البرلمان البريطاني يرفض اتفاق ماي المعدل للخروج من الاتحاد الأوروبي
رفض البرلمان للمرة الثانية الاتفاقَ الذي توصَّلت إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي بلشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ( بريكسيت ) ، فيما يُعمّق أسوأ أزمة سياسية تشهدها البلاد منذ عقود، قبل 17 يوماً فقط على الموعد المقرر للمغادرة.
وصوَّت البرلمان البريطاني، الثلاثاء 12 مارس 2019، ضدَّ الاتفاق المعدّل الذي توصلت إليه ماي بأغلبية 391 صوتاً، مقابل 242، بعدما أخفقت المحادثات التي أجرتها في اللحظات الأخيرة مع زعماء الاتحاد أمس في تبديد مخاوف منتقديها.
وأعربت ماي عن خيبة أملها، وقالت إن مجلس العموم سيُصوّت الأربعاء 13 مارس 2019، على الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، وإذا رفض المغادرة دون اتفاق فسيتم التصويت الخميس على تمديد فترة الخروج الـ» بريكسيت «.
وأضافت: «نفضل مغادرة الاتحاد الأوروبي بناء على اتفاق، وهناك ضرر لو غادرنا دونه.. سنطلب تمديد فترة الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة».
أما زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، جيريمي كوربن، فاعتبر أن الحكومة تعرَّضت لهزيمة جديدة بأغلبية كبيرة، وأن الاتفاق أصبح ميّتاً، ودعا لانتخابات عامة جديدة.
صيغة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تُقلق الجميع
وقال متحدث باسم رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، إن رفض مجلس العموم البريطاني للمرة الثانية الاتفاق الذي توصَّل إليه الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، بشأن انسحابها من الاتحاد «زاد بشكل كبير» من خطر الخروج «من دون اتفاق».
وقال المتحدث: «نأسف لنتيجة التصويت الذي جرى الليلة… لقد فعل الاتحاد الأوروبي كلَّ ما يمكن للتوصل لاتفاق… من الصعب معرفة ما يمكننا أن نفعله أكثر من ذلك».
وأضاف: «في الوقت الذي لم يتبق فيه سوى 17 يوماً على 29 مارس، زاد تصويت اليوم بشكل كبير من احتمال الخروج من الاتحاد الأوروبي بريكسيت دون اتفاق… إذا قدمت المملكة المتحدة طلباً منطقياً للتمديد فإن دول الاتحاد السبع والعشرين ستدرس ذلك وتُقرّره بالإجماع».
كما استبعد ميشيل بارنييه، مفاوض الاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا من التكتل فعل المزيد، لمساعدة لندن على التوصل لاتفاق بشأن انسحاب منظم، قائلاً بعد أن رفض النواب البريطانيون عرض بروكسل إن هذا المأزق لن يجد طريقاً إلى الحل إلا في بريطانيا.
وأضاف: «الاتحاد الأوروبي فعل كل ما في وسعه للمساعدة في إنجاح اتفاق الانسحاب… المأزق لا يمكن حلّه إلا في بريطانيا. استعداداتنا «لعدم التوصل لاتفاق» باتت الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى».