الاحتلال يدرس عودة زيارات الأهالي ونادي الأسير يحذر من انتشار وباء “كورونا” بين الأسرى
قال مختص في شؤون الأسرى، أن هناك إمكانية لاستئناف زيارات الأسرى في سجون الاحتلال، في حال لم تقم سلطات الاحتلال، بتمديد حالة الطوارئ في إسرائيل، والتي تنتهي يوم الثلاثاء، في الوقت الذي أعلن فيه أسرى في عدة سحون وجود نقص شديد في الملابس، جراء انقطاع زيارات الأهل، التي كان من خلالها إدخال شيئا من احتياجاتهم.
وقال عبد الناصر فروانة المختص في شؤون الأسرى، والمسؤول في هيئة شؤون الأسرى أيضا، أن معلومات وصلت إله تقيد، بأن سلطات الاحتلال ستقرر استئناف زيارات اهالي الاسرى نهاية هذا الاسبوع، بعد انقطاع الزيارات لأكثر من ثلاصة شهور بسبب الاجراءات الوقائية من فيروس “كورونا”.
لكن فروانة قال إن هذا الأمر مشروط في حال لم تمدد حالة الطوارئ في دولة الاحتلال من قبل الجهات العليا والتي تنتهي الثلاثاء المقبل.
وقال إن تفاصيل وبرامج الزيارات ستكون “كثيرة ومعقدة”، مضيفا “لا يعرف كيف ستسير بعد الانقطاع ان الغيت انظمة الطوارئ وفي ظل اجراءات السلامة والوقاية من فايروس كورونا”.
ودعا منظمة الصليب الأحمر، التي تشرف على الزيارات لتحمل مسؤولياتها والقيام بدورها، وإزالة كافة العراقيل أمام زيارات اهالي الأسرى، أو إيجاد بديل للجميع في حال تم تمديد حالة الطوارئ واستمر توقف الزيارات.
وكانت سلطات السجون قررت وقف جميع زيارات أهالي الأسرى، مع بداية تفشي الفيروس، لكنها في ذات الوقت لم تقدم بديلا عن تلك الزيارات، بتوفير وسائل تواصل بين الأسير وعائلته، كما لم تتخذ أي خطوات احترازية لحماية الأسرى أنفسهم من الاصابة بالمرض، حيث لم تقم بإجراءات تعقيم السجون بالشكل المطلوب، كما لم تقدم أي أدوية علاجية للمرضى من الأسرى، ولم تقم بتخفيف الاكتظاظات داخل غرف الاعتقال والزنازين.
وفي هذا السياق قال نادي الأسير، إن المخاطر والتخوفات الحاصلة على مصير الأسرى في سجون الاحتلال جراء انتشار وباء “كورونا” ما تزل قائمة لم تنتهِ، في ضوء استمرار إعلان الاحتلال عن إصابات بين صفوف سجانيه، الذين يُشكلون المصدر الوحيد لإمكانية نقل الفيروس إلى الأسرى.
وعبر نادي الأسير في بيان له، عن بالغ قلقه، في ظل التطورات الجديدة المتعقلة بإعلان الاحتلال عن إصابة سجانين من وحدات “النحشون” في سجن “بئر السبع” وهو يضم عدة سجون منها سجن “ايشل” الذي يقبع فيه أسرى أمنيين منهم عدد من الأسرى المرضى.
ولفت نادي الأسير إلى أن إجراءات إدارة سجون الاحتلال، المتعقلة بالوباء، بقيت محصورة بسياسة المنع وتحولت لأداة حرمان وساهمت في مضاعفة عزل الأسرى، دون أن توفر أي بديل للتخفيف من معاناتهم.
وكان نادي الأسير قال إن الأسرى في سجني “عوفر” و”مجدو” يعانون من نقص شديد في الملابس، وذلك بالتزامن مع ارتفاع نسبة المعتقلين في أقسام الأسرى الموقوفين، منذ مطلع شهر أيار المنصرم، وأضاف، ان استمرار توقف زيارات عائلات الأسرى التي تشكل السبيل الوحيد لتوفير الملابس، ساهم في تفاقم الأزمة، إضافة إلى ارتفاع أسعار الملابس التي توفرها إدارة سجون الاحتلال في “الكانتينا”، والتي يتكبد الأسرى في شرائها بدلاً من أن توفرها لهم، وهذا يندرج على الكثير من الاحتياجات الأساسية للأسرى.
وطالب نادي الأسير بضرورة الضغط على إدارة سجون الاحتلال من أجل توفير الاحتياجات اللازمة للأسرى، ووقف جملة الإجراءات التي اتخذتها مع إعلان حالة الطوارئ منذ شهر مارس الماضي، والتي وضعت الأسرى في عزل إضافي، دون أن توفر أي بدائل لضمان حقوقهم.
وأكد أن سلطات الاحتلال استخدمت إجراءاتها في فرض المزيد من سياسات التضييق على الأسرى، لا سيما فيما يتعلق بوقف زيارات عائلاتهم والمحامين، وذلك رغم إعلانها عن السماح للأسرى بالاتصال مع عائلاتهم، إلا أنها في واقع الأمر سمحت لفئة محدودة من الأسرى وبشروط، وحرمت الغالبية العظمى من الأسرى من التواصل مع عائلاتهم.
إلى ذلك فقد واصلت سلطات الاحتلال، سياسة الإهمال الطبي المتعمد، مع الأسرى المرضى، حيث حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من تدهور الوضع الصحي للأسير معمر الصباح، الذي يرقد في قسم العناية المكثفة في مستشفى “سوروكا”.
وأوضحت الهيئة في بيان صحافي، أن الأسير الصباح عانى من تفاقم وضعه الصحي الخميس الماضي، ما استدعى نقله الى مستشفى سوروكا وادخل من الى العناية المركزة، بعد ان تبين انه مصاب بالتهاب حاد في الرئتين.
يذكر أن الأسير صباح (41 عاما) من مدينة جنين كان قد دخل بداية العام الجاري عامه الثامن عشر على التوالي في سجون الاحتلال.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلية قد اعتقلت الأسير صباح بتاريخ 14 يناير من العام 2003، وأصدرت بحقه حكما بالسجن الفعلي لمدة 23 عاما.
وفي السياق، أكد مكتب إعلام الأسرى، أن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، تماطل منذ أكثر من عام بإجراء عملية لزرع جهاز لتنظيم دقات القلب للأسير إبراهيم محمد غنيمات (41 عاماً) من بلدة صوريف قضاء الخليل، مما يعرض حياته للخطر.
أوضح أن غنيمات متزوج وأب لأربعة أبناء، وكان اعتقل عام 2010، ولم يكن يُعاني قبل اعتقاله من أية مشاكل صحية، وأنه بعد خمس سنوات على اعتقاله بدأت تظهر عليه أعراض المرض نتيجة الاهمال الطبي وظروف الاعتقال القاسية، وبدأت صحته في التراجع أكثر حيث أصيب بمشاكل في القلب ويحتاج إلى جهاز لتنظيم دقات القلب وعد الاحتلال بتركيبه لكنه يماطل منذ أكثر من عام.
وأشار إلى أن غنيمات كان تعرض لتحقيقٍ قاسٍ استمر لمدة 40 يوماً عقب اعتقاله، وأصدرت محكمة الاحتلال العسكرية بحقه حكم بالسجن المؤبد و20 عاماً، وخلال الثلاث سنوات الأولى على اعتقاله حرمت سلطات الاحتلال عائلته من زيارته وعزلته انفرادياً أكثر من مرة، وخاض خلالها عدة إضرابات، لإنهاء عزله والسماح لعائلته بزيارته.