الآلاف يتضامنون في بروكسيل مع معتقلي الحراك الشعبي في ريف المغرب
شهدت العاصمة البلجيكية بروكسيل مسيرة ضخمة للجالية المغربية للدفاع عن معتقلي الحراك الشعبي في الريف وحملت شعار “المرأة الريفية خط أحمر”، وهذا المسيرة تؤكد انتقال الاحتجاج من داخل المغرب إلى خارجه بشكل ملفت للنظر.
وجرت المسيرة يوم السبت الماضي بدعوة من “لجنة بروكسيل لدعم الحراك الشعبي في الريف”، حيث كانت المشاركة ضخمة بكل المقاييس مقارنة مع مختلف التظاهرات التي جرت في الماضي في أوروبا، وكانت مشاركة المرأة ملفتة للنظر.
صرح سعيد العمراني وهو ناشط من بروكسيل ومن المنظمين: “الشرطة تحدثت عن عشرة آلاف مشارك، وهناك بعض الصحافيين من يعتقد أن العدد 15 ألفا، أما نحن فنقدر المشاركة ما بين 14 ألفا الى 17 ألفا، وهي أكبر تظاهرة للمغاربة في أوروبا، حيث لم يسبق لأي تظاهرة أن سجلت نسبة مشاركة مثل هذه”.
وجاءت هذه التظاهرة عبر نداء وجهه قائد حراك الريف ناصر الزفزافي المعتقل في السجون المغربية رفقة مئات آخرين بسبب احتجاجاتهم على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في منطقة الريف شمال شرق المغرب. وشهدت مشاركة نشطاء من مختلف أوروبا، كما شارك عدد من أفراد عائلات المعتقلين الذين جاءوا من المغرب ومنهم والدا ناصر الزفزافي.
وكانت الشعارات التي رفعها المحتجون دالة وذات رمزية مركزة على الظلم الاجتماعي الذي تعاني منه منطقة الريف وكذلك على ضرورة الإفراج عن مئات المعتقلين في الحراك الشعبي في الريف. وألقت كلمة التظاهرة الفنانة سيليا التي كانت معتقلة في الحراك الشعبي بدورها.
ومن ضمن الشوارع التي جابتها التظاهرة، الحي الذي توجد فيه مؤسسات الاتحاد الأوروبي، ويركز النشطاء كثيرا على المؤسسات الأوروبية للضغط على المغرب لتحسين حقوق الإنسان. وعمليا، نظم النشطاء المغاربة من أجل الريف عدة أنشطة وسط مؤسسات الاتحاد الأوروبي وخاصة البرلمان، وهم الآن بصدد بناء لوبي قوي من اليسار والخضر لمعالجة القضايا المغربية.
وتراجع الاحتجاج في منطقة الريف نتيجة عاملين، الاعتقالات الكبيرة التي شملت قرابة ألف شخص، ثم هجرة الآلاف عبر قوارب الموت نحو إسبانيا، حيث تسجل الدول الأوروبية أعلى نسبة من طلبات اللجوء السياسي في تاريخ المغرب، كما سجلت اسبانيا السنة الماضية أكبر موجة هجرة منذ ظهور هذه الظاهرة بداية التسعينات. لكن مقابل هذا التراجع في المغرب، تصاعد الاحتجاج في أوروبا، وتوجد عشرات التنسيقيات لدعم حراك الريف في مختلف الدول الأوروبية، وكان يشارك في التظاهرات في البدء العشرات ثم المئات أما الآن فالمشاركة تبقى تاريخية بكل المقاييس.
وتعتبر هذه التظاهرة للجناح المعتدل المدافع عن معتقلي الحراك الشعبي في الريف والمطالبين بأجندة اجتماعية تتعلق بالصحة والتعليم والشغل، وهذا ما يعني قوة استمرار النهج الاعتدالي وسط الجالية المغربية التي تفضل الحوار والضغط السياسي بدل القطيعة مع الدولة المغربية.