الأقصر: “بيت الشعر” يناقش ما وراء الفكاهة عند شعراء العصر المملوكي
في حلقة جديدة من برنامجه “تراثنا الشعري” استضاف بيت الشعر بالأقصر الأستاذ الدكتور محمد عبد الله حسين أستاذ الأدب والنقد الحديث بكلية دار العلوم جامعة المنيا في حديث عن “ما وراء الفكاهة عند شعراء العصر المملوكي”.
بدأت الأمسية في السابعة من مساء السبت ١٩ فبراير، وقدمها الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر بالأقصر.
بدأ الدكتور محمد عبدالله حسين الأمسية بالحديث عن العصر المملوكي الذي يظن الكثيرون أنه عصر فقير فنيًا، مؤكدًا أنه لم يكن عصر اضمحلال كما يظن البعض لكنه كان عصرًا ثريًا، ويكفي أنه كان عصر الموسوعات التي استطاعت إلى جانب دور الأزهر الشريف خدمة اللغة العربية والحفاظ عليها، منتقلًا بعد ذلك إلى الحديث عن الفكاهة في شعر العصر المملوكي، عارضًا لتلك الروح المصرية التي تميزت بخفة الظل الفطرية، تلك الروح التي امتدت سخريتها من العصر الفرعوني وحتى الآن، متحدثًا عن جذور هذه الفكاهة في الميثولوجيا المصرية، حيث كانوا يطلقون على الروح الضحكة السابعة، منتقلًا للحديث بعد ذلك عن شاعرين من العصر المملوكي وهما: الشاعر أبو الحسين الجزار وهو جمال الدين أبو الحسين يحيى بن عبد العظيم الجزار المصري، المعروف بالجزار. هو أحد الشعراء الصعاليك في العصر المملوكي، اتّسم شعره أبالسلاسة، والعذوبة، والصدق الفنِّي والعاطفي، ومثّل الروح المصرية بكل ما تتمتّع به من دعابة، ورقّة، وخفّة روح، وعمق ظَرْفٍ.
والشاعر ابن سودون وكنيته أبو الحسن شاعر هزلي من أدباء القرن التاسع الهجري في مصر في عصر المماليك البرجية، كتب بالمصرية والعربية الفصحى. ألف كتاباً بعنوان «نزهة النفوس ومضحك العبوس» بالعامية المصرية الدارجة.
وقد استعرض الدكتور محمد عبدالله حسين نماذج من أشعارهم وهزلياتهم من خلال تطبيق نظرية ماورائية النص أو غائية النص كاشفًا بذلك عن السياق التاريخي والاجتماعي الذي أفرز هذه النصوص، ومبينًا بعض الجماليات والفنيات التي اتسمت بها أشعار هذا العصر.
وينتقل بيت الشعر بالأقصر يوم الأربعاء القادم إلى مدينة قوص ليقيم أمسية شعرية لشعراء من محافظة قنا بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة.