اقتحام القنصلية الإيرانية ومنشأة نفطية في البصرة مع احتدام اضطرابات العراق
اتسعت الاضطرابات في جنوب العراق يوم الجمعة احتجاجا على الفساد وسوء الحكم من جانب النخبة السياسية في البلاد، حيث اقتحم محتجون القنصلية الإيرانية في البصرة بينما احتجز آخرون موظفين رهينتين في منشأة نفطية قريبة لفترة وجيزة.
وبعد خمسة أيام من المظاهرات الدامية في البصرة التي شهدت نهب وإحراق مبان حكومية، اقتحم المحتجون مقر القنصلية ونهبوه وهتفوا بشعارات تندد بما يعتبره كثيرون تأثير إيران على الشؤون السياسية في العراق.
وقالت مصادر أمنية إن القنصلية كانت خاوية عندما اقتحمها المتظاهرون.
وقالت وزارة الخارجية العراقية إن اقتحام القنصلية ليس له علاقة بمطالب المحتجين وأبدت أسفها العميق بشأن ذلك.
وقال أحمد محجوب المتحدث باسم الوزارة إن استهداف البعثات الدبلوماسية أمر غير مقبول ويلحق الضرر بمصالح العراق.
وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي ندد ”بالاعتداء الهمجي“ علي القنصلية الايرانية، مذكرا ”بالمسؤولية الحساسة للحكومة العراقية في حماية الاماكن الدبلوماسية، ومطالبا بإنزال أشد العقوبات بحق الضالعين في الاعتداء“.
وتم استدعاء السفير العراقي في طهران إلى مقر وزارة الخارجية لإبلاغه بهذا الاحتجاج.
ولحكومات أجنبية كثيرة قنصليات في المدينة من بينها الولايات المتحدة وروسيا.
وأدانت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان العنف ضد الدبلوماسيين ودعت ”كل الأطراف بما في ذلك قوات الأمن والمحتجين إلى تعزيز حق الاحتجاج السلمي وحماية الدبلوماسيين ومنشآتهم“.وفي ساعة متأخرة من مساء الجمعة دخلت مجموعة من المحتجين منشأة لمعالجة المياه تابعة لحقل غرب القرنة2 النفطي الذي تديره شركة لوك أويل الروسية على بعد 65 كيلومترا شمال غربي المدينة.
وقال مصدر في لوك أويل ومصدر في شرطة الطاقة بالبصرة إن المحتجين احتجزوا موظفين عراقيين اثنين رهينتين لمدة ساعة تقريبا قبل ترك المنشأة بسلام. وقال مدير في الحقل النفطي إن الإنتاج لم يتعطل.
وقال المصدر في لوك أويل إن الحقل ينتج ما بين 390 ألفا و400 ألف برميل يوميا من الخام وإن تعطل العمل لثلاثة أيام سيكون كافيا لإغلاق الحقل بالكامل.
وصعد المحتجون احتجاجاتهم يوم الخميس بإغلاق ميناء أم قصر الميناء البحري الرئيسي للعراق على بعد 60 كيلومترا جنوبي البصرة.
وقال مسؤولون محليون ومصادر أمنية إن الميناء ظل مغلقا الجمعة. ولم تتأثر صادرات البلاد النفطية التي تتم عبر منصات بحرية.
وتصاعدت الاحتجاجات منذ يوم الاثنين في البصرة التي يقطنها نحو مليوني شخص. ويشكو المحتجون من انهيار البنية التحتية مما تركهم بدون كهرباء أو مياه شرب نظيفة في حرارة الصيف.
ومنذ ذلك الحين قُتل 12 متظاهرا على الأقل معظمهم في اشتباكات مع قوات الأمن.
وقالت مصادر في أجهزة الصحة والأمن المحلية إن محتجين اثنين توفيا متأثرين بإصابتهما بالرصاص كما أصيب 39 آخرون. وفرضت السلطات حظر التجول قبل فترة وجيزة من الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي ولكن مازال متظاهرون يستهدفون مبنى تابعا لقوات الحشد الشعبي العراقية التي تضم في الأغلب فصائل شيعية مدعومة من إيران.
واجتمع المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي يوم الجمعة وقال إنه يتابع تحقيقا في سقوط ضحايا خلال الاحتجاجات. وتحت ضغط لتخصيص مزيد من التمويل لإصلاح الخدمات العامة في البصرة قال العبادي إنه سيتم صرف الأموال التي جرى تخصيصها سابقا.
وفشل الساسة العراقيون حتى الآن في الاتفاق على حكومة جديدة بعد الانتخابات غير الحاسمة التي أجريت في مايو أيار. واجتمع البرلمان الجديد أخيرا يوم الاثنين للمرة الأولى لكنه أخفق في الاتفاق على رئيس له ناهيك عن تسمية رئيس الوزراء الجديد.
وجاء اقتحام القنصلية الإيرانية بعد ساعات من دعوة المرجع الأعلى للشيعة في العراق آية الله علي السيستاني إلى إصلاح الوضع السياسي في بغداد ووقف العنف ضد المتظاهرين.
وأنحى السيستاني باللوم في الاضطرابات على الزعماء السياسيين وقال إن الحكومة الجديدة لا ينبغي أن تشكل ”وفق نفس الأسس والمعايير التي اعتُمدت في تشكيل الحكومات السابقة“.