البيت الأبيض يعدل “خطأ مطبعياً” في بيان نصَّ على امتلاك إيران برنامجاً سرياً للسلاح النووي
عدَّل البيت الأبيض، الإثنين 30 أبريل، بياناً يذكر أن إيران تمتلك حالياً برنامجاً سرياً للأسلحة النووية، وهو ما يتنافى مع ما توصَّل إليه المراقبون الدوليون.
وبحسب موقع The Hill الأمريكي فقد أصدرت المتحدثة الرسمية للبيت الأبيض سارا هاكابي ساندرز بياناً أولياً مساء الإثنين، بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما قال إنه سبب يتطلَّب ضرورة أن ينسحب الرئيس ترمب من الاتفاق النووي الإيراني.
ونصَّ البيان الصادر عن هاكابي ساندرز على ما يلي “هذه الحقائق تتفق مع ما تعرفه الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، وهو أن إيران تمتلك برنامجاً قوياً وسرياً للأسلحة النووية، قامت بتجربته وفشلت في إخفائه عن العالم وعن شعبها”.
وألقى نتنياهو في وقت سابق من يوم الإثنين كلمةً ذكر خلالها أن مجموعة من الوثائق التي حصلت عليها الاستخبارات الإسرائيلية تثبت أن طهران قد سعت في الماضي وراء الحصول على أسلحة من خلال برنامجها النووي. ومع ذلك، لم يذكر أن إيران تمتلك برنامجاً نووياً في الوقت الحالي.
ويعد امتلاك برنامج للأسلحة النووية بمثابة انتهاك واضح للشروط المنصوص عليها بالاتفاق المبرم خلال فترة حكم أوباما بين الولايات المتحدة وإيران والصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة وألمانيا، والذي قضى بتخفيف العقوبات المفروضة على طهران، في حالة الحد من برنامجها النووي.
ويتعارض ذلك البيان المبدئي الصادر عن البيت الأبيض أيضاً مع ما ذكرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والجهات الدولية الموقعة على الاتفاق، والتي أكدت على انصياع إيران لشروط الاتفاق.
وبعد إصدار البيان، نشر البيت الأبيض نسخةً معدلةً بعض الشيء على موقعه الإلكتروني. وعدلت النسخة المنقحة كلمة “تمتلك” إلى “كانت تمتلك”، بحيث يأتي البيان على النحو التالي: “كانت إيران تمتلك برنامجاً قوياً وسرياً للأسلحة النووية قامت بتجربته وفشلت في إخفائه عن العالم وعن شعبها”.
وقد ذكر مسؤول بالبيت الأبيض أن الخطأ في الأزمنة يرجع إلى خطأ مطبعي، بحسب ما ذكرته قناة NBC News.
ويأتي البيان بينما يستعد ترمب للإعلان عمَّا إذا كانت الولايات المتحدة سوف تنسحب من الاتفاق، الذي كثيراً ما انتقده. وهدَّد ترمب بالانسحاب من الاتفاق ما لم يوافق الحلفاء الأوروبيون لأميركا على التعديلات التي يعتقد أنها سوف تصلح منه.
وتزايدت المخاوف حول مصير الاتفاق، منذ أن اختار ترمب جون بولتون ليكون مستشار الأمن القومي الجديد، ومايك بومبيو ليكون وزيراً للخارجية.
وذكر ترمب يوم الإثنين، مشيراً إلى قراره بشأن الاتفاق الإيراني “لا أخبركم بما أفعله، ولكن الكثير من الناس يعتقدون أنهم يعلمون”.
“ولا يعني ذلك أنني لا أتفاوض على اتفاق جديد. سنرى ما سيحدث، ولكني أعتقد أن ما يحدث اليوم وما حدث خلال الفترة الماضية وما قد علمناه يوضح بالفعل أنني كنت صائباً مائة بالمائة”.