البرلمان: السودان مدخل مصر للعمق الإفريقى
أجمع عدد من نواب البرلمان على أهمية الآلية الجديدة المزمع إنشاؤها تحت إشراف وزيري خارجية مصر والسودان، لتحديد المشروعات التنموية التي سيتم إنشاؤها بين البلدين خلال الفترة المقبلة، والتي وجه إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير، عقب اجتماع القمة الذي عُقد في العاصمة السودانية الخرطوم مساء أول أمس.
أكد النواب أن تلك الشراكة ستفتح الباب أمام مصر لتعميق علاقاتها مع دول القارة في مختلف المجالات، وبالأخص دول حوض النيل.
قالت النائبة هالة أبوالسعد، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المحافظين، إن تطور العلاقات المصرية السودانية سيعطي دفعة للعلاقات المصرية الإفريقية في مختلف المجالات.
وتابعت، أن السودان هو البعد التاريخي والاستراتيجي لمصر، ومدخلها للعمق الإفريقي على كافة الأصعدة، ومن ثم فإن تطوره سيسهل دفع العلاقات المصرية مع القارة.
وعن كيفية تحقيق التعاون الاقتصادي والتجاري المتكافئ بين البلدين، قالت “أبوالسعد” إن السودان لديه ميزة نسبية في العديد من المواد الخام التي تخدم الصناعة المصرية.
وتابعت: ومن ناحية أخرى فإن موقع السودان المنفتح على العمق الإفريقي يؤهله لأن يكون سوقا واعدة للترويج لتلك الضناعات، والطرق البرية الحالية الرابطة بين البلدين، والربط الحديدي المزمع العمل عليه خلال الفترة المقبلة، ستسرع من وتيرة تلك الشراكة.
ومن جانبه أعرب الدكتور «سيد فليفل»، رئيس لجنة الشئون الإفريقية في مجلس النواب، عن سعادته بالتطور الحالي الذي تشهده العلاقات المصرية السودانية، قائلًا: “إن ما تشهده العلاقات المصرية السودانية الآن، حال التغيير الاستراتيجي في منطقة القرن الإفريقي وحوض النيل، يؤكد رغبة الشعوب في العيش بسلام، والكف عن اتباع سياسات المحاور، وبصفة خاصة تلك المحاور التي لا ترتبط بالإقليم، ولا تُبنى على التجمعات القائمة في داخله، إنما تستجيب لدواعي قوى دولية من خارجه، مثل إيران وتركيا وقطر وغيرها”.
وتابع، أن المحاولات الجارية في القرن الإفريقي وفرت الفرصة لمناخ جديد إيجابي، يدفع الجميع إلى البحث عن السلام والاستقرار والأمن، لأنهم يعلمون أنه لن يكون هناك تنمية دون أمن، ولا يمكن أن تنهض دولة بمفردها في إطار حوض واحد.
وعن تأثير التطور الراهن في العلاقات مع السودان، ومفاوصات سد النهضة قال رئيس لجنة الشئون الإفريقية في مجلس النواب، بعد المفاجأة الكبرى بإقبال رئيس وزراء إثيوبيا لزيارة مصر وإعلانه إعلانًا صريحًا أنه يحترم الحقوق المقررة لمصر في مياه النيل، والأكثر من ذلك أنه يتعهد بزيادتها في مشروعات جديدة، أغلق الباب أمام أي فرصة للمناورة من أي طرف للإضرار بالشعب المصري.
ومن ناحية أخرى، أكد النائب محمد زين الدين، وكيل لجنة النقل والمواصلات في مجلس النواب، أهمية مشروعات النقل المزمع إنشائها بين مصر والسودان لربط البلدين، مشيرا إلى أنها ستساعد على دعم التواصل مع القارة ورفع الانتماء نحو مصر.
وتابع، أنه من المعروف أن العلاقة بين البلدين تاريخية، ولكن عندما تُفعل على أرض الواقع من خلال مشاريع النقل، لربطهما ببعضهم البعض ثم ربطها بإفريقيا، قائلا: “لا شك أن تلك المشروعات ستدعم العلاقات الاقتصادية بيننا ودول القارة، خاصة في تلك المرحلة الحالية التي نحتاج فيها إلى استثمارات قوية بالداخل والخارج”.
واختتم: “الاتجاه إلى إنشاء سكك حديد مشتركة سيساعد في رفع الانتماء الإفريقي تجاه مصر”.