ حزب الله بكمية كبيرة من المواد المتفجرة في مكان واحد.
وقال مصدر أمني: “طريقة عمل حزب الله هي توزيع كميات من الأسلحة على عدة مناطق” و”كانوا سيوزعون نترات الأمونيوم على كميات صغيرة”.