الأمم المتحدة تتهم أمريكا بنشر الجهل في الشرق الأوسط بعد خفض تمويل التعليم
حذرت الامم المتحدة من أن خفض الولايات المتحدة التمويل المقدم للمنظمة وخاصة وكالاتها العاملة في مجال التعليم سيتسبب في نشر الجهل وخروج آلاف الطلاب من المدارس خاصة في فلسطين وسوريا والشرق الأوسط.
وتعمل وكالة الأمم المتحدة للإغاثة “الأونروا” علي تعليم اكثر من 500 الف طفل فلسطيني في 711 مدرسة في غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا، وتعتمد ثلث ميزانية الأونروا من الولايات المتحدة ، ويوجد بها 20 الف شخص يعملون في قسم التعليم.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غرد علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر وكتب “انه سيمنع ملايين الدولارات لمساعدة الفلسطينيين”، مدعيا أنهم غير مستعدين للسلام، وأفادت تقارير وسائل الإعلام أن الولايات المتحدة من المتوقع أن تخفض الدفعة الأولي من تمويل هذا العام بمقدار النصف من 125 مليون دولار إلي 60 مليون دولار.
وقالت الأونروا “أن خفض الملايين الدولارات من المساعدات سيكون له أثر كبير وعميق وواسع الانتشار علي كل من الفلسطينيين والمنظمة”.
لا يمكن تقديم تعليم ثالث
وقد أنشئت الأونروا في عام 1949 لتقديم المساعدات الإنسانية في أعقاب الحرب مع إسرائيل في عام 1948، التي تسببت في نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين في الشرق الأوسط، وكان الهدف منها في البداية أن تكون وكالة مؤقتة ولكنها واصلت تقديم الدعم للاجئين الفلسطينيين بما في ذلك تعليم الأطفال.
وقال كريس جنيس، المتحدث باسم الأونروا: “أعتقد أنه من المهم إدراك أن الأونروا على عكس برنامج الأغذية العالمي، لا يمكنها أن تقدم تعليما ثالثا أقل للأطفال، إذا حصلنا على ميزانية ثالثة أقل من ميزانيتنا”.
واوضح أننا نعمل علي ثقيف الأطفال ولا يمكن أن نعمل علي عكس ذلك، ولهذا ستشكل بعض علامات الاستفهام الخطيرة علي صلاحية برامجنا، والأزمة المالية في عام 2015 أسفرت تقريبا عن تعليق كامل للتعليم.
وتابع كريس، كان علينا تقريبا تأجيل بداية العام الدراسي، وأرسل ذلك رسالة مروعة من خلال مجتمعات اللاجئين، لأن التعليم بالنسبة لهم وسيلة لتحقيق حياة كريمة وازدهار، لذلك لو كنت تعيش تحت الحصار في غزة، في مناطق الحرب في سوريا، أو في مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن، فإن التهديد بوقف التعليم يشكل مشكلة كبيرة.
وأشار كريس إلي ان الاونروا كانت على اتصال بجميع مانحيها الرئيسيين لمعرفة ما اذا كان من الممكن سد أي فجوة تمويل اذا خفضت الولايات المتحدة مساعداتها.
وأضاف كريس ان التعليم الابتدائي القوي هو ما تقدمه إدارة الوكالة وأشاد البنك الدولي بتعليمنا، وتساعد الأونروا أيضا حوالي 10 آلاف طفل وشاب في مراكز التدريب المهني، نحن نعد الشباب للعمل، وخاصة ان هناك مشكلة كبيرة في غزة لارتفاع مستوي البطالة.
ويشدد كريس علي انه سيكون من الصعب تعليم الأطفال وتثقيفهم في ظل الميزانية المنخفضة، ومن الصعب تعليم هؤلاء الأطفال عندما يجدون أنفسهم محبطين، ويمكن ان يكون التدريب المهني حل مفيد للفلسطينيين للهروب من فخ الفقر وعيش حياة كريمة.
ولفت كريس إلي أن الأونروا كانت تقدم خدماتها لحوالي 60 الف فلسطييني قبل الحرب السورية والان العدد انخفض إلي 45 الف طفل، ولا نعرف ماذا حدث لـ 15 الف طفل الذيم انقطعوا عن الدراسة، ولم يعودوا مسجلين بمدارس الأونروا.
تستخدم الأونروا أساليب مبتكرة ومختلفة لتقديم التعليم في سوريا ومن بينها التعليم عن بعد والبرامج التلفزيونية الخاصة، وقطاع غزة يتلقي معظم سكانه مساعدات من الأونروا، وهي مسؤولة عن أغلبية المدارس ومرافق الرعاية الصحية وبعض الخدمات العامة، وتستضيف الأردن اكثر من مليوني لاجيء فلسطيني ويحصلون علي مساعدات من الأونروا، وأكثر من نصف ميزانية الوكالة ينفق علي التعليم، وفي عام 2016 خصص 17% من الميزانية للرعاية الصحية.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو دعا في وقت سابق من هذا الشهر إلى اغلاق الاونروا قائلا “أن المنظمة تجعل مشكلة اللاجئين مشكلة دائمة لأنها تتعامل مع أحفاد اللاجئين الذين ليسوا لاجئين”، وعلي الرغم من تحفظات إسرائيل أن المنظمة معترف بها دوليا لجهودها الإنسانية.