اعتقلته قبل ربع قرن وأخفته منذ ذلك الحين.. قصة “طفل الصين” الذي ترفض بكين كشف مصيره
حلت الأحد 17 مايو 2020 الذكرى الـ25 لاختفاء ثاني أهم شخصية لدى سكان التبت، بعد اعتقاله وهو في السن السادسة من عمره مع أسرته، رغم المناشدات والحملات الدولية التي تدعو السلطات الصينية للكشف عن مصيره.
مجموعة العمل الخاصة بالاختفاء القسري التابعة للأمم المتحدة أكدت لشبكة “بي بي سي” البريطانية، الإثنين، أنها قد حاولت مراراً التواصل مع الحكومة الصينية بهدف التوصل لمعلومات عن مصير كدهون تشويكيي نييما، لكنها لم تقدم في أي مرة معلومات كافية عن مصيره، ولا تزال القضية معلقة.
الصبي المحتجز: في 17 مايو من عام 1995 احتجزت السلطات الصينية الصبي كدهون تشويكيي نييما عندما كان في السادسة من عمره مع أسرته، بعد ثلاثة أيام فقط من تسميته “بانشن لاما”، ثاني أهم شخصية في الديانة البوذية في التبت.
نييما الآن في الحادية والثلاثين من العمر، وحتى الآن لا يعرف العالم مصيره وعائلته، سوى ما تقوله وتنقله السلطات الصينية، وهو قليل ومتضارب جداً.
فبعد اختفائه مباشرة، أبلغت الحكومة الصينية مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة أنه “ليست هناك حالة اختفاء واختطاف لعائلة الطفل”، “وأن هذه رواية ملفقة تقف وراءها “جماعة دالاي لاما”.
في العام التالي (1996) تغيرت الرواية الصينية، وقالت بكين إن بعض “النفوس الضعيفة” حاولت تهريب الصبي إلى الخارج، ولذلك طلب والداه توفير حماية له، وهو ما كانت تقوم به الدولة.
قالت الصين حينها إن الصبي على الرغم من الحماية الأمنية التي يتمتع بها، يعيش هو وأسرته حياة طبيعية، ولا يريدون أن يزعجهم أحد، وهو أمر دأبت على تكراره منذ ذلك الحين.
في عام 2000، قال روبن كوك، وزير الخارجية البريطاني آنذاك، إن الصين عرضت على المسؤولين البريطانيين صورتين لصبي قالت إنهما لبانشن لاما المفقود.
أظهرت إحدى الصورتين صبياً يلعب بكرة الطاولة، وفي الثانية ظهر الصبي يكتب حروفاً صينية على السبورة. وسمح للبريطانيين برؤية الصور دون أن يسمح لهم بالاحتفاظ بها.
آخر خبر عن مصير “بانشن لاما” جاء من الحكومة الصينية قبل عامين، فقد قالت مصادر في حكومة التبت في المنفى إن الحكومة الصينية أخبرت مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة بأن “بانش لاما” يعيش حياة عادية ويعمل.
مطالبات دولية: نشطاء التبت في الخارج ينظمون بشكل سنوي أنشطة وفعاليات للدعوة لإطلاق سراحه.
يقول ممثل حكومة التبت في المنفى في لندن، سونام تسيرينغ فراسي: “إنهم لا يشعرون بأي تفاؤل”، حيث تؤكد واقعة إخفاء نييما حقيقة أن بمقدور المسؤولين الصينيين إخفاء أشخاص تماماً دون أن يكون لذلك تبعات سواء عليهم أو على بلدهم، حسبما قالت “بي بي سي”.
وضع التبت: حسب الديانة البوذية في التبت، يأتي “بانشن لاما” في المرتبة الثانية بعد “دالاي لاما” الذي فر من الصين عام 1959 في أعقاب احتلال الصين للتبت.
وأصبح “دالاي لاما” منذ ذلك السلطة البديلة لسكان التبت الرافضين للسيطرة الصينية على المنطقة الواقعة على سفوح جبال الهيمالايا.
ترجح بعض التقديرات أن الصين لا تريد أن يتمتع “بانشن لاما” بنفس السلطات ويصبح عقبة أخرى تعرقل حكمها للتبت، حيث اختار الصين بعد اختفاء نييما “بانشن لاما” آخر يحظى برضاها ولا يعارض حكم الصين للتبت، ويعتقد كثيرون أنه هو الذي سيختار أيضاً الدالاي لاما المقبل عند وفاة الحالي.