استمرار مساعي تشكيل قائمة عربية مشتركة للكنيست والسلطة الفلسطينية تصعد نشاطها
حتى الآن وقبل ساعات من موعد تقديم القوائم للجنة الانتخابات المركزية الخاصة في انتخابات الكنيست لإسرائيلي، لم يقدم أي من الأحزاب الفلسطينية داخل أراضي 48 قائمته ،في ظل استمرار المساعي الحثيثة للإبقاء على القائمة المشتركة وبمساعدة السلطة الوطنية الفلسطينية. وفي الأثناء أعلنت الحركة الإسلامية والتجمع الوطني الديموقراطي في مؤتمر صحافي في الناصرة اليوم عن قرارهما بخوض الانتخابات في قائمة تحالفية ثنائية بحال لم تتيسر عملية تشكيل قائمة مشتركة وحدوية لكل الأحزاب العربية.
وفي المؤتمر الصحافي قال رئيس القائمة العربية الموحدة (الحزب السياسي للحركة الإسلامية) الدكتور منصور عباس إن المسائل العالقة بين مركبات المشتركة لا تتعدى 20/30% وتحالفنا مع التجمع لا يغلق البال للمشتركة، بالعكس”. وتابع ” تحالفنا مع التجمع يعبر عن مسؤولية وطنية وشعبية لتوحيد الكلمة في المجتمع العربي.
الحركة الإسلامية والتجمع كانوا الأقرب سياسيًا ومبدئيًا طوال السنوات الأربعة الاخيرة. ولهذا التحالف سيكون له ما بعده في الكنيست وخارجه “. مؤكدا أن الاتفاق الثنائي هذا يفتح الباب على مصراعيه أمام استمرار المساعي لإقامة وتشكيل القائمة المشتركة من جديد، وجسر الهوة في الفروقات اليسيرة التي تبقت. وتابع ” لم نلتفت إلى المحاصصة على المقاعد، إرادة شعبنا أعلى وأسمى ونفضل دومًا الذهاب مصطفين سويًا مجتمعين لا متفرقين. ونطلب من الناس الاستمرار في الضغط لتحقيق الوحدة المنشودة.
نقدم في هذا التحالف ما هو مختلف من حيث الجوهر فالحركة والتجمع قررا ألا تكون المقاعد والمحاصصة في مداولاتنا بل انتهينا من الحديث عن ذلك خلال خمس دقائق وواصلنا الحديث عن تحالف وشراكة حقيقية ليكون عاملا فاعلا داخل قائمة أوسع”. لافتا أن هناك ما يفرق الحركة الإسلامية وبين التجمع الوطني لكن ما يجمعهما هو أوسع لمواجهة الحالة المحتقنة في إسرائيل كما يتجلى في قانون القومية وبقية القوانين العنصرية. مشددا على أن هذا التحالف السياسي جاء ليخدم قضايا مجتمعنا الفلسطيني في الداخل وتنظيم مساحات الاختلاف بين الأحزاب العربية.
وتابع” لا نتحدث عن اندماج بين تنظيمين بل عن حاجة ضرورية لوحدة مجتمعنا. أناشد بقية الإخوة في الجبهة والحركة العربية للتغيير نداء الساعات الأخيرة للتحلي بالمسؤولية وإظهار روح القيادة وجسر الهوة بيننا فمساحة الخلاف بيننا تقلصت إلى ما أقل من 20% اليوم. ما زلت أؤمن أن المشتركة ما زالت متاحة وهي بين أيدينا وسيطون تفريط بحاضر ومستقبل مجتمعنا وشعبنا إذا سمحنا بهذا الانقسام في ظل توحد أحزاب اليمين الإسرائيلي”.
وردا على سؤال ” حول دور الرئاسة الفلسطينية قال دكتور منصور عباس إن التدخل في الانتخابات مألوف وطبيعي وحصل في مرات سابقة حيث نرى قوى تتدخل لرافع نسبة التصويت في الشارع العربي أو بالعكس. وتابع ” هذا مألوف ومتوقع جدا أن تكون أجندات مختلفة ولكن طرح هذا الموضوع جاء من أجل الحفاظ على استقلالية قرارنا في الداخل. نعم ذهبنا وتدخلنا لرأب الصدع بين حركتي فتح وحماس وهناك قطاعات فلسطينية واسعة من الوطن والشتات من كل الفصائل كي نحافظ على نموذج القائمة المشتركة تريدنا أن نتوحد ونتلقى مناشدات بهذا الاتجاه”.
من جهته قال الأمين العام للتجمع الوطني الديموقراطي دكتور مطانس شحادة في المؤتمر الصحافي إن هناك اتفاقا بيننا وبين الحركة الإسلامية منذ أسبوعين وقد منحنا فرصة لاستكمال مساعي الوحدة وتابع ” لكن عندما حانت الفرصة للإعلان عن هذا التحالف الثنائي فعلنا ذلك وهو تمهيد للقائمة الموحدة وهي مشروع سياسي لا لترتيب مقاعد. نحن نناهض المشروع الإسرائيلي العنصري ونتعاون مع الجميع لتذليل العقبات للحفاظ على القائمة المشتركة. ونوه هو الآخر أن هناك خلافات ايديولوجية بين التجمع والقائمة العربية الموحدة لكن ما يجمعنا أكبر وأكد أن “هذا التحالف السياسي الطبيعي، هنالك خلافات في الفكر، لكن التحالف مطلوب في الحالة السياسية الراهنة. مصلحة شعبنا كانت البوصلة التي وضعناها أمام أعيننا، ونحن نواصل البناء لإعادة إنقاذ المشتركة”. ووجه التحالف نداء للجبهة وحركة طيبي للتحلي بالمسؤولية، والاستجابة لنداء الساعات الأخيرة، مؤكدا أن القائمة المشتركة متاحة وواجبنا جميعا ألا نسمح بالتشرذم والانقسام لأن ذلك سيخدم نتنياهو واليمين.
وفي نهاية المؤتمر الصحافي، أجاب كل من المرشحين الأولين في تحالف التجمع والإسلامية على أسئلة الصحافيين. وعلمت ” القدس العربي ” أن السلطة الفلسطينية أرسلت موفدين عنها لمدينة الناصرة لجسر الهوة بين الفرقاء في محاولة أخيرة لتشكيل قائمة مشتركة للجميع. كما علمت أنها تمكنت من إقناع قائمة ” ناصرتي ” الخاصة برئيس بلدية الناصرة بالتراجع عن المشاركة الانتخابية عبر ترشيح ناشط عنها مع الحركة العربية للتغيير على أن تلعب دور الجامع الموفق مما يتيح دخول مرشح آخر من الحركة العربية للتغيير نفسها للقائمة المشتركة المشتهاة. وقال مصدر مطلع على كواليس المفاوضات أن السلطة الفلسطينية هددت بمقاطعة كل جهة تعمل على تخريب مساعي الوحدة. وبالنسبة للخلاف حول رئاسة القائمة المشتركة فقد توافقت الحركة الإسلامية والتجمع الوطني الديموقراطي مع الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة على إشغال النائب أيمن عودة المكان الأول في القائمة شريطة الاتفاق على قيادة جماعية تكون فيها المشتركة ” مركبة تعمل بالدفع الرباعي “.
يشار أن رئيس الحركة العربية للتغيير الدكتور أحمد الطيبي كان قد أكد أمس قبيل هذه التطورات بأن الأحاديث الصادرة عن بعض الأحزاب العربية حول التقدم بالمفاوضات ليست صحيحة وتندرج ضمن المناورات السياسية. وطالب الطيبي برئاسة المشتركة وبثلاثة مقاعد ضمن المقاعد الـ 13 الأولى أو أربعة مقاعد بعد التنازل عن رئاستها. ويرجح مراقبون أن تستمر المفاوضات والتجاذبات والضغوط من قبل جهات فلسطينية وعربية حتى اللحظة الأخيرة ويقدرون أن تولد ” المشتركة ” بعد مخاض عسير وتقديم أوراقها قبيل الموعد المحدد عند الساعة العاشرة ليلا اليوم الخميس.