الآثار الجانبية للاستهلاك المفرط للقرفة
تنتمي القرفة للتوابل اللذيذة، وتمكنت من الاحتفاظ بمكانة جيدة منذ آلاف السنين نظراً لخصائصها الطبية، فالقرفة غنية بالمواد الطبية القوية. لكن هناك بالطبع بعض الآثار الجانبية للاستهلاك المفرط للقرفة
القرفة غنية بمضادات الأكسدة مثل البوليفينول التي تحمي الجسم من هجوم الجذور الحرة الذي يسبب الأكسدة. كما ترتبط القرفة بخفض خطر الإصابة بأمراض القلب، وتقليل مستويات الكولسترول في الدم.
القرفة كذلك مفيدة للمصابين بمرض السكري من النوع الثاني، حيث تقلل من مقاومة الجسم للأنسولين مما يساعد الهرمون على أداء وظيفته. كما يمكن للقرفة خفض مستوى السكر في الدم عن طريق تقليل كمية الغلوكوز التي تدخل مجرى الدم بعد تناول الطعام.
ولكن، ماذا عن الآثار الجانبية للاستهلاك المفرط للقرفة؟
تستخرج القرفة من اللحاء الداخلي لسيقان شجرة القرفة، وعندما تجف فإن شرائطها تتجعد وتكون لفائف تسمى عصي القرفة، كما يمكن طحنها لتكون مسحوقاً.
تظهر رائحة القرفة المميزة بسبب وجود نسبة مرتفعة من مركب السينالدهايد في مكوناتها. كما يعتقد العلماء أن المركب ذاته هو المسؤول عن معظم التأثيرات القوية للقرفة.
وهناك نوعان من القرفة:
قرفة سيلون: وتعرف باسم القرفة الحقيقية، وتكون أقل نكهة وأقل مرارة.
قرفة كاسيا: وهي الأكثر شيوعاً في الوقت الحاضر، ويحتوي هذا النوع على كميات كبيرة من مركب يسمى الكومارين، والذي يعتقد أنه مضر عند استهلاكه بكميات كبيرة.
ونتعرف هنا على الآثار الجانبية لاستهلاك القرفة خاصة من نوع كاسيا
– من أضرار كثرة استهلاك القرفة: قد يسبب تلف الكبد
قد يتراوح محتوى الكومارين في قرفة كاسيا المطحونة من 7 إلى 18 ملغ لكل ملعقة صغيرة، بينما تحتوي نفس الكمية من قرفة سيلان على كميات ضئيلة من الكومارين.
يبلغ الاستهلاك اليومي المسموح به من الكومارين حوالي 0.1 ملغم/كغم من وزن الجسم، أو 5 ملغ يومياً لشخص يبلغ وزنه 59 كغم. هذا يعني أن ملعقة صغيرة واحدة فقط من قرفة كاسيا يمكن أن تكون أقصى الحد اليومي.
وجدت العديد من الدراسات أن تناول قرفة كاسيا يسبب سمية الكبد وتلفه، وذلك لاحتوائها على كمية كبيرة من الكومارين.
– قد تزيد من خطر السرطان
أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن تناول كميات كبيرة من الكومارين، قد يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
على سبيل المثال، وجدت الدراسات التي أجريت على القوارض أن تناول كميات كبيرة من الكومارين يمكن أن يتسبب في تطور أورام سرطانية في الرئتين والكبد والكلى.
لا تزال الطريقة التي تجعل الكومارين سبباً في حدوث الأورام غير واضحة. ومع ذلك، يعتقد بعض العلماء أن الكومارين يتسبب في تلف الحمض النووي مع مرور الوقت، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
تم إجراء معظم الأبحاث حول التأثيرات السرطانية للكومارين على الحيوانات. هناك حاجة إلى مزيد من البحوث القائمة على الإنسان لمعرفة ما إذا كانت العلاقة نفسها بين السرطان والكومارين تنطبق على البشر.
– قد يسبب تقرحات الفم
عانى بعض الأشخاص من قروح الفم جراء تناول المنتجات التي تحتوي على نكهة القرفة.
تحتوي القرفة على سينامالديهايد، وهو مركب قد يؤدي إلى تفاعل حساسية عند تناوله بكميات كبيرة. يبدو أن الكميات الصغيرة من القرفة لا تسبب هذا التفاعل، لأن اللعاب يمنع المواد الكيميائية من البقاء على اتصال مع الفم لفترة طويلة.
بالإضافة إلى تقرحات الفم، تشمل الأعراض الأخرى لحساسية سينامالديهايد تورم اللسان واللثة، والحكة، وظهور بقع بيضاء في الفم. على الرغم من أن هذه الأعراض ليست خطيرة بالضرورة، إلا أنها يمكن أن تسبب عدم الراحة.
يبدو أن تقرحات الفم تؤثر في الغالب على أولئك الذين يستخدمون الكثير من زيت القرفة وعلكة بنكهة القرفة، لأن هذه المنتجات يمكن أن تحتوي على المزيد من سينامالديهايد.
– تسبب المخاض المبكر
يجب على النساء الحوامل ألا يتناولن القرفة؛ وذلك لأن القرفة خاصة الزيوت، يمكن أن تحفز المخاض المبكر أو تقلصات الرحم. بينما تساعد القرفة في آلام في المعدة، وغازات عسر الهضم، يجب ألا تتناول المرأة الحامل القرفة إذا عانت من آلام المعدة خلال فترة الحمل.
– قد تسبب انخفاض نسبة السكر في الدم
كما ذكرنا، القرفة معروفة بقدرتها على خفض نسبة السكر في الدم.
قد يساعد تناول القليل من القرفة على خفض نسبة السكر في الدم، لكن تناول الكثير منها قد يتسبب في انخفاضه بشكل كبير مما يسبب نقص السكر في الدم، الذي يصحبه التعب، والدوخة، وربما الإغماء.
الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بسكر الدم المنخفض هم الذين يتناولون أدوية لمرض السكري. وذلك لأن القرفة قد تعزز من آثار هذه الأدوية وتسبب في انخفاض نسبة السكر في الدم.
– قد تتداخل مع بعض الأدوية
القرفة آمنة للأكل بكميات صغيرة إلى متوسطة مع معظم الأدوية. ومع ذلك، قد يكون تناول كميات كبيرة مشكلة إذا كنت تتناول أدوية لمرض السكري أو أمراض القلب أو أمراض الكبد. وذلك لأن القرفة قد تتفاعل مع تلك الأدوية، إما بتعزيز آثارها أو تكثيف آثارها الجانبية.
كما ذكرنا، تحتوي قرفة كاسيا على كميات عالية من الكومارين، والتي يمكن أن تسبب سمية الكبد وتلفه إذا استهلكت بكميات عالية.
إذا كنت تتناول أدوية قد تؤثر على الكبد، مثل الأسيتامينوفين، والستاتين، فقد تزيد كمية القرفة المفرطة من احتمال تلف الكبد.
أيضاً، قد تساعد القرفة على خفض نسبة السكر في الدم، لذلك إذا كنت تتناول أدوية لمرض السكري، فقد تزيد التوابل من آثارها وتتسبب في انخفاض نسبة السكر في الدم.
– خطورة استنشاق القرفة
كغيره من التحديات التي تغزو مواقع التواصل الاجتماعي، فقد ذاع صيت تحدي القرفة منذ فترة، وحاول الكثيرون اجتياز التجربة عبر تناول كمية من القرفة المطحونة الجافة.
يتضمن هذا التحدي تناول ملعقة كبيرة من القرفة المطحونة الجافة في أقل من دقيقة دون شرب ماء، ورغم أن هذا قد يبدو غير ضار، إلا أن التحدي قد يكون خطيراً للغاية.
تناول قرفة جافة أو استنشاقها يمكن أن يسبب تهيجاً في الحلق والرئتين، بالإضافة إلى السعال أو الاختناق. كما يمكن أن تتلف الرئتين بشكل دائم. وذلك لأن الرئتين لا تستطيعان تحطيم الألياف في القرفة، مما يسبب تراكمها في الرئتين ويسبب التهاب الرئة.