الأحواز بين القمع والسيول المفتعلة
مع قرب حلول ذكرى احتلال الأحواز، يجد سكان هذه المناطق التي تعاني من التهميش والقمع الحكومي، أنفسهم محاصرين بين مياه الفيضانات المدمرة، جراء بناء 40 من السدود التي حرمت المنطقة من مجاري لتصريف السيول.
ويحيي الأحوازيون في العشرين من أبريل الجاري ذكرى “احتلال القوات الإيرانية” لإقليم الأحواز العربي عام 1925، فيما تمثل انتفاضة الأحوازيين في 15 أبريل عام 2005، إحدى محطات النضال ضد السياسات القمعية للنظام الإيراني.
واجتاحت الفيضانات مئات المدن والقرى جنوبي إيران، لكن أثرها المدمر ظهر بقوة في إقليم الأحواز، بسبب السدود التي تسببت في تدمير الأودية التي كانت في السابق تعد مجرى طبيعيا لاحتواء السيول والفيضانات.
وفي بيان حصلت سكاي نيوز عربية على نسخة منه، قال التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز: “في هذه الأيام التي كان يستعد شعبنا لإحياء المناسبات النيسانية (15 و20 أبريل)، اجتاحت السيول المفتعلة العديد من مدننا وقرانا ودمرت الممتلكات وجرفت المزارع والأحشام”.
مشاريع مدمرة
وأضاف البيان إن التيار الوطني العربي الديمقراطي كان قد حذر مرارا من تداعيات هذه المشاريع المدمرة ولقد سبق وشرحنا بإسهاب في بياناتنا وتقاريرنا السابقة خطورة هذه المشاريع على مستقبل شعبنا ووجوده.
وأوضح أن بناء أكثر من 25 سدا على نهر كارون، و 7 سدود على نهر الكرخة، و 8 سدود على نهر الجراحي بالاضافة الى نقل المياه بواسطة الأنفاق إلى المحافظات المركزية في إيران جعلت الأنهار الأحوازية يابسة وأسرعت في تدمير البيئة والزراعة وتجفيف هور العظيم والفلاحية.
وبذلك تقلصت مساحة هور العظيم من 500 ألف هكتار إلى 28 ألف هكتار بفضل تجفيف نهر الكرخة وإنشاء مشاريع استخراج البترول وبناء سواتر داخل هذه المحمية الطبيعية.
كما فقد هور الفلاحية أكثر من 200 ألف هكتار من مساحته الأولية التي كانت 550 ألف هكتار.
وجراء هذه المشاريع التي وصفها بـ”الاستعمارية”، فقد هذان الهورين مكانتهما لاحتواء السيول والفيضانات وتلطيف الجو من التلوث، بحسب البيان.
وأضاف أنه “من أجل تدمير قطاع الزراعة في الأحواز قد اتخذ النظام سياسة منع الزراعة في الصيف بحجة شح المياه، وفي الشتاء يقوم بفتح السدود ليغرق بذلك الحقول الزراعية ويجبر المزارعين على ترك قراهم وأوطانهم”.
وأشار البيان إلى “السياسات الاحتلالية للنظام الإيراني التي تستهدف تغيير التركيبة السكانية لصالح غير العرب في الأحواز”.
وكانت سلطات محافظة خوزستان، الواقعة جنوب غربي إيران، أمرت في وقت سابق بعمليات إجلاء شملت أكثر من 60 ألف شخص في مدينة الأحواز المهددة بالفيضانات، كما ذكرت وسائل إعلام محلية.
ونقلت وكالة تسنيم عن حاكم المحافظة غلام رضا شريعتي إعلانه أن أمر الإخلاء اتخذ “بشكل وقائي واحتياطي بهدف تجنب أي خطر على السكان”.
تغيير التركيبة السكانية
وقال بيان التيار الوطني العربي الديمقراطي إن “العدو الإيراني يحاول بشتى الوسائل والألاعيب أن يحقق هدفه في تغيير التركيبة السكانية مثل إغراء بعض المحتاجين من خلال إعطائهم فرص عمل وسكن في المناطق الأخرى، فعلى الجميع أن يحذر أبناء شعبنا من هذه السياسات العدوانية لتفشل مخططاته بصمودنا ومقاومتنا”.
وشهد يوم الجمعة الماضي خروج مظاهرات حاشدة في مدينة الأحواز ضد النظام الإيراني الذي اتهمه المتظاهرون بإغراق الإقليم عبر السدود.
وتعاملت قوات الأمن الإيرانية بالعنف مع الاحتجاجات التي امتدت إلى أحياء عديدة داخل الأحواز.
وبحسب وكالة إرنا الحكومية، تسببت الفيضانات في تشريد نحو 500 ألف شخص في الأحواز بعدما غمرت المياه أكثر من 250 قرية في عشرات البلدات والمدن، بحسب المنظمة الأحوازية لحقوق الأنسان.
وتقول المنظمة إن الفيضانات “المفتعلة” في الأحواز إثر فتح منافذ 5 من السدود الأحوازية على الأراضي و المدن و القرى الأحوازية تهدد بتهجير أكثر من مليون و نصف المليون من المواطنين الأحوازيين بهدف “تغيير التركيبة السكانية”.
وأشارت المنظمة إلى الوثيقة الرسمية التي جرى تسريبها عام 205 من مكتب محمد علي أبطحي المستشار الأول للرئيس الإيراني محمد خاتمي، “حيث أكدت خطط النظام لتهجير أكثر من ثلثي من سكان عرب الأحواز إلى المناطق الفارسية و استبدالهم بمستوطنين فرس أو من أبناء القوميات غير الفارسية”.