الاحتلال يشن حملة اعتقالات ويقتحم “باب الرحمة”.. ومنظمة التحرير تطالب بتدخل دولي لمنع هدم بنايات القدس
شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات، تخللها اعتقال عدد من المواطنين من مناطق متفرقة في الضفة الغربية، كما قامت باقتحام “مصلى باب الرحمة” في المسجد الأقصى، الذي تخطط لتحويله إلى “كنيس يهودي”، في الوقت الذي واصلت فيه هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية، لصالح مشاريع الاستيطان.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأحد، شابًا من مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، بعد أن قامت بدهم منزل ذويه وتفتيشه.
كما قامت قوات الاحتلال بشن حملة مداهمات طالت بلدة كوبر قضاء مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، واعتقلت من هناك شابين، أحدهم أسير محرر.
كذلك قامت قوات الاحتلال باعتقال شابين من مدينة بيت لحم جنوب الضفة، أحدهم من قرية أم سلمونة جنوب المدينة، وآخر من قرية وادي فوكين غربًا، بعد دهم منزلي ذويهما وتفتيشهما.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابًا من بلدة الرام شمال مدينة القدس المحتلة، بعد أن قامت بتفتيش منزله ذويه، وتخلل العملية العبث بمحتويات المنزل وتخريبها، قبل اقتياد الشاب إلى أحد مراكز التحقيق.
وفي السياق، جددت مجموعات من المستوطنين عمليات اقتحام باحات المسجد الأقصى بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.
ودخلت تلك المجموعات، التي تقدمها عدد من الحاخامات بأعداد كبيرة، بناء على دعوات من “جماعات الهيكل المزعوم”، الأقصى من جهة “باب المغاربة”، احتفالًا بإحدى المناسبات التلمودية.
وقام المستوطنون الذين شاركوا في تلك العمليات بإجراء جولات استفزازية في المسجد، وأداء “طقوس تلمودية”، في مناطق عدة في المسجد الأقصى.
وقامت قوات الاحتلال خلال عمليات الاقتحام بتشديد إجراءات الدخول على المصلين الفلسطينيين على بوابات الأقصى، من خلال حجز بطاقات هويات المصلين، وإعاقة وتأخير دخول الكثير منهم للأقصى.
واستبقت قوات الاحتلال عمليات دخول المستوطنين، واقتحم أفراد من شرطة الاحتلال “مصلى باب الرحمة” الواقع في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى المبارك، واستولت على بعض الأثاث من داخله.
وكان الاحتلال اقتحم لأيام عدة المصلى، واستولى وقتها على قواطع خشبية وخزائن لأحذية المصلين.
وجاء ذلك في ظل سعي سلطات الاحتلال لإعادة إغلاق المصلى، الذي تمكن المقدسيون من إعادة فتحه للصلاة، في شهر فبراير/شباط الماضي، بعد إغلاق استمر لـ16 سنة، خلال مسيرة جماهيرية حاشدة، لم تتمكن وقتها قوات الاحتلال من منع المصلين من الدخول للمصلى.
وجاءت عملية إعادة فتح المصلى، بعد قيام قوات الاحتلال بإغلاق بوابة “باب الرحمة” بالسلاسل الحديدية، ضمن مخطط إسرائيلي يهدف إلى تحويل المصلى إلى “كنيس يهودي”.
إلى ذلك، لا تزال حالة الترقب تسيطر على المشهد العام في بلدة صور باهر التابعة لمدينة القدس المحتلة، بعد انتهاء المدة التي منحتها سلطات الاحتلال لسكان 16 بناية سكنية، تضم 100 شقة سكنية، تمهيدًا لهدمها بحجة قربها من الجدار الفاصل.
وقد انتهت المهلة الخميس الماضي، وقامت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال في المدينة المقدسة، الأربعاء الماضي، بأخذ قياسات تلك الوحدات للمرة الثانية، في إطار قيامها بوضع خطط الهدم.
وفرصت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، حصارًا مشددًا على واد الحمص في قرية صور باهر، وهو الحي الذي تقع فيه البنايات المهددة بالهدم. وقال رئيس لجنة أهالي حي واد الحمص، حمادة حمادة: “إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت الحي وفرضت حصارًا شاملًا عليه”.
ويرفض سكان البنايات القرار الإسرائيلي، الذي من شأنه، في حال جرى تنفيذه، أن يلقي بمئات الأسر في الشارع، لتصبح بلا مأوى.
وحذرت دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني في منظمة التحرير الفلسطينية من إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على هدم البنايات.
وقالت: “إن عملية الهدم هذه جزء من عملية هدم كبيرة تستهدف مئات الشقق السكنية قرب الجدار العنصري، وتصب في مخطط التطهير العرقي بهدف تهويد المدنية المقدسة”، مؤكدة أن ذلك يعد “جريمة حرب حسب القوانين الدولية”، ودعت لإيفاد لجنة مراقبة وتحقيق فورية، وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.
وطالبت الدائرة الأمم المتحدة بممارسة صلاحياتها وتطبيق القوانين والقرارات الدولية المتعلقة بالأرض المحتلة عامة، ومدينة القدس بشكل خاص، ووضع حد لحكومة الاحتلال الاستيطانية “التي تخرج عن القوانين والأعراف الدولية بسياستها العنصرية”.
وناشدت المجتمع الدولي بـ”وقف سياسة الكيل بمكيالين والتصدي للفاشية الصهيونية التي استفحلت وسط حكومة المستوطنين المدعومة أمريكيًا”، واعتبرت الدائرة “أن الانحياز الأمريكي المتماهي مع الاحتلال والصمت الدولي هما الركيزتان الأساسيتان اللتان تقوم عليهما السياسة الصهيونية العنصرية لحكومة الاحتلال”.
وتقوم سلطات الاحتلال بحملة ضد المدينة المقدسة، في إطار يهدف لتغيير هويتها وإلى “تهويدها”، ويشمل المخطط هدم العديد من منازل المواطنين ومصادرة منازل أخرى لصالح جمعيات استيطانية، وهو أمر تكرر كثيرًا خلال الأيام الماضية، في مقابل إتاحة الفرصة للمستوطنين لتنفيذ هجمات وعمليات اقتحام لأحياء المدينة والمسجد الأقصى.
وفي السياق، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بركسات واستولت على خيام بمنطقة الحديدية في منطقة الأغوار الشمالية.
وقال مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس، معتز بشارات، إن قوات الاحتلال هدمت بركسات تعود لأحد السكان، واستولت على خيام لعائلتين تقطنان تلك المنطقة.
وكثيرًا ما تشن قوات الاحتلال والمستوطنين هجمات ضد منطقة الأغوار الشمالية، وتشمل الهجمات تخريب ممتلكات وحرق حقول زراعية، ومنع السكان من الرعي، في إطار خطة تهدف إلى طردهم من أماكن سكناهم، لصالح توسيع المستوطنات المقامة في تلك المناطق.
كلمات مفتاحية