الأمير لويام يزور قبر جدته سراً في القدس
فوق جبل الزيتون في القدس تقع كنيسة مريم المجدلية، تطل بقبابها الذهبية الساحرة على خاصرة المدينة، وتقف شاهدة على الاستنزاف الإسرائيلي اليومي للقدس.
هناك سيقف دوق كامبريدج الأمير وليام ليلقي نظرةً على تاريخ طويل لبريطانيا في فلسطين، ويلقي نظرة واحدة على قبر جدته التي دفنت في الكنيسة قبل ثلاثين عاماً.
الحكاية بدأت عام 1969، حين توفيت الأميرة أليس أميرة بيتنبرغ، وهي والدة جدة الأمير وليام، هذه المرأة توفيت عملياً في بريطانيا، لكنها طلبت أن يتم دفنها في القدس، وهو أمر تحقق عام 1988 حين نُقل رفاتها لكنيسة مريم المجدلية في جبل الزيتون.
ومنذ ذلك التاريخ لم تتم زيارة قبر الأميرة أليس إلا مرة واحدة، حين زار الأمير وليام إسرائيل للمشاركة في جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين. وتوجه سراً إلى الكنيسة وألقى نظرة على قبر جدته.
يقول موقع تايمز أوف إسرائيل، إن للأميرة أليس تاريخاً حافلاً لدى إسرائيل، لأنها كانت واحدةً من أبطال المحرقة التي دخلت التاريخ. موضحاً أنها قامت بإخفاء امرأة يهودية وطفليها من النازيين خلال احتلالهم لليونان. وقد تم تكريمها في احتفال عام 1994 داخل مبنى « ياد فاشيم »، وحصلت على وسام « الصالحين بين الأمم ».
زيارة إنسانية وليست سياسية
بيان الخارجية البريطانية، الذي تلقت « عربي بوست » نسخةً منه، أشار في طيَّاته إلى زيارة الأمير وليام، التي تحمل طابعاً إنسانياً ثقافياً أكثر منه سياسياً، وتحمل في طياتها « جانباً شخصياً »، لأنه سيزور » قبر والدة جدته الأميرة أليس في كنيسة مريم المجدلية، الأرثوذكس الروسية الواقعة على جبل الزيتون، وهو أمر وصف بأنه « جانب شخصي للزيارة، حيث لعائلته روابط متينة مع القدس ».
بُنيت الكنيسة الروسية، كنيسة مريم المجدلية في مدينة القدس في أواخر القرن التاسع عشر. على الطريق التي سلكتها مريم المجدلية، تلميذة المسيح عليه السلام، حين قادَهُ اليهود في المدينة قبل آلاف السنين لِصَلْبه.
د. حنا عيسى، رئيس الهيئة الإسلامية والمسيحية، قال في حديث مع « عربي بوست »، إن الزيارة تحمل في جوانبها أبعاداً دينية مرتبطة بعلاقة المسيحيين بفلسطين والأردن وإسرائيل « والمتعلقة بميلاد السيد المسيح عليه السلام في المنطقة، وتحركاته على امتداد نهر الأردن وفي مدينة القدس ».
ويقول عيسى « إن الأمير وليام لا بد أن يعرج على كنيسة القيامة داخل أسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة، المبنية في المكان الذي يُعتقد بأن المسيح عليه السلام صلب فيه ».
سرية لأسباب أمنية
تضم الكنيسة المكان الذي يشاع أن المسيح دفن فيه، واسمه القبر المقدس، وتعتبر زيارة الأمير وليام الأولى من نوعها لأحد كبار أعضاء العائلة الملكية لكل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية، على ما أعلنت وزارة الخارجية البريطانية. التي قالت في ورقة تلقَّت عربي بوست نسخةً منها، إن الزيارة بعيدة عن السياسة » وتأتي « للاحتفاء بقوة العلاقات المعاصرة بين المملكة المتحدة وكل من الأردن والأراضي الفلسطينية وإسرائيل، وتقوية العلاقات بين شعوب البلدين ».
ومن المقرر أن يزور الأمير وليام تجمّعات شبابية في فلسطين وإسرائيل، كما سيزور مخيماً فلسطينياً، لكن تفاصيل كثيرة من المواقع التي سيزورها ما زالت » سرية » لأسباب أمنية.
ورغم أن بلاده لم تعترف بدولة فلسطين التي حصلت على عضوية في الأمم المتحدة عام 2012، تبقى مواقف بريطانيا ثابتة تجاه الفلسطينيين. وفي الورقة التي تلقَّاها موقع عربي بوست، والتي تعكس البُعد السياسي غير المعلن لزيارة الأمير وليام. تقول نقلاً عن الحكومة البريطانية » ندعم تماماً كون دولة إسرائيل الحديثة وطناً لليهود، فإنا كذلك ندعم تماماً قيام دولة فلسطينية ذات سيادة، وقادرة على البقاء. ولهذا السبب، تظلّ المملكة المتحدة ملتزمة بالوصول إلى حل الدولتين عبر المفاوضات، وبناء على حدود عام 1967، مع الاتفاق على تبادل الأراضي، وأن تكون القدس عاصمة مشتركة لكلا البلدين، والوصول إلى تسوية عادلة ومنصفة وواقعية لقضية اللاجئين.