الأمم المتحدة تعاني من رفض شخصيات دولية تولي الوساطة في ملف الصحراء الغربية
تتفاقم مشاكل منظمة الأمم المتحدة بشأن الصحراء الغربية، حيث لا تجد أي شخصية من وزن سياسي ومخضرمة تتولي الوساطة في ملف شائك يمتد منذ السبعينات، وتعمل ضد الساعة بهدف تفادي عودة جبهة البوليساريو إلى الحرب لاسيما في ظل التوتر الذي تعيشه مخيمات تندوف.
وكان آخر وسيط وهو المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الألماني هورست كولر، الرئيس الأسبق لألمانيا خلال مايو الماضي، والذي قدم استقالة مفاجئة حيث حاول البعض تبريرها بأسباب سياسية، لكن السبب الحقيقي هو وعي وإدراك المبعوث بأنه لم ينجح نهائيا في وساطته في ظل تشبثت المغرب بالحكم الذاتي وإصرار جبهة البوليساريو على ضرورة إجراء استفتاء تقرير المصير.
وهذا هو التحدي الكبير الذي واجهه المبعوثون السابقون ومنهم شخصيات مخضرمة أشرفت على الملف لمدة ثمان سنوات مثل وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر الذي تولى المهمة ما بين 1996 الى 2004 بينما تهرب منه خلفه كولن باول بعدما تم اقتراحه.
وترغب الأمم المتحدة في توفر ميزة هامة ورئيسية لدى المبعوث الجديد وهو أن يكون شخصية سياسية معروفة دوليا، وغالبا ما تراهن على الأمريكيين، اعتقادا منها في ممارسة واشنطن ضغطا على الطرفين، لكن لا أحد من المسؤولين الأمريكيين السابقين يرغبون في تولي المنصب، كما يرفض مسؤولون أوروبيون مثل رؤساء دول وحكومات الاقتراب من هذا الملف، وفق معطيات حصلت عليها جريدة “القدس العربي” من مصادر تابعة للأمم المتحدة.
وتؤكد هذه المصادر أن الأمم المتحدة تدرك أنه في غياب اختيار شخصية ذات نفوذ دولي سيصعب التقدم في هذا الملف، ولهذا تستبعد تعيين أي خبير من موظفي الأمم المتحدة، حيث كانت هناك تجربة سابقة ولم تنجح بالمرة.
وهناك عامل ضغط شديد على الأمم المتحدة وهو تخوفها من عودة جبهة البوليساريو الى الحرب ولم يعد الأمر يتعلق فقط بتهديدات مجردة كما حدث في الماضي بل هناك من جهة فقدان البوليساريو لأي أمل في تسوية سياسية في الوقت الراهن إذا لم يتم العودة الى الحرب، ومن جهة أخرى هناك احتقان وسط ساكنة تندوف التي ترى القيادة الحالية للبوليساريو فاقدة للمبادرة وبدأت تسقط في البيروقراطية ويرغب تيار من الشباب في التغيير وفرض الحرب.