الأمم المتحدة تؤكد بالأدلة تورط إيران في إطلاق صواريخ على السعودية
كشف تقرير سري للأمم المتحدة أن الصاروخ الذي أطلقه المتمردون الحوثيون الموالون لإيران، علي العاصمة السعودية الرياض كان به مكونا تم تصنيعه من قبل شركة أمريكية، وجاء ذلك في أطار فحص الأمم المتحدة للحطام الصاروخي الذي خلفه الصاروخ.
وأشارت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إلي انفجار الصاروخ بالقرب من مطار في الرياض ولم يتسبب في اي خسائر مدينة، وأعقب ذلك تحقيق من الأمم المتحدة للبحث في اتهامات واشنطن والرياض للمتمردين الحوثيين بأنهم يحصلون على صواريخ من إيران.
وتم فحص شظايا الصواريخ وتم توثيقها في تقرير سري للأمم المتحدة توصل لتطور جديد تضمن أن الصاروخ به مكون مصنع في إيران.
واوضحت المجلة أن البيت الأبيض يري أن الضربات الصاروخية فرصة لحشد المشاعر الدولية ضد طهران، وتقليل العزلة الدبلوماسية في واشنطن التي تعمقت بعد رفض الرئيس دوتالد ترامب التصديق علي الاتفاق النووي لعام 2015 الذي تفاوض عليه سلفه باراك اوباما، وكان اتهام إيران جزء من استراتيجية كبيرة لتسليط الضوء علي دعم إيران لشبكة المليشيات الشيعية التي تساعد طهران علي إعادة تشكيل المنطقة.
الحرس الثوري وراء إطلاق صواريخ على السعودية
ولفتت المجلة إلي أن المتحدث باسم البيت الأبيض نشر بيانا تتضمن ان الحرس الثوري الإيراني وشركاؤه يقومون بتسليح وتقديم المشورة للمتمردين اليمنيين لتمكينهم من تنفيذ اعمال العنف التي تتسبب في معاناة إنسانية وتعرقل تدفق المساعدات الإنسانية وتعطيل الجهود الرامية إلي حل سياسي.
وأضافت المجلة أن السفيرة الأمريكية لدي الأمم المتحدة، نيكي هالي ضغطت علي البنتاجون ووكالات التجسس الأمريكية لرفع السرية عن المعلومات الاستخباراتية التي تربط إيران بهجوم 4 نوفمبر والكشف عن المخالفات الإيرانية الأخري.
في حين أبلغ مسؤولو الأمن القومي الأمريكي مسؤولي الأمم المتحدة بانتهاكات إيران علي أمل الحصول علي دعمهم، وقال المسؤول الأمريكي “أن الهدف الأمريكي هو أن يحصل الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيرش علي تقارير مفصلة قوية لانتهاكات إيران “.
وكشف المسؤول الأمريكي في مقابلة مع فورين بوليسي “نهدف رفع السرية عن المعلومات الاستخباراتيه الأمريكية وتقديمها لمسؤولي الأمم المتحدة حول نشاطات طهران الغير مشروعة، لتاكيد انتهاكات ايران للعقوبات التي فرضتها الامم المتحدة عليها”.
وأضافت المجلة أن الأدلة الجديدة عززت القضية ضد إيران ولكن لم تكن كافية لإقناع الأمم المتحدة بتهمة طهران صراحة بتزويد الحوثيين بتكنولوجيا الصواريخ المحظورة، وتوصلت لجنة خبراء الأمم المتحدة المكلفة برصد انتهاكات الحظر لعام 2015 للأسلحة في اليمن إلي ان الوقت الحاضر لا يوجد جليل علي هوية الوسيط أو المورد للحوثيين.
الأمم المتحدة تدرس الرد على إيران
وفى تقرير غير منشور وزع على اعضاء مجلس الامن يوم الجمعة، قال جوتيريش “ان الامم المتحدة تستعرض بعناية كافة الأدلة المتعلقة بهجمات الحوثىين الصاروخية فى اليمن، بما فى ذلك ضربة 4 نوفمبر”، وحث لجان مجلس الأمن المسؤولة عن فرض عقوبات على اليمن ورصد الاتفاق النووي الإيراني على تلقي إحاطة بشأن النتائج التي توصلت إليها الأمم المتحدة.
كما اعرب جوتيريس عن قلقه ازاء الجنرال الإيراني، قاسم سليمانى المحظور من السفر بقرار من الأمم المتحدة، ومشاهدته في هذا الصيف وهو يزور ضريح شيعي في مربلاء بالعراق وفبر الزعيم الكردي الراحل جلال طلباني.
فى الوقت نفسه، قال جوتيريش “انه لم يتلق اى دليل على ان ايران قد خرقت التزاماتها بموجب المعاهدة النووية”، واعرب عن قلقه من ان رفض ترامب للاتفاق النووي مع ايران.
وأضافت المجلة أن الأمم المتحدة قدمت دليلا قويا أن الحوثيين حصلوا علي صاروخ إيراني بعض فحص الخبراء الشظايا الصاروخية لاربع هجمات بالستية ومن بينهم هجوم 4 نوفمبر في قاعدتين عسكريتين سعوديتين، وتوصل إلي ان الصاروخ باليسيتي قصير المدي من طراز كيام وهي الصواريخ الإيرانية التي اضافتها لترسانة اسلحتها في عام 2010، وأن الصاروخ مصنع من قبل شركة ايرانية خاضعة لعقوبات الأمم المتحدة بالإضافة إلي أن به مكون أمريكي ولم يذكر اسمه.
ونوهت المجلة إلي ان احد المكونات بالصاروخ تعرف باسم المحرك وهو يساعد في توجيه الصاروخ ويحمل شعارا للشركة الايرانية المفروض عليها عقوبات، وقالت لجنة الأمم المتحدة “أن ايران نفت قيامها بإي دور في نقل الصاروخ”، ولكن وجود عنصر أمريكي في صاروخ الحوثيين يمكن أن يخدم أيضا حجج إيران وحلفائها، بما في ذلك روسيا، بأن السلاح لم تنتجه إيران.