الأمارات تشيد أكبر معبد هندوسي
أعلن مركز «صواب» التابع للحكومة الإماراتية عن اكتمال بناء أكبر معبد هندوسي في الإمارات وذلك في منطقة الوثبة بإمارة أبوظبي.
وأوضح المركز الذي تأسس قبل سنوات بهدف «نشر صوت الاعتدال ومحاربة التطرف وغرس قيم التسامح»، أن المعبد الهندوسي في إمارة أبوظبي سيكون جاهزاً لاستقبال الزوار قريباً.
وأثار الإعلان موجة جدل واسعة بين مغردي تويتر، إذ اعتبر البعض بناء المعبد دليلاً دامغاً على انتشار التسامح في دولة الإمارات، فيما رفض آخرون تقبّل ذلك واعتبروه «علامة من علامات الساعة، وهي عودة الأصنام إلى جزيرة العرب».
وأشاد آخرون بالخطوة الإماراتية باعتبارها تمثّل احتراماً لحرية الأديان وطقوس الآخرين، معتبرين أن كل إنسان يعبد الله على طريقته. فالمسلم عندما يذهب إلى الهند بلاد الهندوس يجد مسجداً ليصلي فيه، لذا يجب المعاملة بالمثل، على حد تعبيرهم.
الإعلان عن بناء المعبد
في أغسط2015 أعلنت الحكومة الإماراتية عن تخصيص قطعة أرض مساحتها 20 ألف متر مربع لبناء أكبر معبد هندوسي في الإمارات بمنطقة الوثبة بإمارة أبوظبي، وذلك خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للدولة العربية المتحدة.
وأشارت الحكومة الإماراتية حينها إلى أن بناء المعبد الكبير للهندوس يأتي لتلبية احتياج مئات الآلاف من الهندوس المقيمين في أبوظبي، ولتسهيل مشقة السفر عليهم إلى أقرب معبد لهم موجود في إمارة دبي.
إمارة أبوظبي تبرّعت بالأرض، فيما تولّت لجنة تنسيق المعبد التي يرأسها البليونير ورجل الأعمال الهندي بي آر شيتي تأمين التمويل الخاص للبناء.
واعتبر شيتي حين الإعلان عن بناء المعبد أن «الإمارات خير مثالٍ على التسامح الديني وتقبّل الآخر في دولة سكانها من جنسيات مختلفة ويعيشون في تناغم».
مودي يكشف نموذج المعبد الهندوسي
في فبراير/شباط الماضي، كشف رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي عن نموذج لما سيكون عليه المعبد الهنوسي، إذ أشار خلال زيارته الإمارات كضيف شرف في القمة العالمية للحكومات بدبي أن المعبد الهندوسي سيكون «شهادة على التسامح» في البلد الخليجي المسلم.
وأشار إلى أن المعبد هام جداً للجالية الهندية التي يقدر عددها بحوالي 3.3 مليون في دولة الإمارات، بحسب «روسيا اليوم«.
ليس المعبد الأول في الإمارات
المعبد الهندوسي الذي أقيم في منطقة الوثبة بأبوظبي ليس الأول من نوعه في دولة الإمارات، إذ منح الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم عام 1958 إذناً لقيام المعبد الهندوسي الأول في إمارة دبي في طابق من أحد مباني السوق القديمة في منطقة بر دبي، ليكون معبداً للهندوس والسيخ معاً.
وفي عام 2012، قرر السيخ البالغ عددهم في دبي 50 ألفاً الانفصال عن الهندوس وأقاموا معبدهم الخاص «معبد جورو ناناك داربار» في منطقة جبل علي الشهيرة، وهو منشأة متعددة الطوابق ومحاطة بواسطة باريكارما 45 متراً (ممر يطوّق المعبد أثناء الانخراط في الصلاة) مغطاة بشبكات معدنية تقليدية ومجاورة لبركة مستوحاة من المعبد الذهبيّ الهندي، بحسب الموقع السياحي الرسمي لإمارة دبي.
ويقيم المعبد الهندوسي في دبي كل الشعائر المتعلقة بالديانة الهندوسية، فتتم فيه الصلاة وطقوس الزواج والدفن وإن كانت غير معترف بها رسمياً من قبل الحكومة الإماراتية.
الدستور الإماراتي يضمن حرية الأديان
يضمن الدستور الإماراتي حريّة الأديان صراحة، وتقدم الحكومة الإماراتية التسهيلات للأديان الأخرى عندما يتعلق الأمر ببناء دور للعبادة، فيتم الأمر عبر تقديم طلبات من قبل الطوائف الراغبة في بناء دار للعبادة على شكل منحة عقارية، وبعد دراسة الأمر وعرضه على حاكم الإمارة يتم الفصل فيه بالموافقة أو الرفض، وفي حال الموافقة لا يتم تقاضي أي إيجار على الأرض الممنوحة للطائفة.
ويختلف الانفتاح على الأديان في الإمارات من إمارة لأخرى؛ نظراً لأن بناء دور العبادة للطوائف الأخرى يعتبر من الأمور التي تنظمها قوانين خاصة في كل إمارة على حدة، لذلك نجد بعض الإمارات تسمح ببناء دور العبادة لطوائف لا تتبع أياً من الأديان السماوية، فيما يقصر بعضها الآخر الأمر على أتباع الديانات السماوية وبعضها لا يسمح بإقامة دور عبادة لغير المسلمين، وفقاً لموقع «رصيف 22«.