الإذاعة الأمريكية ترصد الحرب في سوريا من خلال عيون الأطفال
قالت إذاعة “فويس أوف أمريكا” أن المدنيون هم من تحملوا العبء الأكبر للحرب السورية وخاصة الأطفال، مشيرة إلي أصدار منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونسيف” بيانا فارغاً في فبراير 2018 ردا علي تقارير عن وفاة عدد كبير من الأطفال في الغوطة الشرقية ودمشق ، وقد سبق هذا البيان رسالة تضمنت ” لن تنصف اي كلمات الأطفال الذين قتلوا ولا أمهاتهم ولا آبائهم وأحبائهم”.
وأشارت الإذاعة إلي الأطفال في خضم العنف والدمار في سوريا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لإخبار قصصهم عن الحرب للعالم الخارجي وتوفير نافذة لهم لمعرفة العالم عن كيفية الحياة في سوريا والموت فيها.
ويقول محمد نجم البالغ من العمر 15 عاماً الذي يستخدم هاتف لالتقاط الفيديوهات والصور من الغوطة الشرقية التي تعد مسقط رأسه “أن أمله الكبير أنه يكون بإمكانه الذهاب للمدرسة في يوم الأيام وان يعيش حياة سلمية”.
وأضاف نجم لـ”فويس أوف أمريكا”: أنه يريد أن يسافر ويواصل دراسته وينمي مهارته في اللغة الإنجليزية ويعمل في مجال الصحافة.
وأشارت الإذاعة الأمريكية إلي تمكن نجم من التقاط صور لغارة الحكومة السورية علي الغةطة الشرقية، ووثق نجم لحظات المعاناة والحصار في المدينة وقصفها من قبل قوات النظام، وتعد المدينة معقل للمتمردين وشهدت هجمات لا حصر لها علي مر سنوات الحرب ولكن منذ فبراير الماضي وزادت الهجمات واخذت منعطفاً جديدا حيث استهدفت المدينة بأكثر من حملة قصف دموي علي يد نظام بشار الأسد.
وقالت هبة ، شقيقة نجم ، لـ”فويس اوف أمريكا” التي تحدثت باللغة الإنجليزية لكي يصل حديثها لأكبر قدر من الناس ” لم اعد أذهب للمدرسة بعد أن دمرت الغارات الجوية المدرسة “.
ولفتت الصحيفة إلي أن نجم فقد والده في الحرب السورية، وفقد أيضا خلال الحرب صديقه المقرب خلال غارة جوية، وأجبرته تجاربه وخسائره علي التصرف مثل الكبار وإلا يتصرف مثل الأطفال في عمره، ويقوم بقطع الخشب للتدفئة واحضار
وقال نجم في فديو على موقع تويتر في وقت سابق من هذا العام “من الصعب وصف الموقف الإنساني والطبي في الغوطة الشرقية بالكلمات ، ما يحدث الآن هو ابادة جماعية”.
وأضافت الإذاعة أن نجم غادر الغوطة الشرقية قبل أيام قليلة من الهجوم اليكماوي الذي شنه النأمك وتسبب في وفاة مقتل وإصابة العشرات من المدنيين في المنطقة، وعمل نجم خلال نقله وغيره من آلاف المدنيين الأخرين إلي مخيمات اللاجئين في الشمال بتوثيق رحلته.
ويقول المرصد السوري أن حوالي 46 الف مدني ومقاتل تم نقلهم من الغوطة الشرقية.
ويواصل نجم نشر تغريداته من مخيم اللاجئين ولديه رسالة للعالم الخارجي “إن رسالتي إلى العالم هي أن حقنا كأطفال أن نعيش في سلام وأن نكون قادرين على الذهاب إلى المدرسة واللعب مثل أي طفل آخر في هذا العالم”.
ولفتت الإذاعة إلي جذب الشقيقتين نور وآلاء اللتان يبلغا من العمر 12 و8 سنوات، انتباه العالم بالتغريدات اليومية التي ينشروها علي مواقع التواصل الاجتماعي لتفاصيل حياتعم تحت الحصار والقصف في الغوطة الشرقية ، وقامت والدتهما شمس بإنشاء حساب مشترك علي تويتر من أجل توفي نافذه للاتصال بالعالم الخارجي ومناشدة المجتمع الدولي للمساعدة في ظل تدهور أوضاع المعيشة.
وتقول شمس ” لقد حرم أطفال الغوطة من كل شيء الطعام والماس والمدرسة والمنزل”.
وأشارت شمس إلي ان العالم تجاهل الغوطة لذلك قررت مع بناتي فتح حساب علي تويتر للكشف عن ما يجري في الغوطة للعالم.
وأضافت شمس أنه من الصعب رؤية بناتي تكبر في هذه الحرب، ومن الصعب أري أطفالي ينامون من الجوع ويشعرون بالرعب ولكن يبقي لدينا الأمل ان يعود السلام إلي بيوتنا.
ولفتت الإذاعة إلي ان نجم مازال في سوريا ولكن نور وآلاء عبروا تركيا ويعيشان هناك كالاجئين ولن ينسوا سوريا ويطالبون العالم بمساعدة أطفال سوريل فهم من حقهم العيش مل الأطفال الآخرين في العالم.