الاحتلال الإسرائيلي.. سجن عوفر يصادر كل المراوح بعد الاحتجاجات رغم شرائها بأموالهم الخاصة
صادرت إدارة سجن عوفر الإسرائيلي الأجهزة الكهربائية ومراوح التبريد الخاصة بالأسرى الفلسطينيين، ضمن موجة قمع كبيرة ضد احتجاجات تبعت استشهاد الأسير داوود الخطيب (45 عاماً)، الأسبوع الماضي.
ما يقرب من 850 أسيراً في قسمين من سجن عوفر، غربي رام الله، احتجوا ضد المعاملة السيئة والإهمال الطبي الذي يعانون منهم، مما أسفر عن استشهاد الأسير داوود طلعت، الأسبوع الماضي، قبل 4 شهور من انتهاء مدة حكمه التي بلغت 18 عاماً.
خلال حملة القمع، صادرت القوات الإسرائيلية جميع الأجهزة الكهربائية، بما في ذلك مراوح التبريد، لمعاقبة الأسرى، في الوقت الذي تعاني فيه المنطقة من موجة حارة غير مسبوقة تخطت فيها درجة الحرارة حاجز الأربعين بعدة درجات.
في تصريح لموقع Middle East Eye البريطاني، أكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس أن “أول عقاب تلجأ إليه إدارة السجن عادةً هو مصادرة مراوح التبريد، فهي لا تعتبر الأجهزة الكهربائية حقاً للسجناء، بل امتياز، على الرغم من أن شراء الأسرى لهذه المراوح بأموالهم الخاصة من كانتين السجن مقابل ضعف سعرها الحقيقي”.
جحيم الغرف المغلقة: أكد فارس أنَّ وسائل التهوية لابدَّ أن تكون حقاً أساسياً للمعتقلين الفلسطينيين في السجون المقام معظمها على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الجنوب الصحراوي، أو قرب الساحل، حيث درجات الحرارة والرطوبة عالية جداً وبالأخص في فصل الصيف.
كما أشار فارس إلى أنه مع قلة التهوية في السجون التي تقع تحت الأرض والمُصمَّمة لمنع دخول أشعة الشمس، تتحول السجون إلى “جحيم” خلال أشهر الصيف، وذلك يتسبب في إصابة العديد من السجناء بأمراض جلدية وتنفسية.
قال فارس: “لا تستطيع المراوح الكهربائية تبريد الهواء، خاصة مع عدم وجود تهوية، كل ما تفعله هو تحريك الهواء الساخن، لذا لا تساعد في تبريد درجات الحرارة المرتفعة مثل مكيفات الهواء، التي يطالب بها الأسرى”.
جحيم الصيف: يقول هيثم سياج، أسير يبلغ من العمر 24 عاماً أُطلِق سراحه بعد أن أمضى أربع سنوات رهن الاعتقال الإداري في سجن النقب من 2015 إلى 2020: “إنَّ السجناء يعانون من ظروف قاسية، خاصة خلال الصيف وموجات الحر”.
صرّح سياج: “لا يحب المعتقلون فصول الصيف؛ فهي تحول السجن إلى جحيم، وليس لديهم أي خيار سوى استخدام المراوح التي تحرك الهواء الساخن في غرف لا تتجاوز مساحتها 40 متراً مربعاً يتكدس فيها 10 أسرى على الأقل”.
وأضاف سياج أنَّ إدارة السجون الإسرائيلية لا تسمح إلا بـ”مراوح بلاستيكية وذات نوعية رديئة داخل السجون، وفي حالة كسر إحداها، لا يُسمَح للسجين بشراء أخرى حتى الصيف التالي”.
بالإضافة إلى ظروف السجن المذكورة، يواجه المعتقلون معاملة أكثر قسوة في الحبس الانفرادي وعند نقلهم، حيث يوضح سياج: “تتضاعف المأساة في عنابر الحبس الانفرادي التي تكون موجودة تحت الأرض ومن دون فتحات تهوية أو مراوح تبريد”.
إجراءات إضافية: في بيان الجمعة 4 سبتمبر، ذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أنَّ إدارة السجون الإسرائيلية لم تكتفِ بمنع المعتقلين من شراء مراوح، بل تعمدت قطع إمدادات المياه عن العنابر الضيقة المستخدمة للحبس الانفرادي، حتى تصبح ظروف الاعتقال أسوأ.
وأضافت هيئة شؤون الأسرى أنَّ الحشرات والجرذان انتشرت في السجون بسبب الظروف غير الصحية وغياب النظافة.
وبينما تحظر إدارة السجن أجهزة التكييف داخل السجون، وجد تقرير للهيئة صادر في يوليو 2019 أنَّ مبردات الهواء ما زالت تُستخدَم في مراكز التحقيق في أيام الشتاء الباردة؛ من أجل الضغط على السجناء وانتزاع الاعترافات منهم.