اغتيال هشام بركات يكشف خلية الإخوان بالكويت وعشماوي
لا شك أن أذرع جماعة الإخوان وخلاياها منتشرة في مختلف أنحاء العالم، تعيث فسادا وتخطط لهجمات إرهابية، إلا أن أدلة جديدة كشفت تعاظم خطرها، من خلال ارتباطها بأخطر إرهابيي المنطقة، هشام عشماوي، المصري الذي اعتقل في ليبيا قبل أشهر، وتم مؤخرا تسليمه لبلاده، وضلوع كليهما في اغتيال النائب العام المصري السابق هشام بركات.
وكانت وزارة الداخلية الكويتية قد أعلنت، الجمعة، ضبط 8 عناصر من تنظيم الإخوان صدر بحقهم أحكام بالسجن في مصر، لضلوعهم في ارتكاب عمليات إرهابية هناك، بينها اغتيال بركات.
وبهذا، اتضح أكثر العلاقات المتشابكة التي تجمع الإخوان بالعديد من الإرهابيين، الذين نفذوا ولا يزالوا يخططون لتنفيذ هجمات إرهابية تهدف إلى زعزعة امن المنطقة.
وفي 8 أكتوبر 2018، أعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، اعتقال المصري هشام عشماوي في مدينة درنة، شرقي البلاد.
وقبض على عشماوي (41 عاما)، الملقب بـ”أبو عمر المهاجر”، وسط مدينة درنة خلال تحرير الجيش الليبي لها من مسلحي ما يعرف بـ”مجلس شورى مجاهدي درنة”، الذي أسسه الليبي سالم دربي، والمكون من عناصر تنظيم القاعدة.
وقد ارتكب “مجلس المجاهدين” العديد من الجرائم بحق أهالي المدينة، من بينها اغتيال وتصفية عناصر أمنية واستخباراتية، إلى جانب استقبال مقاتلين أجانب قدموا من مصر واليمن والعراق.
وفي أواخر عام 2014، أعلن تنظيم داعش الإرهابي عن تأسيس ما أسماها بـ”إمارته” الأولى في ليبيا، بمدينة درنة، وانشق عدد من عناصر “مجلس المجاهدين” لينضموا إلى داعش.
وبالرغم من هول الأحداث، فإن المجلس لم يحرك ساكنا، بل تقاسم معه المدينة، لتصبح درنة تحت رحمة أخطر التنظيمات الإرهابية.. داعش والقاعدة.
وظل “مجلس المجاهدين” في هذه الفترة يعمل في الخفاء، متجاهلا التصفيات الميدانية التي كان ينفذها داعش في باحات المساجد وأمام المواطنين، بل غض الطرف أيضا عن مجزرة عائلة “حرير” التي ارتكبها داعش بحق عائلة ليبية.
ومما يزيد الطين بلة، أن هذا المجلس تلقى دعما ماليا وعسكريا وإعلاميا من السلطات الليبية، المتمثلة في المؤتمر الوطني وحكومة الإنقاذ وجماعة الإخوان، التي سخرت كل وسائلها الإعلامية لإظهار هذا المجلس على أنه “وسطي معتدل، وليس له أي ارتباطات بالإرهاب”، علما بأن المجلس نشر بيانات عدة، يرفض فيها الدولة المدنية الديمقراطية والانتخابات.
وبعد تناغم في العلاقات بين “مجلس المجاهدين” وداعش، بدأت الخلافات تجد طريقها بينهما، فعند اغتيال داعش أحد قادة المجلس، انطلقت المعركة الأولى بين التنظيمين الإرهابيين، واستمرت حتى استطاع “مجلس المجاهدين” دحر داعش.
وعقب تحرير مدينة بنغازي من داعش والقاعدة، المتمثلة فيما يعرف بـ “مجلس شورى ثوار بنغازي”، توجهت الأنظار نحو مدينة درنة.
وفي 7 مايو 2018، أعلن القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة، حفتر انطلاق عملية تحرير درنة، وبعد أشهر من الاشتباكات، استطاع الجيش الليبي دحر “مجلس المجاهدين” من المدينة والقضاء عليه.
ولكن هنا كانت الصدمة، فهذا المجلس الذي حصل على دعم من حكومة طرابلس، كان يقوم بحماية أخطر العناصر الإرهابية في المدينة، وهو المصري عشماوي.
وفي 28 مايو 2019، وبعد أشهر من التحقيقات، قام الجيش الليبي بتسليم عشماوي إلى السلطات الأمنية المصرية.
السلطات المصرية اتهمت “أبو عمر المهاجر”، الذي انتقل إلى سوريا في عام 2013 عبر تركيا، باغتيال النائب العام السابق هشام بركات، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية المصري السابق محمد إبراهيم، والتخطيط لتنفيذ مذبحة كمين الفرافرة.
وبعد تعمق في مجريات الأحداث، وربط خيوطها، يظهر سؤال جلي: ما هي طبيعة العلاقة بين خلية الإخوان في الكويت وعشماوي؟ وهل من عمليات أخرى تم التخطيط لها؟.