استنفار أمريكي تحسبا لرد انتقامي بعد استهداف «الحشد الشعبي» بالعراق
ارتفعت إلى 25 قتيلاً حصيلة الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت ليل الأحد قواعد لفصيل عراقي موال لإيران، رداً على مقتل أمريكي في هجوم صاروخي، الأمر الذي أثار غضباً في العراق، في حين وصف البنتاغون الهجمات بأنها «ناجحة».
الحكومة العراقية أعلنت أن الضربات الجوية الأمريكية تدفعها إلى «مراجعة العلاقة» مع الولايات المتحدة. وجاء في بيان للمجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي الذي عقد اجتماعا طارئا لدرس تداعيات الهجوم الذي شنته الطائرات أن «القوات الأمريكية اعتمدت على استنتاجاتها الخاصة وأولوياتها السياسية، وليس الأولويات كما يراها العراق حكومة وشعباً».
وأضاف أن «حماية العراق ومعسكراته والقوات الموجودة فيها والممثليات هي مسؤولية القوات الأمنية العراقية حصراً».
وتابع أن «هذا الاعتداء الآثم المخالف للأهداف والمبادئ التي تشكل من أجلها التحالف الدولي يدفع العراق إلى مراجعة العلاقة وسياقات العمل أمنياً وسياسياً وقانونياً بما يحفظ سيادة البلد وأمنه وحماية أرواح أبنائه وتعزيز المصالح المشتركة».
وقال مسؤول مديرية الحركات في هيئة «الحشد» جواد كاظم الربيعاوي إن «حصيلة الاعتداء الغاشم على مقرات اللواءين 45 و46 بلغت 25 شهيداً و51 جريحاً».
وأشار البيان إلى أن «عدد الشهداء قابل للزيادة نظراً لوجود جرحى في حالة حرجة وإصابات بليغة»، جراء القصف الذي استهدف منشآت تابعة لكتائب حزب الله قرب مدينة القائم وعلى امتداد الحدود العراقية السورية غرب العراق.
وحسب ما أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء عبد الكريم خلف، فقد علم كل من عادل عبد المهدي وبرهم صالح بالهجوم قبل تنفيذه من قبل الأمريكيين. كذلك ندد المتحدث باسم رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، بـ«انتهاك السيادة العراقية».
في السياق نفسه، رأت جماعة «عصائب أهل الحق «التي جرى الإعلان في المدة الأخيرة عن عقوبات أمريكية بحق قياديين فيها أنّ «الوجود العسكري الأمريكي صار عبئاً على الدولة العراقية بل صار مصدراً لتهديد واعتداء على قواتنا المسلحة»، مضيفة في بيان «أصبح لزاماً علينا جميعاً التصدي لإخراجه بكل الطرق المشروعة».
كذلك، أبدى زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر استعداده للتعاون مع منافسيه السياسيين المقربين من إيران للتعاون من أجل طرد القوات الأمريكية من العراق.
وقال الصدر في بيان «حذرنا مسبقاً من مغبة زج العراق في الصراعات الإقليمية والدولية»، منوهاً إلى أن «العراق وشعبه لم يعد يتحمل مثل هذه التصرفات».
وأضاف «إن لم ينسحبوا سيكون لنا تصرف آخر وبالتعاون معكم» في إشارة إلى منافسيه، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تستغل الفساد المستشري في العراق والهوة الكبيرة بين الساسة والشعب.
واعتبر مكتب آية الله علي السيستاني، المرجع الشيعي الذي يؤدي دورا مؤثرا في المشهد السياسي في العراق، أن «السلطات الرسمية العراقية هي وحدها المعنية بالتعامل مع تلك الممارسات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنعها، وهي مدعوّة إلى ذلك والى العمل على عدم جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية وتدخل الآخرين في شؤونه الداخلية».
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إنهم ليس لديهم شك في أن الميليشيات الشيعية سترد بطريقة ما قد تؤدي إلى زيادة جديدة في التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
وبين أحدهم «أعتقد أنهم (كتائب حزب الله) سيردون، فيما أوضح آخر أنه يوجد قلق من احتمال أن تقود الأحداث التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية إلى دائرة من الأعمال الانتقامية.
في حين طالبت إيران على لسان المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي «واشنطن باحترام استقلال وسيادة العراق ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية»، حسب قناة «العالم» الإيرانية.
وبين أن «على الولايات المتحدة أن تتحمل تداعيات اعتدائها على القوات العراقية وإنهاء وجودها العسكري». وقال الحرس الثوري في بيان له إن الرد على الضربات الامريكية هو حق طبيعي للشعب العراقي، والقوات المدافعة عن العراق».