الأمن الإسرائيلي يعتمد مساراً للطيران فوق مدينة رام الله
بدأت سلطة المطارات مؤخراً في تشغيل مسار هبوط جديد في مطار بن غوريون الذي يلزم الطائرات بالتحليق على ارتفاع منخفض قبل الهبوط فوق مدخل مدينة رام الله وبلدة بيتونيا وقرى أخرى في الضفة الغربية. ورغم الخطر الأمني المتمثل بتعرض الطائرات لإمكانية إطلاق النار عليها، إلا أن جهاز الأمن صادق على المسار الجديد. سلطة المطارات استكملت الاستعدادات لتشغيل المسار في بداية السنة، وهو الآن مفتوح بسبب الاكتظاظ في أشهر الصيف، والتشويشات في نظام الـ “جي.بي.اس” في المجال الجوي الإسرائيلي التي أجبرت على الوقف التام تقريباً لمسار الهبوط الذي يمر فوق “موديعين”.
وصادق جهاز الأمن على خطة المسار الجديد الذي يمر فوق عمق الضفة قبل سنة تقريباً، لكن المصادقة على استخدامه أعطيت قبل نحو أسبوعين مع تركيب نظام “آي.ال.اس” في مسار 30 في مطار بن غوريون، الذي يمكن من هبوط أوتوماتيكي في حالة لا يكون فيها للطيار اتصال بصري مع المسار. في نهاية الأسبوع الماضي، هبطت عشرات الطائرات عبر هذا المسار. ويواصل العمل مساران آخران للهبوط يصلان إلى مطار بن غورين من الشمال ومن الشمال الشرقي.
مصدر كبير سابق في سلطة الطيران المدني أوضح بأن ضغوطاً مختلفة على الأغلب تجبر على فتح مسارات طيران أخرى، لكن -حسب معرفته- لم يُفتح أي مسار يمر هكذا في عمق الضفة وعلى ارتفاع طيران منخفض إلى هذه الدرجة، حتى ولا في حالات الطوارئ مثلما في عملية الجرف الصامد وعمود السحاب. وحسب أقواله: “إطلاق النار على طائرة، حتى لو لم يسقطها، بل ستهبط مع إصابة لهذه الرصاصات، سيفتح أبواب جهنم”. في عملية الجرف الصامد، ألغت شركات طيران كثيرة رحلاتها إلى إسرائيل بعد إطلاق صاروخ على مستوطنة يهود قرب مطار بن غوريون.
في أعقاب التشويشات في نظام “جي.بي.اس” التي تنسبها الأجهزة الأمنية لروسيا، قررت سلطة الطيران قبل أسبوعين الوقف التام تقريباً لاستخدام مسار الهبوط الذي يمر فوق موديعين. وفي شهر حزيران، هبطت عبر هذا المسار 1291 طائرة، لكن جرى وقفه تماماً في هذا الشهر، ومرت عبره 18 طائرة فقط، التي أعطيت لها المصادقة بشكل خاص. وعلى المستوى المهني لسلطة الطيران المدني، قالوا إنه بعد حل المشكلات في نظام “جي.بي.اس”، سيعود المسار الذي يمر فوق موديعين إلى الاستخدام. وهذا المسار الجديد سيحتفظ به لحالات الطوارئ.
حسب تقدير جهاز الأمن، التشويشات التي بدأت في الشهر الماضي جاءت نتيجة لنشاط الحرب الإلكترونية لسلاح الجو الروسي كجزء من الدفاع عن الطائرات الروسية التي تعمل في سماء سوريا والتي تنتشر في قاعدة “حميميم” التي تقع في شمال غرب سوريا. ونفت السفارة الروسية أن يكون لروسيا أي علاقة بالتشويشات.
من مجلس الأمن القومي جاء إنه “بناء على طلب سلطة الطيران في إسرائيل وعلى خلفية زيادة عدد الهبوطات، فإن جهاز الأمن بكل فروعه فحص مسارات طيران جديدة شرق مطار بن غوريون وصادق على استخدامها”.
من الجيش الإسرائيلي جاء أن “الجيش وجهاز الأمن سمحا لسلطة المطارات تغيير مسار الهبوط في مطار بن غوريون بناء على طلب منهما”.
ومن سلطة الطيران المدني جاء أنه “كجزء من عملية التطوير الأمني في مطار بن غوريون في العقد الأخير، تم تثبيت نظام هبوط تلقائي على مسار 30. هذا النظام مركب على كل مسارات الهبوط في مطار بن غوريون. والنظام الجديد تم تركيبه في بداية السنة، ونشرت عملية الهبوط قبل شهرين تقريباً، لكن لم يكن قيد الاستخدام حتى هذا الأسبوع بسبب الحاجة إلى استكمال الاستعداد في سلطة الطيران وإزاء سلاح الجو الذي يقوم بالطيران في المنطقة”.
وأضافت السلطات في تطرقها للطيران فوق قرى في الضفة: “هناك عدة عمليات هبوط في مطار بن غوريون التي تمر فوق سماء يهودا والسامرة. هذه ليست العملية الأولى التي يتم فيها الطيران بارتفاع مشابه فوق المنطقة. لقد اجتاز الطيران فوق يهودا والسامرة مشاورات مع جهات الأمن ذات العلاقة في هذه الحالة كما الحالات الأخرى. ولم يتم العثور على أي عائق لاستخدام عملية الهبوط في المسار 30 وفي مسارات أخرى. وصادقت الجهات الأمنية على المسار.