الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في سوريا
استعرضت مجلة “ناشيونال ريفيو” الأمريكية الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه سوريا، مشيرة إلي تراجع الحرب السورية، ولكن يتصاعد صراع القوي العظمي بين الدول ما جعل إدارة الرئيس دونالد ترامب تعيد كشف قدراتها وتتبع استراتيجية جديدة تجمع ما بين الدبلوماسية وتوجيه الرسائل والموقف العسكري العازم للمضي للأمام.
وتري المجلة أن فريق ترامب يعمل علي تنفيذ هذه الغاية بصقل هذا النهج من خلال ضمان هزيمة تنظيم داعش بشكل دائم وتجميد الصراع في أماكن اخري في البلاد وتنشيط عملية السلام وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
وتوضح المجلة ان تحقيق هذه الأهداف، تعتمد الإدارة الأمريكية علي مزيج من الرسائل العامة والدبلوماسية من وراء الكواليس ، ولكن الأهم من ذلك هو دعمها بموقف عسكري عازم المضي للأمام.
وتعتقد المجلة أن التطورات الأخيرة تعد مؤشراً على النتائج المستقبلية ، ما يجعل لدى الولايات المتحدة في النهاية أساس يمكن البناء عليه، وهذه ليست مجرد أخبار سيئة بالنسبة لروسيا ولكن بالنسبة لإيران أيضاً..
ويمكن رؤية المكاسب المبكرة لهذا التحول الاستراتيجي في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا ، وهي آخر معقل رئيسي للمتمردين في سوريا ويقطنها نحو 3.5 مليون شخص، كانت قضية إدلب مسببة للاحتكاك في التحالف الروسي – الإيراني مع تركيا ، التي لديها بالفعل تواجد على الأرض وتستثمر في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، وعلى الرغم من هذه الشراكة المؤقتة ، فإن الرئيس أردوغان يعارض تحويل الأراضي إلي سيطرة نظام الأسد وداعميه الروس والإيرانيين ، أو السماح لهم بالقصف العشوائي وتجويع السكان بهدف الخضوع لهم.
وتشير المجلة إلي أن هذا لا يعني إيجاد أرضية مشتركة مع رئيس تركيا الشائك وإدارة ترامب، فبعد كل شيء العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وتركيا مليئة بالتوتر ، ويعارض أردوغان بشدة التحالف الأمريكي مع الأكراد، ونضيف إلى ذلك حقيقة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعمل بجد لإخراج تركيا من مدار حلف الناتو .
وأضافت المجلة أن إدارة ترامب اعتمدت علي أركان متعدةة لتعزيز الجهود الدبلوماسية التي شملت مستشار الأمن القومي جون بولتون والسفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي ، والسفير جيمس جيفري، وجميعهم تخلوا عن التعريف الضيق لمعارضة الولايات المتحدة لاستخدام الأسد للأسلحة الكيماوية في إدلب مؤيدين لموقف أقوى يعتبر أن أي حملة عسكرية ترعاها النظام هي تصعيد مهم، وبجانب ذلك الموقف العسكري وإعلان بقاء القوات الأمريكية في سوريا..
ولفتت المجلة إلي ان فريق ترامب لديه خطة مختلفة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أراد إخراج التواجد الأمريكي من سوريا، والخطة هي بقاء 10% من الأراضي السورية تحت سيطرة تركيا و30% من الأراضي تحتسيطرة القوات الأمريكية، ما يجعل نصف الأراضي السورية لا يسيطر عليها نظام الرئيس بشار الأسد ولا يستطيع الاستفادة من موارد سوريا من الوقود والغاز ولا يوجد وعود من الولايات المتحدة لإعمار سوريا كجزء من سياستها في سوريا وتعمل الإدارة الأمريكية مع حلفاء الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط لبقاء الأسد معزولاً، ما يجعل مشاكل بوتين تتخطي نسبة الأراضي والبراعة العسكرية ويخسر السياسة العالمية أيضاً.
وتري المجلة أن جهد بوتين وتحالفه مع إيران وتركيا وعملية الاستانا هدفها الحفاظ علي مكاسبه السياسية علي المدي الطويل ولكنه جهد هزلي لهدفه علي الحفاظ علي الأسد في السلطة ولكن من خلال تعزيز العملية التي تقودها الأمم المتحدة ، والتي تتمتع بالفعل بقبول كبير بين حلفاء الشرق الأوسط والدول الأوروبية ، فإن إدارة ترامب تزيد من إضعاف بوتين في مستقبل سوريا.