الأونروا تدعو العالم لتقديم المساعدات للفلسطينيين
ناشد المفوض العام لوكالة الأونروا التابعة لمنظمة الأمم المتحدة دول العالم اليوم الأربعاء لتقديم تبرعات لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين بعد حجب الولايات المتحدة حوالي نصف تمويلها للمنظمة، ما يتسبب في زعزع استقرار المنطقة.
وأشارت وكالة رويترز إلي اعلان واشنطن أمس أنها ستقدم 60 مليون دولار لوكالة الأونروا التابعة للأمم المتحدة، وحجب 65 مليون دولار من الأموال التي تقدم للأمم المتحدة، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية ” أن الأونروا بحاجه إلي إجراء اصلاحات” ولم تحدد الوزارة ما هي الإصلاحات.
وقال الفلسطينيون الذين أعربوا عن عضبهم قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 6 ديسمبر باعترافه القدس عاصمة لإسرائيل “أن هذا القرار سيتسبب في المزيد من المشقة في قطاع غزة حيث تساعد الأونروا الكثير من السكان الفلسطينيين البالغ عددهم مليوني نسمة في غزة”.
وقال المفوض العام للأونروا، بيير كرينبول “أنه سيوجه نداء إلي الدول المانحة الأخري للحصول علي المال وإطلاق حملة عالمية لجمع التبرعات من أجل استمرار عمل مدارس الوكالة والحفاظ علي عمل العيادات للاجئين حتي عام 2018 وما بعده”.
ودعا كرينبول الجمیع إلى ضرورة الالتفاف والانضمام للأونروا، في خلق مبادرات وتحالفات تمویل جدیدة، في ظل الأزمة المالیة الأكبر في تاریخها.
وأعلن بيير في بيان الأمم المتحدة “ان الكرامة والأمن الإنساني لملايين اللاجئين الفلسطينيين علي المحك، فهم يحتاجون إلي مساعدات غذائية ويحتاج اللاجئين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة للدعم”.
وأوضح بيير أن 525 طالب وطالبة في 700 مدرسة تابعة للأونروا يمكن أن يتأثروا بخفض التمويل، بالإضافة إلي تأثير خفض التمويل علي الرعاية الصحية التي تقدم للاجئين.
وأوضح بيير أن انخفاض التمويل يؤثر ايضا علي الأمن الإقليمي في الوقت الذي يواجه فيه الشرق الأوسط مخاطر وتهديدات متعددة وخاصة مع ازدياد مخاطر التطرف.
وأوضاف بيير إن الحالة التي یعیشھا العالم وأوضاع لاجئي فلسطین حساسة للغایة، وعلى قدر من الأھمیة لا تسمح لنا بأن ننغمس في السخریة، والتشاؤم، أو الیأس، وإن الأونروا تمثل الأمل واحترام الحقوق والكرامة، وعندما تصعب الأمور، فإن تصمیمنا سیزداد بالمقابل، وعندما یبدو أن الطریق مجھول، فعلینا أن نسخر كل طاقاتنا للبحث عن مسارات جدیدة، وحتى عندما تصبح بعض الأمور المسلم بھا غیر مؤكدة، فإننا ننظر إلى الأفق، ونبحث عن حلول مختلفة.
وشدد بيير علي المسؤولیة الكبيرة التي تقع علي عاتق المجتمع الدولي لمساعدة اللاجئین الفلسطینیین، حتى یتجذر السلام، وحتى إیجاد حل عادل ودائم لمحنتھم، لیتمكن الشرق الأوسط من وضع ھذا النزاع القاسي.
وفي ختام بيانه دعا بيير إلى أن نستمد قوتنا من اللاجئین الفلسطینیین، والذین یعلموننا في كل یوم بأن الیأس لیس خیارا، وأن الأونروا لن تیأس أیضا، إنني أدعوكم للوقوف إلى جانبنا
ولفتت الوكالة إلي أن الجمعية العامة للأمم المتحدة انشأت الأونروا في عام 1949 بعد فرار مئات الآلاف من الفلسطينيين وطردهم من ديارهم في حرب عام 1948 التي اعقبها انشاء إسرائيل، وتساعد الأونروا حاليا 5 ملايين لاجيء فلسطيني.
وكان ترامب في 2 يناير أعلن علي تويتر “أن واشنطن تمنح الفلسطينيين مئات الملاييت من الدولارات سنويا ولم تحصل الولايات المتحدة علي اي تقدير او احترام، وأن الفلسطينيين غير مستعدين لإجراء محادثات سلام “.
وقال مسؤولون أمريكيون “ان مساعدي ترامب بحثوا في البداية قطع المساعدات التي تقدمها واشنطن إلي الأونروا ولكن المعارضين قالوا أن ذلك سيزيد من زعزعة استقرار المنطقة”.
وقالت حنان عشراوي من كبار المسؤولين في منظمة التحرير الفلسطينية “ان البيت الأبيض يستهدف اضعف شريحة من الشعب الفلسطيني”، بينما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تأييده للقرار الأمريكي، لأنه دعا كثيرا إلي خفض تمويل الأونروا.