الأمين العام للأمم المتحدة في “يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني”: لا للاستيطان ومعاناة غزة يجب أن تنتهي
أحيت الأمم المتحدة، الأربعاء “اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني” هذا العام في قاعة مجلس الوصاية بالمقر الدائم في نيويورك، بحضور رئيس الجمعية العامة تيجاني محمد باندي، ورئيسة مجلس الأمن لهذا الشهر كارين بيرس، ورئيسة ديوان الأمين العام للأمم المتحدة، ماريا لويزا ريبيرو، والسفير الفلسطيني رياض منصور، ورئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، السفير السنغالي شيخ نيانغ، وغيرهم من القائمين على لجان تتعلق بالقضية الفلسطينية، إضافة إلى ممثلين عن منظمات حكومية وقطاع خاص وعدد كبير من ممثلي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وقد ألقى مراقب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، كلمة نيابة عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، انتقد خلالها ممارسات الإدارة الأمريكية التي وصفها بأنها خرق للقانون الدولي وأنها أثبتت أنها “غير مؤهلة لتكون وسيطا نزيها. وتساءل الرئيس عباس في كلمته: “ألم يحن الوقت لإنهاء أطول احتلال عسكري في عصرنا الحاضر؟”.
وأعرب الرئيس الفلسطيني عن شكره لجميع من يتضامن مع الشعب الفلسطيني ومن يرفض الاستيطان غير الشرعي، وقال في الكلمة التي تلاها منصور: “إن القانون الدولي هو حجر الأساس للمنظومة الدولية ولا يحتمل الازدواجية والتحريف”. وأكد على أن الأوان آن لكي يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لوضع حدّ “لهذا العدوان الإسرائيلي على أرضنا ووجودنا ومستقبلنا.” وجدد في ختام كلمته التذكير بالتزامه بسلام مبني على قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين وفقا لحدود 1967.
رئيس الجمعية العامة، تيجاني محمد باندي، ذكّر في كلمته العالم بالمسؤولية الجماعية التي تقع على عاتق الجميع لحل المسألة الفلسطينية التي طالت كثيرا: وأضاف قائلا: “خلال عقود سبعة مضت، ظلت المسألة الفلسطينية بلا حل، والمدنيّون هم من يعانون أكثر من غيرهم بسبب العنف والقتل والتحريض والهدم والاستيطان غير الشرعي، وغيرها”.
وقال رئيس الجمعية العامة إن هذا الاحتفال بيوم التضامن مع الشعب الفلسطيني يتزامن مع تدهور الوضع الأمني وغياب الحلول السياسية ما يساهم في انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط، وأضاف: “من أجل التضامن الحقيقي مع الفلسطينيين، يجب أن نقف معا لتنفيذ القرارات المتعددة الخاصة بالقضية الفلسطينية، ومهما اختلفت ميول الوفود، يجب أن نعمل معا من منطلق العدالة والإيمان بهذا الأمر”. وشدد محمد باندي على أن الدول الأعضاء، وإسرائيل عضو مهم من ضمنهم، يجب أن تظهر حسن النوايا عند التوسط حول اتفاق مشترك يقبل به جميع الأطراف، داعيا إلى وقف العنف مهما كان مصدره.
ورحب تيجاني محمد باندي بتجديد ولاية الأونروا لثلاثة أعوام أخرى، قائلا إن ظروف الفلسطينيين الإنسانية معقدة لأن 43% من أبناء الشعب الفلسطيني لاجئون. وقال: “معظم مواطني فلسطين كبروا في هذا الوضع، ولا يزال مواطنو غزة يعانون من الظروف الصعبة للغاية وحقوق الإنسان المنتهكة. يجب وقف ذلك لأن النساء والأطفال هم أكثر المتضررين منه”.
وأشار رئيس الجمعية العامة إلى ضرورة تضافر الجهود من أجل إنهاء الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تزيد من الغضب واليأس في صفوف الشعب الفلسطيني وتحرّض على المزيد من العنف والتصعيد.
ممثلة الأمين العام، ماريا لويزا ريبيرو، رئيسة ديوان الأمين العام للأمم المتحدة، قالت في كلمتها: “في شهر سبتمبر الماضي يكون قد مرّ 26 عاما على توقيع اتفاقية أوسلو، وكان الهدف منها الوصول إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وفقا لحدود 1967. وأضافت أنه وللأسف أمر لم يتحقق، مشيرة إلى أن حل الدولتين هو الحل الحيوي الوحيد، ولكنّه يبدو بعيدا أكثر من أي وقت سابق.
وأشارت ماريا لويزا ريبيرو إلى أن المجتمع الدولي يسعى لاستئناف المفاوضات، ولكن ينبغي التطرق إلى معاناة المدنيين الكبيرة في غزة حيث يعيش مليونا فلسطيني في فقر وبطالة وقيود على الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الأساسية “فحياتهم اليومية متأثرة بالإغلاقات التي تفرضها إسرائيل”. وأعربت رئيسة ديوان الأمين العام للأمم المتحدة عن دعم جهود مصر في المصالحة الفلسطينية كما دعت الدول الأعضاء إلى تقديم الدعم المادي لوكالة الأونروا.
من جهته، ذكّر رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، سفير السنغال، شيخ نيانغ، بالقرارات الدولية التي تخص القضية الفلسطينية، على رأسها القرار 181 الذي صدر بتاريخ 29 نوفمبر 1947 المعروف بقرار التقسيم وينص على إنهاء الانتداب البريطاني وتقسيم فلسطين إلى دولة عربية ودولة يهودية وإبقاء القدس وبيت لحم تحت الوصاية الدولية، والقرار 242 الذي صدر في 22 نوفمبر 1967 بعد حرب 1967، وينص على انسحاب إسرائيل من “أراض احتلتها” خلال النزاع الأخير. أما القرار 2334 الصادر عام 2016 فيتعلق بالاستيطان ويدعو إسرائيل إلى وقف أنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
وقال إنه من المهم التفكير بشأن القرار 194 الذي ينص على السماح بعودة اللاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم “إنه في هذا اليوم نفكر في اللاجئين الراغبين بالعودة إلى وطنهم، وهو حقهم المنصوص عليه في إعلان حقوق الإنسان العالمي، وشدد عليه قرار الجمعية العامة 194 وغيره من القرارات الكثيرة”. وأضاف أن على المجتمع الدولي تقديم الدعم الواضح للأونروا كرمز للتضامن مع اللاجئين. وأشار إلى أن الوكالة تقدم الخدمات لـ5.3 مليون في الأردن ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة. وشدد رئيس اللجنة على رفض الخطوات الأحادية وعلى أن الحل الدائم والشامل هو حل الدولتين وفقا لحدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين واحترام حقوق وكرامة الإنسان.
ثم قام شيخ نيانغ، والمراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، بافتتاح معرض صور في قاعة الزوار في الأمم المتحدة، إلى جانب وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية، روزميري دي كارلو، بعنوان “فلسطين- أكثر قضية وطنية ذات بعد عالمي”، الذي تضمن صورا واقتباسات من شخصيات عامة وشهيرة ناصرت القضية الفلسطينية.
وتشمل تلك الشخصيات مفكرين وعلماء وفنانين وممثلين وشخصيات دينية وسياسية بارزة، ومن بينهم الممثل ريتشارد غير، والبابا فرنسيس، والأمين العام الراحل كوفي عنان، ونيلسون مانديلا والرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر والأب ديزموند توتو والملاكم العالمي الشهير محمد على كلاي وغيرهم من الشخصيات التي أثرت في التاريخ.
وفي تصريح خاص بـ”القدس العربي” قال السفير الفلسطيني مفسرا هذا المعرض النوعي: ” في المرات السابقة كنا نقيم المعارض التي تتحدث عن الشعب الفلسطيني وإبداعاته وتراثه ومفكريه الذي ساهموا في الحضارة الإنسانية ومعاناته من جراء الاحتلال والعنف الذي تمارسه إسرائيل باستمرار ضد شعبنا ومعاناة اللاجئين في مخيماتهم. في هذه المرة قلنا نريد أن يكون المعرض حول ما يتحدث به الآخرون عنا. فاخترنا هذه المجموعة المنتقاة من الزعماء السياسيين و الروحيين ورموز العلم والفن والرياضة لتتناسب أقوالهم مع موضع هذا الاحتفال كون القضية الفلسطينية، أكثر قضية وطنية ذات أبعاد عالمية”.