الأسد وروسيا ينذران المعارضة شمال شرقي دمشق
قالت جماعة مسلحة يوم الثلاثاء إن مقاتلي المعارضة السوريين في منطقة محاصرة إلى الشمال الشرقي من دمشق تلقوا إنذارا إما بقبول حكم الدولة أو الرحيل وذلك في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة وحليفتها روسيا لانتزاع آخر جيوب تسيطر عليها المعارضة قرب العاصمة.
وقال سعيد سيف المتحدث باسم جماعة الشهيد أحمد العبدو لرويترز إن الإنذار الموجه لفصائل المعارضة في القلمون الشرقي تسلمه مدنيون من المنطقة خلال اجتماع مع كولونيل روسي وضابط من المخابرات الجوية السورية.
وتبعد المنطقة عن دمشق مسافة 40 كيلومترا وهي منفصلة عن الغوطة الشرقية الملاصقة تماما للعاصمة والتي أخرجت القوات الحكومية منها مقاتلين من المعارضة في الأسابيع القليلة الماضية بإجبار الآلاف على القبول بالعبور الآمن إلى خارج الغوطة باتجاه الحدود التركية.
وقال مصدر بالمعارضة إن المحادثات الخاصة بمدينة دوما، آخر جيب لمقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية، لم تستكمل بعد مما يتناقض مع تقارير إعلامية رسمية أفادت بأن جماعة جيش الإسلام التي تتحصن في الداخل قبلت باتفاق على المغادرة.
وتسعى الحكومة السورية لسحق الجيوب القليلة المتبقية في أيدي المعارضة قرب المدن الرئيسية في غرب البلاد.
ويضم جيب المعارضة في القلمون الشرقي عدة بلدات ومساحة واسعة من الأراضي الجبلية القاحلة.
وقال سيف في تصريحات منفصلة لتلفزيون الحدث ”رسالة واضحة أرسلت إلى فصائل الجيش الحر في المنطقة إما تسليم السلاح للحكومة السورية كما يسميها الروس أو مغادرة القلمون الشرقي“.
وأردف قائلا أن مقاتلي المعارضة قدموا اقتراحا ينسحبون بمقتضاه إلى الجبال على أن يبقى المدنيون مضيفا أنهم ينتظرون رد روسيا. وقال إن الهدف هو تجنب ”التهجير القسري“ للناس مثلما حدث في مناطق أخرى استعادتها القوات الحكومية.
ولم يتسن على الفور الاتصال بالجيش السوري للتعليق.
وقال سيف لرويترز إن المدنيين الذين التقوا بضباط روس وسوريين عبروا عن قلقهم من أن يجعل الخروج مقاتلي المعارضة معرضين لهجمات متشددين من جبهة النصرة أو تنظيم الدولة الإسلامية.
* جمود في دوما؟
دخلت الحرب السورية عامها الثامن الشهر الماضي بعد مقتل مئات الآلاف وإجبار 11 مليونا على ترك منازلهم بينهم قرابة ستة ملايين فروا إلى الخارج في واحدة من أسوأ أزمات اللاجئين في العصر الحديث.
وعلى الرغم من سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد على أكبر قطاع من الأراضي السورية فقد يتضح أن من الصعب عليه استعادة السيطرة على مزيد من الأراضي دون أن يصطدم بمصالح دول أخرى خاصة تركيا والولايات المتحدة اللتين توجد قوات لهما في سوريا.
واستعادت القوات الحكومية المدعومة من روسيا السيطرة على كل الغوطة الشرقية تقريبا في إطار هجوم شرس بدأ في فبراير شباط. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف أودى بحياة أكثر من 1600 مدني في الغوطة.
وهذا أبرز انتصار للأسد على المعارضة منذ طرد مقاتليها من شرق حلب عام 2016.
وأشارت وسائل إعلام رسمية إلى أن جماعة جيش الإسلام قبلت باتفاق يضمن لمقاتليها العبور الآمن إلى بلدات تقع على الحدود مع تركيا داخل منطقة عازلة يسيطر عليها الجيش التركي وفصائل سورية معارضة متحالفة معه.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن ألفي شخص غادروا المنطقة منذ أول أبريل نيسان لكن مصدرا في المعارضة مطلعا على المحادثات نفى التوصل لاتفاق نهائي مع جيش الإسلام.
كانت الجماعة التي يقدر عدد مقاتليها بالآلاف أصرت في السابق على أنها لن تغادر دوما أو تقبل ”بالتهجير القسري“ إلى منطقة أخرى في سوريا.
وذكر المصدر أن جيش الإسلام يريد البقاء في المدينة لكنه لا يسعى وراء ”كانتون مستقل“ خاص به. وأضاف أن الناس في دوما يرغبون في اتفاق مصالحة مع الدولة يقضي ببقاء أجهزتها الأمنية المخيفة خارج دوما.
وقال مصدر عسكري لرويترز يوم الاثنين إن بعض عناصر جيش الإسلام ما زالت ترفض عقد اتفاق وإنه سيتم اللجوء للقوة العسكرية إذا ما رفضت الجماعة إبرام اتفاق.
وأضاف المصدر يوم الثلاثاء أن الحكومة وضعت مهلة زمنية لرحيل المسلحين عن دوما لكنه لم يوضح أمدها.
وتابع ”اتخذت الحكومة السورية قرارا بتطهير المناطق من المتشددين“.